بكين/ مكسيكو سيتي 30 مايو 2015 /رفعت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الأخيرة لأربع دول بأمريكا اللاتينية التعاون الثنائي إلى مستوى أعلى .
وتضمن جدول لي المزدحم حادثين ثقافيين في كولومبيا وبيرو على الترتيب، مما أكد الأهمية التي توليها الحكومة الصينية للتبادلات الثقافية الثنائية.
وقال وو تشانغ تشنغ، مدير مركز دراسات أمريكا اللاتينية بمؤسسة الصين للدراسات الدولية إن التبادلات الثقافية بين الجانبين فقيرة، بيد أن هناك إرادة لدى الحكومات والشعوب لتعزيز التفاهم المتبادل.
كولومبيا: الأدب كجسر
وخلال يوم زيارته لكولومبيا، ترأس لي والرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس ندوة حول التبادل الثقافي الصيني-الأمريكي اللاتيني لتعزيز التبادل في الأدب المعاصر بين الثقافتين المتميزتين.
ومثل الوفد الصيني في المؤتمر الأديب الصيني الحائز على جائزة نوبل مو يان والكاتب الصيني صاحب أكثر الكتب المترجمة للأسبانية ماي جيا. وحضر عن الجانب الكولومبي الشاعر هوراسيو بينافيديس والأديب سانتياغو جامبوا.
واقترح لي أن تعزز الصين وأمريكا اللاتينية التعاون المادي والروحي بين الجانبين والاعتماد على قوة الأدب لتحقيق التواصل بين القلوب.
ودعا الكتاب والفنانين من البلدين إلى زيادة التفاعل والحوار للتعلم من بعضهم البعض والمساعدة على تعميق التعاون من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة.
ونعى مو على سبيل المثال الأديب الكولومبي غابريييل غارسيا ماركيز، الذي ترك بصمة عميقة على الأدب الصيني المعاصر أثناء الثمانينيات.
في الوقت نفسه، سرد بينافيديس بعض القصائد من مختارات الشعراء الصينيين مثل لي باي أحد أشهر الشعراء خلال أسرة تانغ( 618-907 بعد الميلاد).
ويمكن أن تلعب الأعمال الأدبية لحضارة ما من خلال القصص والأساليب الفريدة مثل الواقعية الساحرة في حالة كولومبيا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى في نشر المعرفة والتفاهم مع الثقافات الأخرى البعيدة وتسليط الضوء على أوجه التشابه.
وفي السنوات الأخيرة، ترجمت الكثير من أعمال الأدب المعاصر الصينية إلى الأسبانية وأتيحت في المكتبات في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ما جعل الأعمال الصينية في متناول المزيد من الجمهور الأمريكي اللاتيني.
وتكن كولومبيا تقديرا كبيرا للحضارة الصينية الخالدة والتي تعود إلى نحو 5 آلاف عام، وفقا لما ذكره سانتوس، معربا عن ثقته في تدعيم التفاهم المتبادل والأواصر الثقافية على نحو متزايد بين الشعبين.
بيرو: حضارتان قديمتان وروابط حديثة
في بيرو، المحطة الثالثة في جولته، افتتح لي معرضا تحت عنوان " لقاء بين الحضارتين الصينية والأمريكية اللاتينية"، عرض فيه قطع أثرية من حقبتي الأنكا وما قبل الأنكا جنبا إلى جنب مع صور الحضارة الصينية الأولى.
وقال لي إن مثل هذه المعروضات تعمل على تعزيز الاهتمام بتعلم الحضارتين من بعضهما البعض.
وأشارت كارمن كاراسكو، مديرة المتحف الوطني لعلوم الآثار والإنسان والتاريخ في ليما إلى اهتمام لي الكبير بالآثار التي تبرز التطور التاريخي لحضارات السكان الأصليين في بيرو.
وقالت لوكالة ) ) شينخوا( ( إن " وجود رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانع في هذا المكان مهم جدا"، إذ يظهر ذلك اهتمام الدولة الآسيوية " ليس بالمسائل الاقتصادية فحسب، وإنما اهتمامها أيضا بتعزيز المعرفة الثقافية، التي تعتبر ضرورية للتبادلات الثنائية".
وأشارت كارسكو إلى وجود بعض أوجه القرابة بين حضارتي الصين وما قبل الأنكا، قائلة " هناك تكافل بين الجانبين"، بفضل " التشابهات الموجودة في البقايا الحجرية والاستخدام الرشيد للمياه والزراعة ومجالات أخرى".
في الوقت نفسه، يقام حاليا معرض للفنون المعاصرة لأمريكا اللاتينية في بكين حيث تعرض مشاهد المناظر الطبيعية والتقاليد التاريخية والتعددية الثقافية للمنطقة للجمهور الصيني.
وأعرب منظمو المعرض الذي عقد تحت شعار " تقاسم الجمال" عن أملهم في أن يعمل المعرض على تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين وأمريكا اللاتينية وتعزيز النوايا الحسنة بين الشعبين.
الصين وأمريكا اللاتينية: تفاهم متبادل وفي العقد المنصرم، ازدهرت التجارة بين الصين وأمريكا اللاتينية حيث نما حجم التجارة الثنائي 20 مرة.
غير أن غياب المعرفة المتبادلة حيال ثقافة وتاريخ ومجتمع بعضهما البعض أضحى لا يتناسب مع النمو السريع في التجارة والاستثمارات، ويمكن أن يصبح عاملا مثبطا لتوسيع التعاون.
وفي عام 2014، اقترحت الصين إعادة بناء العلاقات الثنائية على 5 ركائز أساسية، بما في ذلك رفع مستوى الوعي المتبادل حيال حضارتي بعضهما البعض فضلا عن التعاون الاقتصادي والسياسي.
وفي جزء من هذه الإستراتيجية، تخطط الصين لتقديم 6 آلاف منحة لطلاب أمريكا اللاتينية للدراسة في الصين في الفترة من 2015 إلى 2019، ودعوة 6 آلاف أمريكي لاتيني آخرين لتلقي دورات تدريبية فضلا عن ترشيح 400 شخص للمشاركة في دورات بعد التخرج.
كما تخطط الصين لإطلاق برنامج هذا العام يحمل اسم " جسر باتجاه المستقبل" بهدف تدريب نحو ألف شاب صيني وأمريكي لاتيني. كما خصصت عام 2016 ليكون عام التبادل الثقافي الصيني-الأمريكي اللاتيني.
وأشار وو باي يي، مدير معهد أمريكا اللاتينية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إلى أن إعادة بناء العلاقات الثنائية والدعوة إلى روابط ثقافية أقوى يظهر نية الحكومة الصينية لتجاوز الحواجز الثقافية بينما تمضي في توسيع التعاون الثنائي العملي إلى مجالات جديدة.
وقال وو إن التبادل الثقافي يشكل جزء لا يتجزأ من عملية تحديث العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية وتعميق التفاهم المتبادل لتعزيز الأساس لتعاون مثمر ومستدام.
وشاطره الرأي انريكي غارسيا، رئيس بنك أمريكا اللاتينية للتنمية حول أهمية التبادلات الثقافية.
وقال " حتي يكون لدينا صداقة مثمرة على المدى الطويل، يجب أن ننظر إلى الصورة بالكامل. الصينيون يجب أن يعرفوا الأمريكيين اللاتينيين ، والأمريكيون اللاتينيون يجب أن يعرفوا الصينيين، ويجب أن يفهموا اختلافاتهما الثقافية بشكل أفضل".
وأعرب رئيس مجلس الدولة الصيني في كلمته خلال الندوة الثقافية التي أقيمت في كولومبيا عن أمله في أن يعزز الشعبان في الجانبان التبادلات الثقافية والتواصل بين القلوب، حتى يمكن أن تجلب أشجار التعاون المزيد من الثمار في بيئة الصداقة الخصبة.
وقال أن " قوة السفينة تكمن في أشرعتها وقوة الإنسان تكمن في قلبه"./نهاية الخبر/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn