سول 30 أبريل 2015 / التاريخ يعيد نفسه، ولكن ثمة تاريخ لا بد من عدم السماح مطلقا بتكراره ألا هو: يابان ذات نزعة عسكرية واحتلالها لشبه الجزيرة الكورية وما تلاه من أعمال وحشية لا تعد ولا تحصى ضد أشخاص أبرياء.
كانت لي يونغ سو (87 عاما) من بين ضحايا "نساء المتعة" الكوريات الجنوبيات السابقات اللاوتي أرغمن على أن يصبحن عبيد جنس لبيوت دعارة عسكرية يابانية إبان الحرب العالمية الثانية، وهي أيضا من بين أؤلئك الذين يشعرون بقلق من تكرار هذه الحلقة المفرغة من التاريخ.
وتعيش لي يونغ سو الآن في واشنطن وقامت بمسيرة مع جماعات أهلية من كوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة أمام الكابيتول هيل (الكونغرس) حيث سيلقى آبي خطابا أمام جلسة مشتركة للكونغرس.
الشيء الوحيد الذي تريده لي والجماعات الأهلية والدول التي سقطت ضحية لليابان الإمبريالية وكذا عقلاء العالم هو إعتذار مخلص من آبي عن الأعمال الوحشية التي ارتكبت في زمن الحرب.
ومازال آبي، الذي يقوم بزيارة للولايات المتحدة تستغرق أسبوعا وبدأت يوم الأحد الماضي، يرفض تقديم إعتذار ويؤكد مجددا صيغته المعتادة بأنه "يشعر بالأسى " إزاء "الاتجار في البشر". إنه إنكار صارخ لتدخل الحكومة اليابانية في تجنيد عبيد الجنس وإلقاء المسؤولية فيما حدث على وكلاء خاصين.
وبات لليابان غير التائبة أجنحة بعد تعديل الخط العام للتعاون الدفاعي بين واشنطن وطوكيو. فقد سمح الخط العام الجديد، الذي تم تعديله لأول مرة منذ عام 1997، سمح لليابان بالقيام بعمليات عسكرية في دول ثالثة خارج الأراضي اليابانية.
ومنحتها هذه الأجنحة واشنطن التي قامت هي نفسها بنزع سلاح
اليابان من خلال "دستور سلمي" نبذت فيه البلاد الحرب كحق سيادي "إلى الأبد". والآن، تحث الولايات المتحدة اليابان على إعادة تسليح نفسها، وهو ما آثار قلقا إزاء إطلاق المرحلة الأولى من التاريخ يعيد نفسه.
ولا يزال العديد من الكوريين الجنوبيين يتذكرون الدور الأمريكي في حث اليابان على احتلال شبه الجزيرة الكورية عبر مذكرة تافت - كاتسورا. في يوليو من عام 1905، عقد وزير الحرب الأمريكي وليام تافت ورئيس الوزراء الياباني آنذاك تورو كاتسورا اجتماعا سريا، توصلا فيه إلى نتيجة تتمثل في اعتراف الولايات المتحدة بالحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية مقابل موافقة اليابان على سيطرة الولايات المتحدة على الفلبين.
وفتح الخط العام الأمريكي - الياباني الجديد بابا لقوات الدفاع الذاتي اليابانية للقيام بعمليات في أراضي كوريا الجنوبية ومياهها ومجالها الجوي دون موافقة مسبقة. وبدعم من الولايات المتحدة، قد تقوم القوات اليابانية بعمليات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية نيابة عن القوات الأمريكية.
إن أي استفزاز عسكري من جانب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سيكون بمثابة ذريعة لليابان لممارسة قوتها العسكرية في شبه الجزيرة الكورية وما حولها. ويتزايد احتمال نشوب صراعات عسكرية بين سول وطوكيو في ضوء مجموعة النزاعات الإقليمية الحالية وإفساح مزيد من المجال أمام عمليات عسكرية يابانية. /نهاية الخبر/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn