تعليق : يتعين على واشنطن وقف التصرف كموجه خلفى فى قضية بحر الصين الجنوبى

 بكين 22 مايو 2015 / تتناقض البيانات الأخيرة التى أدلى بها بعض المسئولين العسكريين الأمريكيين مع السلام والاستقرار الاقليميين, ويتعين على العم سام شرح سلوكه غير المسئول بشأن بحر الصين الجنوبى .

وخلال مقابلة فى سنغافورة جرت فى وقت سابق من هذا الاسبوع قالت ميشيل هوارد نائبة رئيس العمليات البحرية الأمريكية ان الصين تحتاج الى شرح ما يجرى بالفعل فى بحر الصين الجنوبى وسط أنباء عن أنشطة تشييد هناك. وقد قدمت المسئولة الأمريكية أيضا تأكيدات حول دعم بلادها لأعضاء الآسيان الذين لديهم نزاعات اقليمية مع الصين, قائلة ان البحرية الأمريكية قادرة على ارسال سفن فى نطاق 12 ميلا بحريا من مكان أعمال الإصلاحات التى تقوم بها الصين .

وفى الحقيقة ليست هذه هى المرة الأولى التى يطلق فيها عسكريون أمريكيون مثل هذه الإشارات التهديدية فى محاولة لقهر إرادة الصين من أجل وقف أنشطة البناء الشرعى الذى تقوم به فى أراضيها . وقبل تصريحات هوارد قال مسئول أمريكى إن البنتاجون يبحث إرسال طائرة عسكرية أمريكية وسفنا ل"تأكيد حرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبى ". إن هذه التصريحات اللامسئولة والاستفزازية إلى حد ما تساوى اضرام النار فى عدم الاستقرار الاقليمى الذى قد يقود الى حسابات خاطئة وتفسير خاطىء وتدهور الوضع فى البحر بدلا من تأكيد حرية الملاحة . وان نزاعات بحر الصين الجنوبى، التى ليست الولايات المتحدة طرفا فيها, بين الصين ومطالبين اخرين يجب معالجتها من جانب الاطراف المشاركين مباشرة بطريقة سلمية . وعلاوة على ذلك لايمكن ان نقبل الا بصعوبة بالغة انه من باب المصادفة ان منطقة بحر الصين الجنوبى التى كانت تنعم فى السابق بالهدوء قد فقدت هدوءها منذ ان بدأت واشنطن فى استراتيجيتها الخاصة ب"محور آسيا " .

وفى الحقيقة إن ماتقوم به الصين من بناء فى بحر الصين الجنوبى انما هو فى اطار سيادتها بهدف تقديم خدمة للبحوث والانقاذ فى البحر ومنع الكوارث وتخفيضها وسلامة الملاحة فضلا عن الوفاء بمسئوليات الصين والتزاماتها الدولية . وعلى ذلك فإن الإزعاج الذى تسببت فيه واشنطن بشأن ما يسمى سلامة الملاحة لاأساس له ودوافعه سيئة . وان حرية الملاحة فى البحر مضمونة بالكامل حيث ان بناء الصين سلمى ويحقق المنفعة للجميع. وفى الحقيقة ان الولايات المتحدة هى التى يجب ان تقدم شرحا مسئولا لتدخلها المتكرر المستمر والمنحاز فى النزاعات الاقليمية التى تخص الصين ودولا اخرى . وان مثل هذا التدخل الأخرق لايعيق فحسب الحل السلمى لهذه النزاعات ولكن يفاقم ايضا عدم الاستقرار الاقليمى . وكدولة مؤثرة فإن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ وجهة نظر موضوعية ونزيهة حيال النزاعات فى بحر الصين الجنوبى وان تحترم التزاماتها بعدم الانحياز لطرف ووقف التصرف كموجه من المقعد الخلفى فى هذه القضية / نهاية الخبر /