يحتضن منتجع كامب ديفيد في امريكا يومي 13 و14 مايو الجاري قمة تجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست والرئيس الامريكي باراك اوباما، وستركز القمة على محور التعاون العسكري، وسوف تشمل ايضا المسألة النووية الايرانية بعد ان توصلت الدول الست ( امريكا، روسيا ، بريطانيا ، فرنسا ، المانيا) الى اتفاق اطاري بشأن الملف النووي الايراني، وشبح الحرب الاهلية في سوريا واليمن. لكن بالنسبة لامريكا، يهيمن الحرج على قمة كامبد ديفيد بسبب ارسال دول الخليج ممثلين على مستوى منخفض لحضور القمة باستثناء أميرا الكويت وقطر، وبالتالي لا يمكن ان تسمى قمة حقيقية.
وقد لقي غياب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عن قمة كامب ديفيد اهتمام عالمي واسع. وقال الملك السعودي في لقاء سابق مع وزير الخارجية جون كيري، ان السعودية تتطلع الى المشاركة في القمة. كما اعلن المتحدث باسم البيت الأبيض إيريك شولتز يوم 8 مايو الجاري عن ان الملك السعودي سلمان بين عبد العزيز سوف يحضر محادثات واسعة النطاق حول العلاقات الثنائية والقضايا المحلية. ومع ذلك، قال وزير الخارجية السعودي، عادل بن أحمد الجبير، بعد يومين ان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد سيترأس وفد المملكة في قمة كامب ديفيد.
باستثناء اسرائيل، تعتبر السعودية من اهم حلفاء امريكا في منطقة الشرق الاوسط. وإن الموقف السعودي سوف يؤثر بلا شك على غيرها من دول مجلس التعاون الخليجي. وبالرغم من ان الحكومة السعودية شرحت وقالت أن السبب الرئيسي وراء غياب الملك السعودي عن القمة هو مصادفة توقيت القمة مع وقف اطلاق النار الانساني باليمن لمدة 5 أيام. لكن، يرى المجتمع الدولي عموما ان غياب الملك السعودي عن القمة دليل عن سخط وغضب بعض دول مجلس التعاون الخليجي من النشاط الدبلوماسي بين الرئيس الامريكي باراك اوباما وايران. إلا أن المسؤولين في امريكا سارعوا للتدخل ودحض هذا الراي ، غير ان الرد لم يكن مقنعا.
في الواقع، عدم مجاملة السعودية وغيرها من الدول الخليجية الاخرى امريكا في قمة كامب ديفد هذه المرة، يبين الوضع المعقد لمنطقة الشرق الاوسط.
اعلنت الدول الخليجية في يوم 25 مايو 1981 في العاصمة الاماراتية ابو ظبي عن تأسيس مجلس التعاون الخليجي ومقره العاصمة السعودية الرياض. كما تعتبر معظم دول اعضاء مجلس التعاون الخليجي سنية. وكان هدف تأسيس المجلس في البداية هو التصدي لخطر اثنين من القوى الاقليمية ايران والعراق. حيث ان ايران ذات الاغلبية الشيعية باتت غير متجانسة مع معظم الدول العربية بعد الثورة الايرانية الاسلامية في عام 1979. كما ان العراق بالرغم من انها ذات الاغلبية الشيعية لكن الحاكم في ذلك الوقت كان صدام حسين سنيا، إلا ان طموحات الاخير كانت كبيرة جدا، حيث طرح فكرة ان تقود بلاده اكثر من 20 بلدا عربيا، مما جعل الدول العربية الاخرى حذرة من العراق. لكن، العراق لم تعد تهدد بعض دول الشرق الوسط بعد حرب العراق وسقوط صدام حسين بالرغم من تولي شيعة العراق السلطة.
كما ان القضية النووية الإيرانية هي مشكلة مزمنة، وأن النقص الخطير في الثقة المتبادلة بين ايران وأمريكا هي المشكلة الرئيسية التي تعيق المحادثات. حيث تصر ايران على ان لها الحق في تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، في حين تشك امريكا ودول غربية اخرى في انها تسعى لإنتاج الاسلحة النووية. وبعد صعود روحاني للسلطة، شهدت العلاقات الامريكية الايرانية نوعا من الليونة وحققت محادثات الايرانية النووية تقدما جيدا. لكن، تخشى السعودية وبعض الدول الخليجية من ان ايران لن تتخلى عن سعيها لإنتاج الاسلحة النووية بعد الاتفاق الإطارى حول الملف النووى الإيرانى الذى تم التوصل إليه بين القوى الكبرى الست وإيران. وفي نفس الوقت،تخشى ان يؤدي رفع العقوبات الغربية على ايران الى ملء محفظة الاخيرة وتمويل " الحروب بالوكالة"وزيادة قوة تأثيرها في سوريا واليمن ولبنان. وعليه، خرقت السعودية وبعض الدول الخليجية الوعد ولم تحاول حفظ ماء وجه امريكا في قمة كامب ديفيد بين دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا والتي تستضيفها الاخيرة.
ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء في منطقة الشرق الاوسط أن غياب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن قمة كامب ديفيد يمكن أن يخلف نتائج عكسية، وان باراك اوباما لن يتسامح مع هذه المسألة لأنه يتطلع الى التوصل الى اتفاق نووي، الأولوية رقم واحد.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn