بقلم هاشم وانغ
أديرت محركات حيتان حديدية صينية لتتجه للمرة الأولى صوب البحر الأبيض المتوسط للمشاركة في مناورة "التعاون البحري-2015" العسكرية المشتركة التي ستجرى في عرض هذا البحر بين روسيا والصين.
فقد بدأت الأعمال التحضيرية للمناورة في الـ11 من مايو الجاري حيث التقى قادة المناورة من كلا البلدين لإجراء تنسيق مشترك والوقوف على الترتيبات المفصلة لتلك المناورة التي تقود روسيا عملية تنظيمها وتهدف في الأساس إلى بحث كيفية الإبحار بأمان في أعالى البحار وستختتم في الـ21 من مايو الجاري.
قوبلت هذه المناورة باهتمام بالغ ولفتت إليها الانتباه من صوب وحدب لكونها تجرى في مياه البحر المتوسط، إذ أنها المرة الأولى التي تنضم فيها القوات البحرية الصينية إلى مناورة على مسافة تعد الأبعد بالنسبة لسواحل البلاد مقارنة بما سبق من مناورات.
وخلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا في مدينة نوفوروسيسك الروسية، شدد دو جينغ تشن، نائب قائد القوات البحرية الصينية والقائد المشترك للمناورة، على أن المناورة تهدف إلى تعميق التعاون الودي والعملي بين الصين وروسيا، وتعزيز قدرة القوات البحرية للدولتين على مواجهة التهديدات في البحار معا، مضيفا أن المناورة ليست موجهة ضد طرف ثالث ولا تمت للأوضاع الإقليمية بصلة.
وتضم هذه المناورة ثلاث سفن ومروحيتين محمولتين على متن سفن وقطع عسكرية أخرى من الجانب الصيني، فيما تضم ست سفن تابعة جميعا لأسطول البحر الأسود من الجانب الروسي.
جدير بالذكر أن السفن الثلاث التي أرسلتها القوات البحرية الصينية معروفة وبارزة للغاية، ألا وهي السفينتين "لينيي" و"ويفانغ"، وهما من الفرقاطات طراز "054 أيه"، وسفينة الإمدادات "ويشانهو". وكانت هذه السفن الثلاث قد شاركت في الجولة الـ19 من مهمة الحراسة في خليج عدن والمياه الصومالية، علاوة على توجه السفينتين "لينيي" و"ويفانغ" إلى اليمن في الفترة من أواخر مارس إلى مطلع أبريل 2015 لإجلاء الرعايا الصينيين ومواطنين أجانب هناك.
إن السفينتين "لينيي" و"ويفانغ" تابعتان للأسطول البحري في بحر الشمال وتمتلكان ميزة الثبات والقدرة على التكيف مع الأمواج العالية والرياح العاتية أثناء إبحارهما في أعالي البحار نظرا لضخامة حجمهما، كما تعتبران من أكثر السفن تطورا في البحرية الصينية.
وفضلا عن ذلك، تم تركيب رادار متطور ونظام إطلاق صواريخ عمودي من طراز "في أل أس" على متن هاتين السفينتين، اللتين تتميزان بقدرتهما الكبيرة على الدفاع الجوي وبكونهما مضادتين للسفن والغواصات، فضلا عن أنهما تضاهيان من حيث منظور القدرة القتالية الشاملة مدمرة على درجة "موراسيمي" الشهيرة في اليابان.
أما سفينة الإمدادات "ويشانهو"، فقد توجهت في عام 2008 إلى المياه الصومالية لبدء مهام حراسة واضطلعت بإجمالي ست مهام حراسة حتى سبتمبر 2013، وبلغت المسافة التي قطعتها مائتي ألف ميل بحري، وسجلت 27 رقما قياسيا في مهام حراسة لأسطول تابع للقوات البحرية الصينية.
ويرى تساو وي دونغ الباحث في أكاديمية البحوث العسكرية البحرية الصينية أن هذه المناورة لا تأتي فقط لمواصلة سلسلة من المناورات المشتركة البحرية السابقة، وإنما أيضا لتزيدها عمقا. وأشار إلى أن المناورات الصينية - الروسية السابقة كانت تجري عادة في المياه المحيطة بالصين مثل بحر الصين الشرقي والبحر الأصفر وبحر اليابان، لكن مناورة "التعاون البحري - 2015" ستجرى في عرض البحر المتوسط البعيد عن السواحل الصينية، ومن ثم فإن هذا الخيار يتضمن محتوى ثرى للغاية.
وأضاف الباحث أن المناورة تجرى على مستوى عالٍ حيث تم تعيين نائبي قائدي بحرية البلدين على رأس قيادتها المشتركة،مؤكدا أنه من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة والناتو بعمليات استطلاع مكثفة تجاه هذه المناورة، وستشهد القوات البحرية الصينية لأول مرة عمليات رصد ومراقبة شديدة من جانب القوات البحرية والجوية للناتو المتواجدة في المنطقة، لكن ذلك يتيح فرصة لتطوير قدرة القوات البحرية الصينية على مواجهة مثل هذه العمليات.
ومنذ عام 2012، أقيمت مناورات "التعاون البحري" العسكرية بين القوات البحرية الصينية والروسية ثلاث مرات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn