تقرير إخباري: حالة من الارباك تسود صفوف تنظيم داعش شمالي محافظة صلاح الدين

تكريت، العراق 26 فبراير 2015 / تسود حالة من الارباك في صفوف عناصر تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) في مناطق محافظة صلاح الدين التي تقع تحت سيطرتهم، مع اقتراب ساعة الصفر التي لم تحددها القوات العراقية لتحرير المناطق الشمالية من المحافظة.

وذكرت مصادر امنية وشهود عيان لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (الخميس) أن عناصر التنظيم اخلوا العديد من النقاط والمواقع التي كانوا يسيطرون عليها وانسحبوا منها دون معرفة الجهات التي توجهوا اليها.

واضافت المصادر ان عوائل عناصر تنظيم داعش قد غادروا البيوت التي كانوا يسكنون فيها ويأوي اليها العديد من تلك العناصر في مدينة تكريت، مركز المحافظة وبلدة العلم (15 كم) شمال شرقها.

وقال خالد حسين من سكان منطقة البوعجيل شرقي تكريت " ان العائلة التي تسكن في المنزل المجاور له قد غادرت المنزل في ساعة متأخرة من الليلة الماضية وانها اخذت معها كل الاثاث الموجود في الدار بالرغم من انه لصاحبه الاساسي والذي غادره خوفا على حياته".

من جانبه، أوضح المواطن عبدالله محمود من اهالي تكريت انه شاهد منذ غروب الشمس حركة غير طبيعية في المنزل الذي تقطنه عائلة احد عناصر التنظيم مع وجود عجلة حمل كبيرة بجوار المنزل.

وتابع محمود "راقبت ما يجري في المنزل مستغلا الظلام، واذا بالعائلة وعدد من عناصر تنظيم داعش ينقلون جميع الاثاث في السيارة ويغادرونها إلى جهة مجهولة".

إلى ذلك، قال مصدر امني في المحافظة إن عناصر تنظيم داعش الارهابي لم يعد لهم سوى وجود شكلي في بعض المناطق وانهم يمارسون اعمال قطع الطرق واعتقال الرجال من المواطنين الذين يحاولون الفرار من مناطق صلاح الدين الشمالية التي من المؤمل ان تتعرض للهجوم في الايام القليلة المقبلة.

وفي جنوب بلدة الدور (15 كم) شرق تكريت، اطلقت مكبرات الصوت العائدة للقوات الامنية والحشد الشعبي دعوات إلى المواطنين بوجوب اخلاء المدن التي ستتعرض للهجوم واللجوء الى الجيش والقوات الامنية ورفع الاعلام البيضاء لضمان سلامتهم ووجهت دعوات اخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى المواطنين غير القادرين على مغادرة مناطق سكناهم باللجوء الى المساجد واعلام القوات الامنية عن طريق رفع الاعلام البيضاء عند اقترابها من المساجد لسهولة التعرف عليهم وضمان سلامتهم.

ويؤكد شهود عيان في مناطق شمالي بلدة العلم ان مغادرة عناصر التنظيم المتطرف داعش مستمرة دون ملاحظة عناصر اخرى بديلة تأتي الى المنطقة.

وقال المواطن خليف العبيدي من قرية تل السيباط الذي يقع منزله على الطريق العام الذي يصل محافظة صلاح الدين بمحافظة كركوك إن العديد من العجلات تغادر المنطقة على مدى اليومين الماضيين وانها لا تعود في الغالب إلى مناطق العلم وتكريت.

ومن المؤمل وبحسب العديد من المصادر العراقية ان تنطلق عملية كبرى لتحرير المناطق الشمالية من محافظة صلاح الدين، مثل بلدات الدور والعلم ومدينة تكريت مركز المحافظة واستكمال تطهير منطقة بيجي التي تضم كبرى مصافي النفط في العراق.

وتؤكد تلك المصادر ان الحكومة العراقية حشدت ما لا يقل عن 20 الف مقاتل من قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة) معززين بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وصفه مسؤولون بالكاسح ضد عناصر الدولة الاسلامية المسيطرة على مناطق صلاح الدين الشمالية.

وكان محافظ صلاح الدين رائد الجبوري قد دعا جميع أبناء المحافظة إلى الانخراط في تشكيلات الحشد الشعبي لينالوا "شرف تحرير المناطق المتبقية من المحافظة، مؤكدا أن أعداد المتطوعين من أبناء المحافظة تتزايد يوما بعد آخر.

يذكر أن الجبوري اعلن أمس (الأربعاء) تشكيل غرفة عمليات مشتركة لدعم عمليات تحرير المناطق الشمالية من المحافظة، فيما أكد قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري أن القطعات العسكرية التابعة للقيادة ستشارك بقوة بعمليات التحرير.

يشار إلى أن القوات الامنية العراقية تمكنت من تطهير الاجزاء الجنوبية من محافظة صلاح الدين مطلع الشهر الماضي وتستعد حاليا لشن عملية عسكرية كبيرة لتطهير الاجزاء الشمالية من المحافظة وطرد عناصر تنظيم داعش الارهابي منها. /نهاية الخبر/