تعليق: زيارة لي كه تشيانغ ( نجم التسويق) الى البرازيل تهدف الى الارتقاء بالعلاقات المميزة بين البلدين

بقلم/ جو جي ويه، المدير التنفيذي لمركز ابحاث البرازيل في معهد أمريكا اللاتينية في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية

سيقوم نجم التسويق، رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بزيارة رسمية للبرازيل يوم 18 مايو الجاري، وأعلنت رئيسة البرازيل ديلما روسيف خلال لقاءها مع وسائل الاعلام الصينية مؤخرا عن أن البرازيل تتطلع إلى ان تحقق زيارة لي كه تشيانغ التي تأتي في فترة خاصة للعلاقات بين الصين والبرازيل نتائج مثمرة بما في ذلك التجارة والاستثمار والتعاون العلمي والتكنولوجي ، التعاون المالي، نظام التعاون بين دول بريكس وبنك الاستثمار الاسيوي وغيرها. ومما لا سك فيه، تأتي زيارة لي كه تشيانغ الى البرازيل في الوقت المناسب بالنسبة للحكومة البرازيلية التي تواجه ركودا اقتصاديا. حاليا، الصين تروج بقوة التعاون الدولي في القدرات الانتاجية الدولية وتصنيع المعدات، كما ان برازيل حريصة ايضا على زيادة الاستثمار لتحقيق رفع مستوى الصناعة. وعليه، فإن اكثر ما يثير اهتمام العالم الخارجي في هذه الزيارة هو امكانية بناء علاقة عرض وطلب جديدة بين الجانبين.

تحتاج الصين والبرازيل في المجال التجاري الى اقامة علاقة عرض وطلب جديدة. حيث شهد حجم التجارة الثنائية بين البلدين في ظل تباطؤ الاقتصاد الصين وانخفاض اسعار المنتجات الدولية انخفاض في عام 2014 الى نسبة 7%، وهذا ثاني نمو سلبي للتبادل التجاري بين البلدين منذ عام 1999( في عام 2012 كان النمو السلبي 3%). وسجل حجم التجارة الثنائية بين البلدين تراجعاً بنسبة 19% على أساس سنوي في الشهور الأربعة الأولى من عام 2015، وتراجعت نسبة الصادرات البرازيلية الى الصين بمقدار 32%. ووفقا لذلك، فإن التبادل التجاري بين الصين والبرازيل الذي يركز على المنتجات الاولية الاساسية يواجه تحديات كبيرة على مدى العقد الماضي. وخلال زيارة لي كه تشيانغ الى البرازيل سوف يوقع البلدان رسميا اتفاقية رفع حظر تصدير لحم البقر من البرازيل الى الصين، ومع ذلك، من الصعب ان تتعافى التجارة الثنائية على المدى القصير. وبالنسبة الى توسيع أنواع الصادرات الى الصين، قدمت البرازيل اقتراحا مثل توسيع تصدير القهوة، تشجيع تصدير المنتجات الزراعية، توفير تجارة الخدمات وغيرها، لكن من تحديد السياسات الى دخول السوق تستغرق وقتا طويلا.

في المقابل، يواجه البلدين افضل آفاق تعاون في مجال الاستثمار. اولا، الانخفاض المستمر في معدل الاستثمار في الاقتصاد البرازيلي، ولا سيما تقلص السيولة في السوق الدولية في السنوات الاخيرة، مما جعل البرازيل تنظر في زيادة الطلب في الاستثمار الاجنبي. ثانيا، استراتيجية خروج المعدات الصينية الى الخارج توفر فرصة للتعاون الصناعي بين البلدين، وفي البنية التحتية، ومجال التصنيع، كما يوفر البلدين الشروط لتحقيق تبادلات الاموال والتكنولوجيا..ثانيا، يحدد نظام التعاون الكلي بين الصين والدول اللاتينية 6 مجالات التعاون تشمل الطاقة والموارد، و البنية التحتية، الزراعة، الصناعة، التكنولوجيا والابتكار وتكنولوجيا المعلومات، ويبقى مجال البنية التحتية من اولويات التعاون. كما قالت ديلما روسيف، الرئيسة البرازيلية في المقابلة مع وسائل الاعلام الصينية أن البرازيل تأمل كثيرا أن تشارك الصين في مشاريع بناء السكك الحديدية في البرازيل. لذلك ، من المتوقع ان يشهد الاستثمار الصيني في مجال البنية التحتية زيادة كبيرة في البرازيل. ووفقا لوسائل الاعلام البرازيلية، يتوقع خلال الزيارة ان يتم توقيع ما يقرب 60 اتفاقية استثمار بقيمة 53 مليار دولار. 

بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية ، سوف يكون موضوع التعاون الكلي بين الصين والدول اللاتينية و نظام التعاون بين دول بريكس، وبنك الاسيوي للاستثمار من المواضيع المهمة في اجتماع قادة البلدين. ويعتبر التعاون الصيني ـ البرازيلي اكثر تعقيدا علي مستوي العلاقات الصينية ـ اللاتينية: تطوير التعاون بين الصين والدول اللاتينية، خاصة تنمية البنية التحتية في الدول اللاتينية، يتوافق مع الاهداف الاستراتيجية الاقليمية للبرازيل لتحقيق الترابط والتواصل في المنطقة. ولكن، بالتأكيد توسيع الفضاء الصيني في امريكا اللاتينية سوف يضعف من النفوذ البرازيلية في المنطقة. وهذا ايضا لا يتفق مع الفكر الاستراتيجي الذي يسعى ليكون قائد المنطقة. كما ان الصين والبرازيل بحاجة الى المزيد من تشاور وتعاون ومواقف مبدئية في ما يخص تنمية بنك بريكس وبنك الاسيوي، خاصة وان قمة بريكس سوف تنعقد في يوليو في العام 2015 ،مما يجعل هذه الزيارة فرصة للتشاور حول العديد من المشاكل بما في ذلك بنك بريكس.

في الوقت الحاضر، العلاقات الصينية ـ البرازيلية في مرحلة التحول والارتقاء، والانتقال بشكل كبير يجسد في المجالات الاقتصادية والتجارية، وينعكس الارتقاء في التعاون الدولي المتعدد الاطراف. وزيارة لي كه تشيانغ الى البرازيل اساسية في الاتجاه المستقبلي للعلاقات الثنائية، من ناحية تعتبر " محرك جديد" للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والبرازيل، تعزيز التجارة الثنائية والتنمية الاقتصادية المستدامة،من ناحية اخرى، سيتم ايضا تعزيز التعاون المالي الثنائي في مجالات متعددة الاطراف، وإثراء محتوى الإدارة العالمية في التعاون والعلاقات الثنائية.