برلين 10 مارس 2015 / المصالحة امر ممكن اذا واجهت اليابان ماضيها بأمانة , ذكرت ذلك المستشارة الالمانية انجيلا ميركل فى اول زيارة لها الى طوكيو خلال سبعة اعوام يوم الاثنين, فى الوقت الذى طالبت فيه اليابان بأن تكون اكثر امانة فى التعامل مع تاريخها .
وعندما يتعلق الأمر بتأمل التاريخ فإن المانيا واليابان اللذين كانا حليفين فى الحرب بات لكل منهما صفحة مختلفة .
وبرغم القصص المخجلة فى ماضيها, فإن المانيا تقبلتها جاراتها الاوروبيات والمجتمع الدولى مرة اخرى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية .
وقالت عضو البرلمان الأوروبى اليونانية مارييتا جياناكو فى مقابلة جرت مؤخرا " ان الصورة التى لدى معظم اليونانيين اليوم عن ألمانيا ليس لها علاقة بالنازية".
وقالت ميركل خلال زيارتها لليابان " اعتقد ان ذلك أصبح أمرا ممكنا أولا لأن ألمانيا واجهت ماضيها بأمانة ".
وحيث ان تأمل المانيا للتاريخ أصبح نموذجا دوليا فإن الطريق الذى مضت عليه المانيا لم يكن مستقيما فى قرابة سبعين عاما بعد الحرب .
ففى الفترة من عام 1945 الى عام 1965 عندما كان الكثيرون من الألمان متأثرين بالايديولوجية النازية ولديهم تعاطف مع النازيين ,أطلق بعض المؤرخين الألمان عليها اسم " الفترة الصامتة ".
وفى عام 1963 بدأ تسليط الضوء على قتل اليهود الاوروبيين فى دائرة أوسع عبر محاكمات فرانكفورت أوشفيتز وسلسلة من المحاكمات التى تحاكم متهمين عن ادوارهم فى الهولوكوست (المحرقة) من المستويين المتوسط والأدنى .
وفى عام 1969 جاءت خطوة ويلى برانت التاريخية عندما جثا على ركبتيه فى وارسو لتعطى اشارة للعالم بأن هناك فهما مختلفا لكيفية التعامل مع الماضى النازى فى المانيا .
وفى 8 مايو عام 1985 كان خطاب ويتزاكر قد وضع حجر اساس فى تاريخ السياسة الالمانية حيث قال : " ان الذين يغمضون اعينهم عن الماضى لايبصرون الحاضر .وإن الذين لا يرغبون فى تذكر الوحشية معرضون لمخاطر عدوى جديدة".
وفى ألمانيا اليوم لاتعد المواجهة مع ماضى النازى مجرد قضية فى تدريس التاريخ فى المدارس والكليات والجامعات ولكنها ايضا جزء لايتجزء من العمل فى وسائل الاعلام خاصة التليفزيون وفى المناقشات . كما تظهر ايضا فى مجال السياسة .
وباختصار أصبحت موجودة فى كل المجالات فى المجتمع الالمانى .
وكانت المانيا سعيدة الحظ بإعادة ادخالها وقبولها من المجتمع الدولى بعد الايام المرعبة خلال حكم النازى والمحرقة .
بيد ان الثقة التى نالتها المانيا من المجتمع الدولى لم تحصل عليها بالحظ و لكن عبر سنوات الجهد التطوعى ,كما أوضحت عملية تأمل التاريخ من جانب ألمانيا .
وقالت ميركل " ان احد الانجازات العظيمة كان المصالحة بين المانيا وفرنسا . واليوم يمكننا ان نطلق عليها بارتياح العلاقات الفرنكو/ المانية " .
واذا ما تنبهت اليابان الى النوايا الجيدة لنصائح الزعيمة الالمانية فإنها ستدرك ان المصالحة سوف تفضى الى وضع مربح لها وللآخرين .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn