السعودية : قاتل رجلي شرطة بالرياض تلقى تعليمات من تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا

الرياض 24 ابريل 2015 / أعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم (الجمعة) عن اعتقال منفذ الهجوم الذي أودى بحياة رجلي شرطة في الثامن من ابريل الجاري بشرق الرياض، مؤكدة أنه تلقى "تعليمات" من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا.

وكانت السلطات في المملكة قد أعلنت عن مقتل شرطيين فجر يوم الثامن من ابريل بإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية على دوريتهما بشرق الرياض.

وقال المتحدث الأمني للوزارة في بيان اليوم بشأن الحادث "إن الجهات الأمنية تمكنت من القبض على أحد المشتبه بتورطهم في هذه الجريمة النكراء (..) بعد مداهمة مكان اختبائه بإحدى المزارع بمركز العويند بمحافظة حريملاء" غرب الرياض.

وبحسب البيان فإن الموقوف سعودي يدعى يزيد بن محمد عبدالرحمن أبونيان ويبلغ من العمر (23 عاما).

وتابع أن الموقوف "أقر بأنه هو من قام بإطلاق النار على دورية الأمن وقتل قائدها وزميله امتثالا لتعليمات تلقاها من عناصر تابعة لتنظيم داعش (المسمى المختصر والشهير لتنظيم الدولة الإسلامية) الإرهابي في سوريا".

كما أقر بمشاركة شخص ثان في تنفيذ الهجوم، قالت السلطات السعودية إنها حددت هويته، وهو مواطن يدعى نواف بن شريف بن سمير العنزي "من المطلوبين في قضايا حقوقية وجنائية" داعية إياه لتسليم نفسه، ورصدت مكافأة بقيمة مليون ريال سعودي (نحو 266 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض عليه.

وأضاف البيان أن التنظيم المتطرف وفر "السلاح والذخيرة ومبلغ مالي قدره 10 آلاف ريال (نحو 2600 دولار)" لتنفيذ الهجوم.

وقال المتحدث الأمني إن التحقيقات المكثفة والمستمرة أسفرت عن ضبط سبع سيارات ثلاث منها كانت مفخخة، ومادة متفجرة وأدوات تفخيخ ومبلغ مالي.

كما تم ضبط ثلاثة هواتف محمولة تضمنت "رسائل نصية متبادلة ما بين منفذي الجريمة والعناصر الإرهابية في سوريا".

وقد تضمنت إحدى هذه الرسائل "ما يفيد بتنفيذ العمليبة مع تسجيل لها بالصوت والصورة"، فيما تضمنت رسالة ثانية أمرا لمنفذي الهجوم "بالاختفاء والتواري عن الأنظار"، حسب البيان.

وأكدت الداخلية السعودية في بيانها "أنه سيتم الإعلان في الأيام القادمة عن مجموعة من الوقائع الأمنية التي جرى ضبطها وإفشال ما كان يخطط له من ورائها".

وبجانب هذا الهجوم، شهدت السعودية حوادث أمنية أخرى خلال الفترة الأخيرة، حيث أصيب شرطيان في هجوم مماثل في 29 مارس الماضي بالرياض عندما تعرضت دوريتهما لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية.

وفي الخامس من الشهر الجاري قتل رجل أمن سعودي وأصيب ثلاثة اخرون بجانب مواطن ومقيم أثناء تبادل لإطلاق النار مع عناصر إرهابية ببلدة العوامية بالمنطقة الشرقية للمملكة، التي تقطنها غالبية من الشيعة.

ووقعت هذه الحوادث في وقت تقود فيه السعودية تحالفا عربيا ينفذ عملية عسكرية في اليمن أعلن انتهاؤها مؤخرا لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ضد نفوذ الحوثيين.

واكدت الداخلية السعودية ان المملكة مستهدفة من قبل التنظيمات الارهابية ومن بينها (داعش) لإشغال قوات الأمن السعودية بالأمن الداخلي عبر حرب نفسية.

وقال المتحدث الامني باسم الوزارة اللواء منصور التركي في مؤتمر صحفي عقد في الرياض مساء اليوم ان عملية القبض على المتهم باطلاق النار على دورية للشرطة ونتج عنها مقتل رجلي امن تعد الخامسة من نوعها ضمان عمليات استهداف يقف وراءها تنظيم داعش ضد المملكة.

واوضح ان تنظيم داعش سبق وان نفذ جريمة إرهابية في قرية تابعة لمحافظة الاحساء شرقي المملكة وتم القبض على 88 شخصا متورطين في تلك الجريمة بجانب استهدافه مركز سويف الحدودي بشمال المملكة.

واشار المتحدث الى ان التنظيم استهدف كذلك مقيما دنماركيا في طريق الخرج بمدينة الرياض فضلا عن إطلاق نار على دورية أمن غرب العاصمة وتم القبض على مرتكبها أثناء محاولته التسلل عبر الحدود الجنوبية إلى اليمن.

وحول ما تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء الماضي بوجود معلومات تفيد باحتمال محاولة استهداف منشأة نفطية تابعة لشركة (أرامكو) أو مراكز تجارية ، اجاب اللواء التركي بقوله "إن هذه القضية انتهت" ، مبينا ان ما ورد الى الجهات الامنية من معلومات لم تكن محددة في توقيتها أو في المواقع المستهدف أو طبيعة العمل الإرهابي ونوعه.

واكد العميد بسام عطية من وزارة الداخلية السعودية خلال المؤتمر الصحفي أن الجماعات الإرهابية سعت من خلال هذه العملية والعمليات السابقة لاستهداف رجال الأمن وإحداث الفتن الطائفية في المملكة.

وكشف عن ان عملية اطلاق النار على دورية الشرطة بشرق الرياض جاءت بعد فشل محاولتين احداهما لاغتيال أحد القادة العسكريين في منطقة قرب حريملاء والثانية لاقتحام أحد المراكز الأمنية،لافتا الى ان تلك الجماعات تم توجييها بعد فشلها لاستهداف واغتيال رجال الأمن في الرياض.

واشار الى ان تنظيم داعش الارهابي عمد الى ترحيل الصراع إلى داخل المملكة لإشغال قوات الأمن السعودية بالأمن الداخلي عبر حرب نفسية أقرب ما تكون لحرب الشوارع .

وبين ان "التحقيقات كشفت عن وجود ثلاثة وسطاء لأعمال التجنيد والعمليات خلف هذه العملية فضلا عن الكثير من الوسطاء وأعمال التخطيط التي تدار من الخارج".