23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحقيق إخباري: أطفال من غزة تركهم اقاربهم في دار للأيتام بعد قتل إسرائيل لآبائهم

    2015:04:06.09:53    حجم الخط:    اطبع

    بقلم: ايمان جمعة وعمر العثماني

    غزة 5 أبريل 2015 /تحاول الطفلة علا أبو طعيمه التي فقدت والدها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي أن تعيش حياة طبيعية رغم أن والدتها أودعتها دارا للأيتام نظرا لأوضاعها الاقتصادية الصعبة.

    وفي يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف اليوم (الأحد) استيقظت علا، كعادتها صباحا لتغسل وجهها وتتناول فطورها، ولم تنس ترتيب سريرها الصغير في معهد (الأمل) للأيتام، وتصفيف ظفيرتها الشقراء قبل مغادرتها إلى المدرسة برفقة زميلاتها نور ياسين وهما متشابكتان اليدين.

    علا ونور طفلتان في العاشرة من العمر كتب لهما القدر مع أشقائهما أن يعيشيا بعيدا عن أحضان الأم, وكنف الأب ليقضيا ساعات نهارهما في مدرسة خاصة, والليل الطويل في دار للأيتام.

    وقضى والد علا في غارة شنها الطيران الإسرائيلي على منزل العائلة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي، فيما قضى والد نور وشقيقها بعد يومين من إصابتهما بجروح بالغة جراء غارة أخرى استهدفت سيارة مدنية في ذات الحرب.

    بضعة أشهر مضت على مقتل والدا علا ونور, ولم تستطع والدتاهن الإنفاق على الأبناء, فانتقلتا وأشقائهما للحياة في معهد (الأمل) للأيتام, آملا في حياة كريمة ومستقبل أكثر إشراقا من الحاضر البائس والصعب.

    وتقول علا لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها تحن للعيش برفقة والدتها لكن الأخيرة أقنعتها أن البقاء في دار الأيتام أفضل لها, حيث يمكنها التركيز على المذاكرة والعيش بكرامة.

    وتضيف علا, "لي ثلاثة إخوة ووالدتي لا تستطيع تأمين العيش لنا بعد أن قتل والدي في الحرب الإسرائيلية الأخيرة".

    وتردف علا وقد احمرت وجنتيها خجلا "أعيش في دار الأيتام بألم وأشعر بالوحدة في كل الأيام, رغم أن المعاملة هنا جيدة وأستطيع الذهاب للتنزه مع زميلاتي لأي مكان أرغب في زيارته, كما أنهم يشترون لنا الملابس الجديدة كل شهر الأمر الذي لا تستطيع والدتي فعله بعد أن فقدنا من يعيلنا".

    وشنت إسرائيل هجوما عسكريا على قطاع غزة في الفترة من 8 يوليو حتى 26 أغسطس الماضيين خلف مقتل أكثر من ألفين و140 فلسطينيا منهم 550 طفلا وأكثر من 10 آلاف جريح مقابل مقتل 71 إسرائيليا.

    وعند عودتهما من المدرسة وتناول طعام الغذاء في المعهد جلست نور على سريرها المقابل لسرير علا, وأخذت تسترق النظر إلى أختها منى ذات الخمس سنوات وهي تحاول رسم شجرة على ورقة بيضاء.

    تقول نور ل((شينخوا)), "أكثر ما أحبه في دار الأيتام هو الرسم, علمت أختي الصغيرة أن ترسم شجرة النخيل, لكنها لا تتقنها كما أفعل أنا, في كل المرات تلون الأوراق باللون الأسود, وأعيد رسمها وتلوينها.

    وتصف نور أيامها بالطويلة, كثيرا ما تجلس على سريرها في الظلام لتتذكر والدها, وتحاول فهم أمها التي تركتها وأختها منى واثنين من أشقائها في معهد الأيتام لتصبح حياتهما أفضل, لكنها تعد الأيام حتى يأتي يوم الخميس لتذهب وإخوتها لزيارة والدتها التي تصطحبها لتناول المثلجات في مكانها المفضل.

    وتقول هبة أبو حسين الأخصائية النفسية الاجتماعية في معهد (الأمل) للأيتام ل((شينخوا))، إن المجتمع الفلسطيني في غزة يمر بأوضاع سياسية واقتصادية ونفسية صعبة, إثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع والتي كان لها تأثير كبير على العائلات الفلسطينية خاصة العائلات التي أصبح أطفالها أيتاما.

    وتشير أبو حسين، إلى أن جميع الأطفال الذين استقبلهم المعهد بعد مقتل آبائهم, كانت الأم عاجزة عن إعالتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم, لذلك كان الأفضل لهم ضمهم إلى المعهد والاهتمام بهم.

    وتوضح أبو حسين، أن البعض منهم مثل علا ونور كانتا تعانيان في البداية من الانطواء والعزلة, وعدم الرغبة في الحديث مع أحد, وبعد أن قدم المعهد لهما جلسات ارشادية عن طريق اللعب والرسم, أصبح هنالك تغييرات في سلوكهما وارتبطتا أكثر بالمعهد.

    ورغم محاولتهما التأقلم مع وضعهما في دار الأيتام، إلا أن الأيام تمر قاسية على علا ونور, فهما لا تتمكنا من رؤية والدتيهن إلا مساء الخميس ويوم الجمعة من كل أسبوع, حيث يسمح لهما بزيارة ذويهما لتنام كل منهما في حضن أمها.

    ويقول المدير التنفيذي لمعهد (الأمل) للأيتام في غزة إياد المصري ل((شينخوا))، إن الطفل اليتيم في المعهد "لا ينقطع عن أقاربه ففي كل أسبوع له زيارة ليلة ويوم, كما أننا نسمح بزيارة الأهالي لأطفالهم في أي يوم من الأيام".

    ويضيف المصري، "نحن نحرص كذلك على دمج الأطفال الأيتام مع أطفال المجتمع لذلك نرسلهم إلى مدرسة خاصة, كما أن هناك روضة أطفال تابعة للمعهد.

    لكن المصري يشكو من ضعف التمويل للمعهد، لافتا إلى أنه فقد التمويل الداخلي نظرا للوضع الاقتصادي السيئ في غزة وفي الأراضي الفلسطينية بشكل عام، فيما انخفض التمويل الخارجي بسبب تفضيل الممولين تحويل مساعداتهم إلى سوريا التي ازداد فيها عدد الأيتام جراء الحرب الدائرة فيها.

    ويتابع بهذا الصدد، أن عدد الأطفال الأيتام خاصة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ارتفع بشكل كبير، لافتا إلى أن طاقة المعهد تستوعب 120 طفلا, لكن بعد الحرب ارتفع عدد الأطفال الأيتام فيه ليصل إلى 132 طفلا وهم بحاجة إلى نفقات يومية ما بين طعام وشراب وملابس وأدوات تعليم.

    وحول كيفية قبول الأطفال للإقامة في المعهد يقول المصري، "نظرا لارتفاع عدد الأيتام بشكل عام في غزة فإننا نجري دراسة كاملة للحالة والبيئة التي يعيشها فمنهم من قتل والده أو والديه معا، ومن هؤلاء من يعيش في منزل والدته أو أحد أقاربه فإن كان ضمه للمعهد أفضل بالنسبة له فإننا نستوعبه".

    ويشير المصري، إلى انه رغم ضعف التمويل للمعهد إلا أنه مازال يقدم خدمة الإيواء للأيتام, بالإضافة لخدمات متنوعة لهم، إضافة إلى كفالة أيتام خارج المعهد على مستوى قطاع غزة.

    ويعتبر عدد الأيتام الذين تستوعبهم جمعية معهد (الأمل) قليل جدا بالنسبة للعدد الكلي لأيتام قطاع غزة الذين يعيش الكثير منهم حياة يائسة بعد أن فقدوا الوالد أو الوالدين معا أو فقدوا اخوتهم خلال ثلاثة حروب شنتها إسرائيل على قطاع غزة ما بين عامي 2008 و2014.

    وفي هذا الصدد، تقول مدير عام الرعاية الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية في غزة اعتماد الطرشاوي ل((شينخوا)), إن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة "خلفت ما يقارب 2000 يتيم, ليصبح عدد الأيتام دون 18 عاما في القطاع أكثر من 15 ألف يتيم, 6 آلاف منهم قتل آباءهم في العدوان الإسرائيلي المتكرر على القطاع".

    وتضيف الطرشاوي, إن الوزارة تقدم مساعدات نقدية دورية لكافة الأيتام، بالإضافة إلى مساعدات تموينية وإعفاءات مدرسية وتأمين صحي.

    ولفتت إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية وبتمويل من جمعية (الهلال الأحمر) التركي قامت بتوزيع مبلغ 400 شيكل (الدولار يساوي 3.92 شيكل) على كل يتيم من ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

    وتابعت الطرشاوي "في ظل المشكلات المعقدة التي تحيط بالعمل الاجتماعي في قطاع غزة, فالأيتام هي من الفئات التي تعنى بها وزارة الشؤون الاجتماعية وتقدم لهم في ظل إمكانياتها المتواضعة خدمات الحماية والرعاية الاجتماعية, كما تقدم وحدة الأسرة والطفولة بالوزارة لهم الدعم النفسي, خاصة ضحايا الحرب".

    وتخلص الطرشاوي إلى أن واقع أطفال فلسطين وخاصة قطاع غزة الذين يعيشون حياة صعبة في ظل وضع اقتصادي مزري وخوف متكرر نتيجة الحروب الإسرائيلية التي أفقدت الكثير منهم آباءهم، لن يتحسن ما لم يتحسن الوضع السياسي للفلسطينيين الذي يقود بدوره إلى ازدهار الوضع الاقتصادي.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على