تقرير اخباري: رؤساء الأركان العرب يدعون فريق عمل لدراسة تشكيل قوة عسكرية مشتركة

/مصدر: شينخوا/  08:29, April 23, 2015

بقلم / عماد الأزرق

القاهرة 22 أبريل 2015 / اختتم رؤساء أركان الجيوش العربية اجتماعا عقد بالقاهرة اليوم (الأربعاء) بدعوة "فريق رفيع المستوى" يعمل تحت اشرافهم لبحث آليات تشكيل قوة عربية مشتركة.

وعقد رؤساء الأركان اجتماعهم الأول بأمانة جامعة الدول العربية ، لبحث انشاء القوة المشتركة التي وافق عليها القادة العرب مبدئيا خلال قمتهم التي انعقدت نهاية مارس الماضي في مدينة شرم الشيخ المصرية.

وجاء في البيان الختامي، والذي حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه ، أن " الاجتماع خلص إلى دعوة فريق رفيع المستوى يعمل تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع".

ويبحث الفريق "الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة وتشكيلها فضلا عن الإطار القانوني اللازم لآليات عملها".

ومن المنتظر أن يقوم الفريق بعقد اجتماعاته في غضون الأسابيع القليلة المقبلة على أن تعرض نتائج أعماله على اجتماع مقبل لرؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية ، بحسب البيان.

واستعرض رؤساء هيئة الأركان العرب خلال مداولاتهم "الأوضاع الراهنة وما تفرضه من تحديات خطيرة على الأمن القومي العربي وخاصة المخاطر المترتبة على العمليات التي تنفذها المنظمات الإرهابية".

وأكد المجتمعون أن تشكيل القوة العربية المشتركة سيكون "لحفظ استقرار الدول العربية وسلامة اراضيها".

كما أكدوا أهمية تشكيل تلك القوة "لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة، والاستجابة الفورية لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة بما فيها عمليات التدخل السريع وغيرها من المهمات ذات الصلة التي تهدف إلى توظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإداراتها وإيجاد التسويات اللازمة لها".

وشدد المشاركون على "ضرورة العمل الجماعي للقضاء على الارهاب واجتثاث جذوره بما يضمن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة وبما يتوافق مع ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الامم المتحدة".

وجاء الاجتماع الأول لرؤساء الأركان تنفيذا لقرار القمة العربية العادية الـ26 التي أقيمت في أواخر مارس الماضي بمنتجع شرم الشيخ والخاص بتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة.

وذكرت مصادر عربية لـ ((شينخوا)) أن موافقة الدول على تشكيل القوة المشتركة خلال قمة شرم الشيخ كانت موافقة مبدئية ، وجميع الدول وافقت من حيث المبدأ فيما تحفظت العراق على القرار.

وأوضحت انه اتفق خلال القمة على عقد اجتماع لرؤساء الاركان للاجابة على العديد من التساؤلات التي طرحت انذاك، ومن بينها ماهية القوات ومهمتها وطبيعتها، والمهام المنوط بها القيام بها، وكيفية عملها وتحركاتها، وتمويلها، واسلحتها، وغير ذلك من الاسئلة.

وأكدت المصادر حرص جميع الدول على أن تكون الخطوة الاولى معززة بكل الضمانات الكفيلة لنجاحها، مشيرة إلى وجود قناعة كاملة لدى كافة الدول بأهمية انشاء القوة نظرا للتحديات الكبرى التي تواجه الوطن العربي.

واستطرت المصادر قائلة "في المقابل هناك تخوفات يقابلها حرص على تجنب أي انتكاسة يمكن أن تحدث أو يكون لها تاثير سلبيا عليها".

وشارك في اجتماع اليوم بحسب بيان لجامعة الدول العربية، 11 من رؤساء الأركان، وقائد جيش (لبنان)، ومتفقد عام للقوات المسلحة (تونس) ، ولواء (فلسطين)، وعميد (جيبوتي)، وملحقان عسكريان (العراق، الصومال)، وثلاثة سفراء ومندوبين (الجزائر، جزر القمر، اليمن) فيما تغيبت سوريا الصادر قرار من الجامعة بتجميد أنشطتها.

وألقى رئيس الأركان المصري الفريق محمود حجازي كلمة في افتتاح الاجتماع أكد فيها أهمية تشكيل قوة عربية تكون "درعا وسيفا للأمن القومي العربي" ، مشددا على أن تلك القوة ليست موجهة ضد أحد.

واشار حجازي إلى أن "تحديات الأمن القومي العربي الجماعي تمتد عبر الحدود"، لافتا إلى أن ما يجري في أي بلد عربي من اقتتال داخلي يلقي بظلاله على الواقع العربي، إضافة إلى ما يجري من استفحال للتنظيمات الإرهابية.

واعتبر أن ممارسات تلك التنظيمات "تثبت يقينا تعظيم الحاجة إلى قوة جماعية عربية تكون جاهزة للتدخل السريع بناء على طلب من الدولة المعنية بما لاتمثل أي انتقاص من سيادتها واستقلالها اتساقا مع ميثاقي الجامعة والأمم واحتراما لقواعد القانون".

وشدد رئيس الأركان المصري على أن القوة المشتركة ليست موجهة ضد احد ولا تمثل تهديدا لأحد، لكن تهدف إلى محاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي.

ومن المقرر أن يتم عرض نتائج أعمال هذه الاجتماعات على لجنة ثلاثية تضم مصر رئيس القمة العربية الحالية، والكويت رئيس القمة السابقة، والمغرب الذي سيترأس القمة العربية المقبلة، على أن تعرض في غضون ثلاثة أشهر على اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن تشكيل مثل هذه القوة ليس بغرض إنشاء حلف عسكري جديد أو جيش موجه ضد أي قوة، إنما في إطار تفعيل العمل العربي في المجالات العسكرية الأمنية.

ورأى العربي ، في كلمته خلال الاجتماع ، أن "الوقت أزف في أن يأخذ البعد العسكري موقعه في العمل العربي المشترك، في إطار نظام عربي متكامل قادر على دفع العدوان، وحماية واستقلال دوله".

ودعا الى "وضع تصور شامل للأمن الاقوي العربي" ، مشيرا الى أن "الأمة العربية يربطها مصير مشترك وقدر واحد حتم على القادة العرب أن يعتمدوا القرار التاريخي في قمة شرم الشيخ الخاص بالقوة العربية المشتركة".

وفكرة إنشاء قوة عربية مشتركة، هي بالأساس مقترح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقد برزت في أعقاب إعلان تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ(داعش) منتصف فبراير الماضي عن قتل 21 مصريا ذبحا في ليبيا.

وقرر القادة العرب في ختام أعمال قمتهم التي أقيمت بمنتجع شرم الشيخ المصري في 29 مارس الماضي "اعتماد مبدأ إنشاء قوة عسكرية مشتركة"، حسب ما أعلن الرئيس السيسي.

ونص القرار الخاص باعتماد تشكيل هذه القوة المشتركة على أن" تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع، وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية، وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي، بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية".

وتشارك الدول العربية في هذه القوة المشتركة بشكل اختياري.

وتخوض عدة دول عربية في الوقت الحالي معارك ضد تنظيمات متطرفة، خاصة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

كما تقود السعودية تحالفا عربيا ضد الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي.

【1】【2】【3】【4】【5】【6】