مقابلة: مسؤول كبير بالأمم المتحدة: الصين تعزز بنشاط التعاون الجنوبي الجنوبي

الأمم المتحدة 29 أبريل 2015 / أشاد مسؤول كبير بالأمم المتحدة اليوم (الأربعاء) بالدور النشط للصين في تعزيز التعاون الجنوبي الجنوبي قائلا إنه نهجها العملي وخطواتها البرجماتية تعود بالنفع على الشعوب في آسيا وأفريقيا.

وأشار تشو يي بينغ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتعاون الجنوبي الجنوبي في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إلى الإجراءات التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينغ عندما ألقى كلمة أمام القمة الآسيوية الأفريقية في إندونيسيا يوم 22 أبريل.

أيضا في كلمته في القمة التي انتهت في الآونة الأخيرة طرح الرئيس الصيني اقتراحا من ثلاث نقاط يتوافق مع روح التضامن والصداقة والتعاون لباندونج من أجل تعزيز التعاون بين آسيا وأفريقيا وتوسيع التعاون الجنوبي الجنوبي وتعزيز التعاون بين الشمال والجنوب.

وقال تشو وهو أيضا مدير مكتب الأمم المتحدة للتعاون الجنوبي الجنوبي "بيان الرئيس شي بشأن التعاون الجنوبي الجنوبي في وقته ومهم ليس فقط لأن عام 2015 يوافق الذكرى الـ 60 لمؤتمر باندونج لكن أيضا لأنه يوافق الذكرى الـ 70 لانتصار العالم في الحرب على الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة."

وأضاف تشو "عند هذه اللحظة التاريخية للانتقال في العالم... تناول الرئيس شي في خطابه الأخير الجهود الصينية لتعزيز نوع من العلاقات الدولية قائم على التعاون متبادل المنفعة وبناء مجتمع بمصير مشترك."

وتابع قائلا "تتفق هذه الأفكار الاستراتيجية مع روح باندونج وتنميها أكثر. هي أيضا إيجابية لمزيد من تعزيز التعاون الجنوبي الجنوبي في المستقبل."

الاستعمار الجديد؟ بدون أساس!

في كلمته قال الرئيس إن الصين ستعمل مع الأطراف المعنية من أجل الدفع المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" وإقامة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية وتحسين استخدام صندوق طريق الحرير.

وستقدم الصين وفقا لما ذكره شي 100 ألف فرصة تدريب للدول النامية في آسيا وأفريقيا خلال السنوات الخمس المقبلة. علاوة على ذلك ستتم دعوة 2000 شاب من آسيا وأفريقيا لزيارة الصين وحضور سلسلة من المناسبات الشبابية.

وعبر السنوات ظلت الصين مؤيدة قوية وقوة دافعة للتفاعل الجاد بين آسيا وأفريقيا. وسيعزز الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21 اللذين اقترحهما شي خلال زيارة لآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا في سبتمبر وأكتوبر 2013 التعاون بشكل أكبر.

ويربط الحزام والطريق وهما عبارة عن مشروعات تجارة وبنية أساسية دولية آسيا وأوروبا وأفريقيا. ويطوق الاثنان حوالي 63 بالمئة من سكان العالم.

وقال تشو "في رأيي هذه إجراءات محددة وواقعية اعلنها الرئيس الصيني وسوف تعود بالنفع الحقيقي على معظم دول آسيا وأفريقيا."

وفي مايو 2014 عين بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تشو مبعوثه للتعاون الجنوبي الجنوبي. وكموظف مخضرم بالأمم المتحدة قاد تعزيز وتنسيق التعاون الجنوبي الجنوبي في نصف الكرة الأرضية الجنوبي وفي نظام الأمم المتحدة لسنوات عديدة.

وأشار تشو إلى أنه على خلفية الانتعاش الاقتصادي الضعيف في الدول الغربية وصعود دول الجنوب ولاسيما الصين تسبب ذلك في قلق بعض الدول ومن ثم اتهموا الصين "بالاستعمار الجديد".

وقال إن الصين تقدم مساعدات أجنبية لمساعدة الدول في الحد من الفقر وتحسين معيشة السكان وتعزيز النمو وتقوية الاعتماد على النفس وهو أمر ثابت خلال العقود القليلة الماضية. وأضاف "من غير المسؤول تماما وبدون أساس انتقاد الصين بانتزاع الموارد والأسواق في أفريقيا."

