مقابلة : وزير خارجية اليمن: سرعة الرد والتدخل القوي لوقف انقلاب الحوثيين كان "مفاجأة"

بقلم/ عماد الأزرق

شرم الشيخ، مصر 28 مارس 2015 / أكد وزير خارجية اليمن رياض ياسين، أن سرعة الرد والتدخل القوي من جانب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لوقف انقلاب الحوثيين كان "مفاجأة".

وقال ياسين في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))" لقد تفاجأنا بسرعة التحرك، والتدخل القوي من جانب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لوقف انقلاب الحوثيين."

وعزا سرعة التحرك إلى أن ما يجري على الأرض في اليمن مقلق بصورة كبيرة، وانه كان لابد وأن يكون هناك توافقا في مواجهته، وذلك حتى لاتذهب اليمن فريسة بين براثن إيران التي تهيمن على جماعة الحوثي.

وشنت قوات عربية مشتركة بقيادة المملكة العربية السعودية هجمات جوية وبحرية وبرية ضد الحوثيين باليمن بعد سيطرتهم على عدن في جنوب اليمن، وهروب الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي، وتوجيه نداء واستغاثة مطالبا مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن بالتدخل للحفاظ على الشرعية.

وأضاف ياسين أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي طلب التدخل من الدول العربية، وخاصة دول الخليج، وكذا من المجتمع الدولي، وجاء الرد والقبول السعودي والعربي سريعا بشكل "لم نكن نحن ولا أحد يتوقعه."

وأوضح أن الاستجابة السريعة تؤكد وجود مساندة عربية قوية لليمن ولأول مرة يكون هناك دور بهذه القوة للجامعة العربية ودول مجلس التعاون، حيث خرج قرار حكيم في وقت سريع، سيكون له تأثيراته البالغة.

وحول تحفظ دول العراق، والجزائر ولبنان ورفضهم لعملية "عاصفة الحزم"، أوضح وزير خارجية اليمن أن "الدول الثلاث ليس لديهم تحفظ لكن هي وجهة نظر، ونحن نتفهمها، حيث يدعوننا للمحاولة مجددا من أجل الحوار السلمي، وهذا هو ما نسعى إليه أيضا، فبعد أن يجري تثبيت الوضع سنسعى للحوار السلمي، هذه القوة موجهه تجاه من حاولوا الاستيلاء على السلطة والقضاء على الشرعية"

وحمل ياسين الزعيم الحوثي مسئولية ما يجري، نافيا أن تكون العملية كما يصور الحوثي اعتداء على اليمن، مؤكدا أنها "جرت بطلب من الرئيس هادي وهو الرئيس الشرعي للبلاد، وبالتالي من حقه أن يتحرك ويطالب بالتدخل لحماية البلاد من براثن إيران ومن التمدد الحوثي وتعديه على كافة الأراضي اليمنية وتمددّه فيها".

ونوه إلى أن عملية "عاصفة الحزم" كانت اضطرارية بسبب ما قامت به جماعة الحوثي، وتابع قائلا "بالرغم من ذلك فإننا نقول لهم بان الباب لازال مفتوحا للحوار لعودتهم عما قاموا به لتجنيب اليمن وأهله العديد من الأزمات، وما أن يتم تثبيت الوضع فإن الحوار سيعود للإنطلاق برعاية دول مجلس التعاون الخليجي".

ولفت إلى أن "الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح له دور كبير فيما يجري بل إنه يكاد يكون المسئول عن كل ما يجري في اليمن الآن، وسيكتب التاريخ أنه كان السبب في مآل اليمن الحالي، ولن ينسى له اليمنيون ذلك".

وأعرب وزير الخارجية اليمني عن تفاؤله بالتحرك العربي وسرعته تجاه اليمن، وأن إتباع نفس الأسلوب مع كافة الأوضاع والأمور العربية المشتركة.

ولفت ياسين إلى أن الأوضاع الجارية تؤكد على أن مجلس الجامعة العربية بدأ يدرك أنه ليس هناك وقت في ظل تسارع الأحداث وتطوراتها في مختلف الدول العربية، وأن سياسة رد الفعل لم تعد تجدي نفعا.

وسيطر جماعة الحوثي الشيعية على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، وتمددوا منها إلى محافظات أخرى في البلاد.

وفي يناير الماضي، سيطر الحوثيون على القصر الجمهوري ودار الرئاسة في العاصمة, الأمر الذي دفع الرئيس هادي والحكومة للاستقالة.

لكن الرئيس هادي تمكن في فبراير الماضي من مغادرة صنعاء سرا كاسرا إقامة جبرية فرضتها جماعة الحوثي عليه منذ استقالته في 22 يناير الماضي.

واتخذ هادي من عدن مقرا لممارسة مهامه بعد عدوله عن استقالته وأعلن المدينة عاصمة مؤقتة للبلاد.

ويقود المبعوث ألأممي لليمن جمال بنعمر مفاوضات متقطعة بين القوى اليمنية للخروج بحل توافقي جراء استمرار الأوضاع المتدهورة في البلاد.