لندن 13 مارس 2015 / أثار إعلان بريطانيا عزمها أن تصبح عضوا مؤسسا مرتقبا في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية والنقد الذي تلي ذلك من الولايات المتحدة أثار جدلا محتدما في لندن.
فقد قال خبراء إن القرار الذي اتخذته وزارة الخزانة البريطانية يوم الخميس يعكس براغماتية البلاد بشأن علاقاتها الاقتصادية والمالية مع الدول الآسيوية ولا يعني تغييرا في أولويات إستراتيجياتها الجيوسياسية.
وذكر داني كواه، الأستاذ بمعهد لندن للاقتصاد، أن بريطانيا أعادت بالفعل تعديل علاقاتها التجارية والاقتصادية والمالية مع آسيا في وقت دخل فيه العالم إلى وضع طبيعي جديد يحمل خصائص قوية تتمثل في نهوض الشرق.
ولدى إجابته على أسئلة طرحتها وكالة أنباء ((شينخوا)) خلال خطاب ألقاه في المعهد، قال كواه إن "المملكة المتحدة ستكون في وضع أفضل بكثير عند إعادة توجيه الأنماط التجارية ناحية الشرق...".
وأضاف "هذا ما فعلته ألمانيا جيدا خلال الأزمة الأخيرة. لقد كانت صادرات ألمانيا إلى الولايات المتحدة أكثر من أي مكان في العالم، ولكنها غيرت من توجهها قبل عامين. فاليوم، باتت صادرات ألمانيا إلى بلدان آسيا النامية وإلى الشرق أكثر من الولايات المتحدة بواقع الثلث".
وقال إن ما هو خير للعالم خير للولايات المتحدة، إذ بات العالم الآن مختلف اختلافا تاما عما كان عليه من قبل حيث تسهم الاقتصادات الصاعدة والدول النامية الآن بأكثر من 50 في المائة من الاقتصاد العالمي.
وذكر ميخائيل كوكس، الأستاذ الفخرى بمعهد لندن للاقتصاد، لـ ((شينخوا)) أن القرار لا يعني أن بريطانيا تعيد تموضع نفسها في إستراتيجيتها الجيوسياسية.
وأضاف "أظن أن المسألة تكمن في صنع المال، فالعلاقات الجيوسياسية الجوهرية ستظل على ما كانت عليه من قبل: أولا الولايات المتحدة، وثانيا الولايات المتحدة، وثالثا الولايات المتحدة".
كان وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن قد قال في بيان إن "هذه الحكومة تعمل بنشاط لتحقيق مشاركة سياسية واقتصادية أوثق مع منطقة آسيا- الباسيفيك وإن إقامة علاقات بين الاقتصاد البريطاني والاقتصادات الآسيوية لمنح شركاتنا فرصة أفضل للعمل والاستثمار في أسرع الأسواق نموا في العالم يعد جزءا رئيسيا من خطتنا الاقتصادية طويلة الأمد".
وذكر مارك بوليت مسؤول السياسات بمؤسسة (سيتي أوف لندن) أن إعلان وزير الخزانة يبرز أهمية السوق الأسيوية بالنسبة لبريطانيا.
وتابع قائلا إن "مع توقيع أكثر من 20 دولة آسيوية على مذكرة تفاهم لتصبح أعضاء مؤسسة للبنك، سيسهم البنك بمزيد من الأموال لتنمية البنية التحتية في هذه المنطقة. وتشكل البنية التحتية والهندسة المتطورة والخدمات المالية والتكنولوجيا الخضراء المجالات التي تتفوق فيها بريطانيا والصناعات التي هناك طلب متزايد عليها في الوقت الذي تواصل فيه الاقتصادات الآسيوية نموها بوتيرة سريعة".
وأضاف أن "تعزيز المشاركة في تلك المجالات يعد بمثابة سبل جديدة لدعم تنمية الشراكات الإستراتيجية الشاملة بين بريطانيا وشركائها الآسيويين".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn