مبعوث الأمم المتحدة يزور قطاع غزة ويتعهد بالعمل على تخفيف القيود الإسرائيلية عنه

غزة 29 أبريل 2015 / زار مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف اليوم (الأربعاء)، قطاع غزة للمرة الأولى منذ توليه منصبه منتصف الشهر الماضي.

ودخل ملادينوف إلى قطاع غزة عبر معبر (بيت حانون/إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وأجرى فور وصوله للقطاع جولة تفقدية قصيرة لمناطق الدمار بفعل الهجوم الإسرائيلي الأخير صيف العام الماضي.

واجتمع ملادينوف مع ممثلي منظمات حقوقية وأهلية ومن ثم مع رجال أعمال وتجار محليين في مدينة غزة.

وقال مدير (مركز الميزان) لحقوق الإنسان عصام يونس لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن لقائهم مع ملادينوف استهدف إطلاعه على مجمل الأوضاع في قطاع غزة خاصة تداعيات الحصار الإسرائيلي والتعثر الحاصل في إعادة إعمار القطاع.

وذكر يونس، أنهم ابلغوا المسئول الأممي بأن آلية الأمم المتحدة لإعمار غزة "غير مجدية ولن تمكن المتضررين من الحصول على أدنى حقوقهم وهي بمثابة إعادة تشريع للحصار على غزة".

وأشار إلى أنهم طالبوا الأمم المتحدة بالعمل جديا على رفع كافة أشكال الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ثمانية أعوام، وإنهاء كل القيود التي تعطل إطلاق عملية جدية لإعادة إعمار القطاع.

وحسب يونس تعهد ملادينوف، بالعمل على تحسين الظروف في قطاع غزة وتخفيف القيود الإسرائيلية عنه ومراجعة آلية الأمم المتحدة لإعادة الإعمار بعد عقد اجتماعات مع كافة الأطراف بشأن ذلك.

وهذه أول زيارة لملادينوف إلى قطاع غزة منذ توليه منصبه منتصف الشهر الماضي خلفا للمبعوث الأممي السابق روبرت سيري.

وكان سيري أعلن في سبتمبر الماضي، أن الأمم المتحدة توسطت للتوصل لاتفاق ثلاثي فلسطيني إسرائيلي أممي لتمكين السلطة الفلسطينية من بدء إعادة الإعمار في غزة.

وأفصح سيري في حينه، أن الاتفاق يقوم على ضمانات أمنية مشددة من خلال آلية رقابة من قبل الأمم المتحدة وفق نظام يشرف على إدخال واستخدام جميع المواد اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة لضمان عدم تحويلها عن أهدافها المدنية الخالصة.

ويقصد بذلك منع استغلال الفصائل الفلسطينية المسلحة مواد البناء خصوصا الأسمنت في تشييد أنفاق أرضية تستخدمها في هجمات ضد إسرائيل.

غير أن مسؤولين محليين في غزة اعتبروا أن "قيود" الأمم المتحدة دفعت بالحد من عمليات إعادة الإعمار وتضاعف مدتها الزمنية وتكلفتها المادية وهو ما يزيد من مصاعب النازحين ممن فقدوا منازلهم.

وشنت إسرائيل هجوما عسكريا على قطاع غزة في الفترة من 8 يوليو حتى 26 أغسطس الماضيين خلف مقتل أكثر من ألفين و140 فلسطينيا وأكثر من 10 آلاف جريح مقابل مقتل 71 إسرائيليا إلى جانب هدم آلاف المنازل السكنية ودمار هائل في البني التحتية في القطاع.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان مصدر مسؤول فيها، إن زيارة ملادينوف إلى قطاع غزة "خطوة في الاتجاه الصحيح نأمل أن يتم خلالها الاطلاع عن كثب على جرائم الاحتلال بحق شعبنا ونتائج الحصار الظالم لأهلنا في قطاع غزة".

ودعا المصدر في حماس في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه ملادينوف، إلى "التحرك العاجل لإنهاء الحصار بكل أشكاله وإدانة جرائم الاحتلال، والتدخل لفتح المعابر والإسراع بخطوات إعادة الاعمار وإدخال احتياجات القطاع وخاصة مواد البناء".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبل في مكتبه في مدينة رام الله في الضفة الغربية السبت الماضي ملادينوف وبحث معه "آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية، وتطورات العملية السياسية".

وأشار عباس خلال اللقاء مع المبعوث الأممي، إلى أهمية الإسراع في إيفاء الدول المانحة لالتزاماتها تجاه إعادة إعمار قطاع غزة، وفق ما تم إقراره في مؤتمر الدول المانحة الذي عقد في شرم الشيخ مؤخرا.

وتعهدت الدول المانحة بجمع مبلغ 5.4 مليار دولار للفلسطينيين خلال مؤتمر القاهرة للمانحين في 12 أكتوبر الماضي على أن يخصص نصف المبلغ لصالح إعادة إعمار قطاع غزة.

وتقول حكومة الوفاق الفلسطينية ومنظمات دولية، إن أقل من 10 في المائة من هذه التعهدات وصل بالفعل.