بعد مرور 27 يوما من الغارات الجوية في اليمن، أعلنت السعودية فجأة يوم 21 ابريل الجاري عن وقف الضربات الجوية ، والتي يطلق عليها اسم “عاصفة الحزم"، و بدء تنفيذ عملية "إعادة الأمل" في اليمن. ولكن بعد يومين فقط من الاعلان عن وقف تنفيذ " عاصفة الحزم"، شن طيران التحالف بقيادة السعودية يوم 23 ابريل الجاري غارات جوية على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في عدة مناطق من اليمن، ما يعني ان عملية " اعادة الامل "اجهضت قبل أن تولد .
على الرغم من أن استمرار القصف الجوي دمر عددا من الاسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية الحوثية، ومرافق وقواعد تدريب الجيش، إلا أن وجود مسافة كبيرة بين الهدفين التي يسعى التحالف بقيادة السعودية تحقيقهما من خلال الضربات الجوية (اجبار جماعة الحوثي المسلحة الى العودة الى طاولة المفاوضات وإعادة السلطة الشرعية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي) ، وتراجع مصر وباكستان اللتان وعدتا السعودية بإرسال قوات برية لمحاربة جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن عن فكرتهما في نهاية المطاف والتحول من "ارسال القوات في أي وقت" الى "مراقبة الوضع ومن ثم نقرر" ، وهذا بطبيعة الحال سوف يجعل السعودية التي تفتقد الى قوات برية قوية ان تلجأ الى البحث عن حل سياسي من خلال عملية " اعادة الامل".
ومع ذلك، فإن التعريف القديم للعلاقات الدولية يخبرنا أنه من الصعب حل قضية على طاولة المفاوضات بعد فشل حلها على ارض المعركة. والتطلع الى جلوس جماعة الحوثيين المسلحة التي لم تهزم لطاولة المفاوضات من اجل الاعتراف بالهزيمة أمر مستحيل. لذلك، هناك عدة عوامل ستؤثر على التطور المستقبلي للوضع السياسي في اليمن:ـ
1- استمرار السعودية في استخدام الوسائل العسكرية والدبلوماسية والحصار الاقتصادي لضرب جماعة الحوثيين المسلحة. وقد ذكرت وزارة الدفاع السعودية يوم 21 ابريل الجاري عند الاعلان عن وقف الغارات الجوية في اليمن ، ان "وقف إطلاق النار لا يعني وقف قوات التحالف جميع العمليات العسكرية في اليمن". وبينت إعادة الهجمات الجوية بعد يومين فقط أن السعودية برغم تحويل مركز العمل الى المسار الدبلوماسي، إلا انها سوف تستخدم في المرحلة المقبلة الوسائل العسكرية والحصار الاقتصادي مثل الحصار على الميناء لإجبار جماعة الحوثيين على تسليم السلاح. حاليا، المزايا المتاحة للسعودية على الصعيد الدبلوماسي بارزة جدا، والهجمات الجوية ليست فقط تكسب دعم امريكا، وإنما تشارك فيها نحو 10 دول بينها دول مجلس التعاون الخليجي، كما مرر مجلس الامن الدولي ايضا على تنفيذ حظر الاسلحة على جماعة الحوثيين المسلحة، وقررت فرض عقوبات اقتصادية على قيادتها. بالاضافة الى ذلك، فإن ماتسمى بـ «اللجنة الثورية » التابعة لجماعة الحوثيين التي انشئت في صنعاء باليمن لم يتم الاعتراف بها رسميا حتى الان.
2- مواصلة جماعة الحوثيين المسلحة سيطرتها الفعلية على الاراضي في اليمن ولا سيما في منطقة شمال اليمن على المدى الطويل. وفي ظل ضمان مصالحها الاساسية الخاصة مثل السيطرة على شمال اليمن والسيطرة على القطاعات الرئيسية للحكومة اليمنية في المستقبل، تستعد جماعة الحوثيين المسلحة المشاركة في المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وليس امريكا والسعودية.
3- فرع لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية موجود في اليمن سوف يستغل فرصة الوضع المضطرب في اليمن لتوسيع سيطرته على الاراضي اليمنية.
4- الصراع المستمر بين السعودية وإيران في اليمن. نظرا لفوز إيران على السعودية في الازمة السورية، والتقارب الايراني الامريكي والوصول الى اتفاق في المفاوضات النووية الايرانية، اخرجت السعودية من صمتها حتى لن تخسر المباراة وتقدم مفتاح باب اليمن الى ايران.
يمكن ان نرى انه من خلال اللعبة التنافسية المذكورة اعلاه فإن طريق نحو "اعادة الأمل" في اليمن وعر للغاية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn