المحادثات النووية الايرانية تدخل اللحظة الحرجة، وتضيق تدريجيا هوة الخلافات بين امريكا وإيران ، ويتوقع أن تتوصل مفاوضات بين ايران و" 5+1" الى اتفاق نهائي في غضون شهرمارس.
وخلال هذه اللحظة الحرجة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يستطيع البقاء مكتوف الأيدي. وإنما، اخترق الاعراف الدبلوماسية وتحايل على الرئيس الامريكي باراك اوباما والبيت الابيض، ولجأ مباشرة الى الكونغرس ليقوم بزيارة امريكا بصفتة ضيف رئيس مجلس النواب الأمريكي، النائب الجمهوري جون بوينر، والقى خطابا أمام الكونغرس يكشف فيه عن "الاتفاق السيء"، الذي تسعى واشنطن لإبرامه مع طهران، أملا أن يساهم خطابه في تعبئة الرأي العام الأمريكي لوقف توصل المفاوضات النووية الايرانية الى اتفاق نهائي. وهذا أمر غير مسبوق ليس في العلاقات الامريكية ـ الاسرائيلية فحسب، وإنما امر نادر الحدوث في العلاقات الدولية.
اسرائيل تقلق بخصوص منح واشنطن الضوء الاخضر لبرنامج ايران النووي. حيث تعتقد اسرائيل أن ايران لا تعترف بشرعية إسرائيل، وتدعم الارهاب، وأن تطوير وإنتاج ايران للأسلحة النووية سوف يؤدي الى تدمير اسرائيل، مما اصبح هذا الامر مسألة حياة أو موت. لذلك، تصر اسرائيل على عدم انتاج ايران المواد النووية.
منذ ادارة بوش حتى بداية ادارة اوباما، كان موقف امريكا وإسرائيل اتجاه القضية النووية الايرانية واحد ومتسق. ومنذ بداية فترة الولاية الثانية للرئيس اوباما في عام 2012، بدأت امريكا بضبط استراتيجيها العالمية، بما في ذلك خفض درجة التدخل الامريكي في الشرق الاوسط. وتحويل عبء في الشرق الاوسط، والانسحاب من العراق وافغانستان، والتركيز على انهاء الاعمال العدائية مع ايران، وإعادة التوازن الى السياسة الامريكية في الشرق الاوسط. وفي عام 2013، اغتنم اوباما فرصة فوز رجل الدين المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية للإعلان على الملا في الجمعية العامة للأمم المتحدة والاعتراف بحق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وأن امريكا ليس لديها نية لتغيير النظام في ايران، كما اجرى الرئيس الامريكي والإيراني محادثة هاتفية. وشهدت محادثات النووية الايرانية في نوفمبر ذلك العام انفراجا. وسمحت امريكا لإيران الحفاظ على قدرات دورة الوقود النووي لها تحت اشراف دولي، ويمكن لإيران بعد مرور عشر سنوات تصنيع وانتاج الوقود النووي. في حين أن اسرائيل تعارض بشدة سياسة اوباما اتجاه الازمة النووية الايرانية، ونبه نتنياهو اوباما مرارا وتكرارا برفضه هذه السياسة. وكانت لقاءات اوباما مع نتنياهو تعيسة ومتناثرة. ما جعل الاخير يتجاوز الاعراف الدبلوماسية ويزور واشنطن هذه المرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اوباما ونتنياهو لديهما حسابات سياسية خاصة بهما. فبعد أن خسر الديمقراطيون مقاعد عديدة في مجسلي النواب والشيوخ، لم يرغب اوباما في أن يتحول الى " بطة عرجاء"، وإنما يحاول أن يترك لنفسه وللديمقراطيين ارثا سياسيا مهما، أولا، اصلاح نظام الرعاية الصحية، ثانيا، انهاء الاعمال العدائية مع ايران. في حين، يواجه نتنياهو بعد اسبوعين الانتخابات ، وزيارته الى واشنطن يمكن اثراء قبو التذاكر.
يتطلع نتنياهو الى أن يقيد الكونغرس الامريكي الذي يسطر عليه الجمهوريون اوباما، وإجهاض الاتفاق النهائي بشأن المحادثات النووي الايرانية. ومع ذلك، فإن ادارة اوباما لم تتأثر مباشرة، وانتقدت مستشارة الأمن القومي الأمريكي، سوزان رايس، علنا موقف نتنياهو بشأن القضية النووية الايرانية واعتبرته " غير واقعي"، واتهمت زيارته لواشنطن بدون دعوة أوباما ب" التدمير". كما تجاهل الرأي العام الامريكي خطاب نتنياهو واعتبره البعض بأنه اهانة للذكاء الامريكي .
توقع جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن نسبة امكانية التوصل الى اتفاق نهائي في المفاوضات النووية الايرانية 50%. واوباما يضغط بقوة على اسرائيل والسعودية من أجل الوصول الى حل وسط مع ايران، وهذا القرار في الواقع ليس صغيرا. ومع ذلك، وبغض النظر عن نجاح المفاوضات، سيواجه اوباما عدم التعاون من الكونغرس وتمرد اكثر لإسرائيل. علاوة على ذلك، هل سيرث الرئيس الامريكي المقبل ارث سياسي بالفعل؟
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn