تعليق: تدخل الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي غير مبرر وغير مثمر

بكين 28 مايو 2015 / إن تصريحات بعض كبار المسؤولين الأمريكيين الأخيرة حول قضية بحر الصين الجنوبي ليست غير مبررة فقط, بل تضر أيضا بالسلام والاستقرار إقليميا.

وعلق اشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي على بناء الصين الشرعي في جزيرة في بحر الصين الجنوبي خلال احتفال عسكري في هاواي أمس الأربعاء قائلا إن الطائرات العسكرية والسفن الحربية للولايات المتحدة ستستمر في العمل في هذه المنطقة حيث أن بعض الدول "تطلب بشكل متزايد تدخل الولايات المتحدة في آسيا-الباسيفيك."

وكرر ما جاء على لسان جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي الذي قال لطلاب الأكاديمية البحرية الأمريكية في الأسبوع الماضي إن الصين هي عامل زعزعة الاستقرار في بحر الصين الجنوبي ويجب على الولايات المتحدة أن تحافظ على السلام في المنطقة "كما فعلت خلال ال60 عاما الماضية."

وألقى كارتر خطابه بعد أسبوع من تحليق طائرة أمريكية مضادة للغواصات وللمسح البحري من طراز بي-8 إيه فوق المياه قبالة جزر نانشا الصينية.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة تريد المبالغة بشأن أنشطة البناء الصينية وتصوير البلاد على أنها تمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي في خطوة خطيرة وغير مسؤولة من الممكن أن تؤدي إلى تقدير خاطئ وحوادث غير متوقعة.

وهذه التصريحات غير المسؤولة والاستفزازية إلى حد ما ليست سوى ذريعة وخدعة قديمة لواشنطن لدعم عملياتها المستقبلية, التي ستشعل حتما عدم الاستقرار الإقليمي وستؤدى إلى تفاقم الوضع المعقد بالفعل.

وليس من حق الولايات المتحدة التي ليست طرفا في قضية بحر الصين الجنوبي، التدخل في أنشطة البناء على جزيرة صينية التي تدخل في نطاق سيادتها، وتهدف إلى تسهيل الخدمات لعمليات البحث والإنقاذ البحرية ومنع الكوارث والحد منها والسلامة البحرية.

وحيث أن أنشطة البناء الصينية سلمية وتعود بالنفع على العامة، فان قلق واشنطن حول ما يسمى بحرية الملاحة والسلامة البحرية غير مبرر.

في واقع الأمر عندما يتعلق الأمر بأنشطة استصلاح أراضى في المنطقة فإن الولايات المتحدة دائما تخلع قناع النفاق وتظهر وجه "الكيل بمكيالين."

وبينما تشير إلى الصين بأصبع الاتهام, اختارت واشنطن أن تبقى صامتها عن هذه الأنشطة التي قامت بها دول أخرى احتلت بطريقة غير شرعية جزر وسلاسل صخور صينية في وقت سابق.

وبالإضافة إلى ذلك، فانه من الصعب قبول أنها صدفة أن يفقد بحر الصين الجنوبي الهدوء الذي كان يتمتع به في السابق منذ أن بدأت واشنطن إستراتيجية "محور آسيا."

وتعتبر مبالغة واشنطن في قلقها بشأن حرية الملاحة حجة فقط لفرض هيمنتها في منطقة آسيا والباسيفيك.

وتبذل الصين جهودها من أجل بناء "مجتمع ذي مصير مشترك" مع دول ومناطق والعالم كله لتحقيق تنمية ورخاء مشتركين, وتؤيد أن تسعى الدول التي لديها نزاعات إقليمية وبحرية إلى تسوية سلمية من خلال حوارات ومشاورات بدلا من المواجهة.

إن السلام والاستقرار في منطقة آسيا- الباسيفيك لن يفيد فقط دول المنطقة ولكن الدول الأخرى خارج المنطقة أيضا.

إذا كانت واشنطن تريد حقا دعم السلام والاستقرار في منطقة آسيا-الباسيفيك, يجب عليها التوقف عن إثارة المشاكل في بحر الصين الجنوبي وإصدار إحكام صحيحة وأن يكون لديها أيضا فهم أفضل لسياسات الصين الأساسية ونواياها الاستراتيجية.