وتابع "في رأيي خدمت الإجراءات التي أعلنها الرئيس شي كاجابة مباشرة للاتهام الذي لا اساس له لما يسمى بالاستعمار الجديد."

وقال "في الحقيقة تعاون الصين مع الدول الأفريقية في مجالات الطاقة والموارد يتبع قواعد السوق العالمي." وأضاف انه عبر السنين طورت الصين والدول الأفريقية علاقاتها الودية على أساس المنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجميع.

وأضاف "في اعتقادي القوي ان معظم الدول سوف تقبل وتصدق على بيان الرئيس شي بشأن نوع جديد من العلاقات الدولية لأن الأغلبية العظمى من شعوب العالم تحب السلام ومستعدة لتطوير مثل هذا النوع من العلاقات مع الدول الأجنبية من خلال تعلم الدروس من التاريخ."

الأهمية للأمم المتحدة

وقال تشو إنه بالنسبة للأمم المتحدة خطاب شي مهم أيضا لأنه يسهم بطاقة إيجابية في جهود الأمم المتحدة الحالية مع الدول الأعضاء في وضع أجندة تنمية مستدامة عالمية.

وأضاف "في هذه اللحظة التاريخية طرح الرئيس شي في قمة جاكرتا فكرة جديدة لبناء مجتمع المصير المشترك ومن ثم رسم صورة واضحة لكيف يمكن للعالم أن يحقق التنمية المستدامة في السنوات المقبلة."

وتابع "هذا هو العام الآخير في جهود الأمم المتحدة في قيادة العالم لتنفيذ أهداف الألفية الانمائية" وأشار إلى ثمانية أهداف لمكافحة الفقر التي يجب الوصول إليها بحلول نهاية 2015. وأضاف "في الوقت نفسه هذا العام وضعت كل الدول الأعضاء مع الأمم المتحدة مسودة وتبنت في نهاية المطاف أجندة تنمية ما بعد 2015."

وتقود الأمم المتحدة الجهود الدولية للتوصل لأجندة تنمية ما بعد 2015 المعروفة أيضا باسم أهداف التنمية المستدامة لتحل محل اهداف الألفية الانمائية لارشاد التنمية المستدامة خلال الـ 15 عاما المقبلة.

وقال تشو إن كل الدول الأعضاء الـ 134 لمجموعة الـ 77 للدول النامية يعملون بجد لاعداد قمة الجنوب الثالثة التي من المقرر أن تقام في غينيا الاستوائية في بداية العام المقبل.

ومجموعة الـ 77 هي أكبر منظمة حكومية للدول النامية بالأمم المتحدة وتقدم الوسائل لدول الجنوب لتوضيح وتعزيز المصالح الاقتصادية الجماعية وتعزيز القدرة المشتركة على التفاوض على كل القضايا الاقتصادية الدولية الرئيسية داخل نظام الأمم المتحدة وتعزيز التعاون الجنوبي الجنوبي من أجل التنمية.

مجتمع المصير المشترك

وقال تشو "نظرية الرئيس شي ورؤيته بشأن إقامة مجتمع المصير المشترك حاسمة أيضا جدا في بناءة في التعاون الجنوبي الجنوبي المتعدد الأطراف في المستقبل."

وأشار تشو إلى أنه في الحقيقة ومنذ عام 2013 طرح الرئيس الصيني خطة "لمجتمع المصير المشترك" وتعهد بالتزام الصين مع الدول في أمريكا اللاتينية والكاريبي والمنطقة العربية وآسيا والباسيفيك علاوة على افكاره بناء مجموعة الصين-البرازيل للمصير المشترك ومجموعة الصين-باكستان للمصير المشترك.

وأضاف "انا مقتنع بأن زعماء العالم لاسيما من الدول الأعضاء الـ 134 في مجموعة الـ 77 سيوافقون على اقتراح الرئيس شي بتوسيع التعاون الجنوبي الجنوبي على كل المستويات وبطريقة شاملة... الموافقة الدولية إلى حد كبير ستدفع معظم دول الجنوب إلى الجهود المشتركة لبناء مجتمع المصير المشترك والمصلحة المشتركة والمسؤولية المشتركة في الجنوب."