صنعاء 10 فبراير 2015 / يقود المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية لإنهاء الفراغ الدستوري في البلاد وسط انسداد آفاق الوصول إلى حل جراء الخلافات العميقة واستمرار جماعة الحوثي "أنصار الله" في العمل باتجاه الإعلان الدستوري الذي أعلنته الجماعة.
وأصدر الحوثيون يوم الجمعة الماضي إعلانا دستوريا قضى بحل البرلمان وتشكيل مجلس وطني مكون من 551 عضوا ينبثق منه مجلس رئاسي مشكل من خمسة أعضاء وحكومة انتقالية.
وجاء هذا الإعلان الدستوري بعد أيام من فشل المفاوضات بين القوى اليمنية لإنهاء الفراغ الدستوري عقب استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي من منصبه وحكومة الكفاءات حتى ضغوط مارستها جماعة الحوثي.
وقوبل الإعلان الدستوري برفض دولي ومحلي, وخرجت تظاهرات حاشدة في مدن عدة منددة بالخطوة التي قامت بها جماعة الحوثي الشيعية.
وطالب المجتمع الدولي الأطراف اليمنية بالعودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سياسي توافقي.
ويوم أمس استأنفت المفاوضات بين القوى اليمنية برعاية المبعوث الاممي, بعد أربعة أيام من قيام جماعة الحوثي بالإعلان الدستوري.
ومع بدء مفاوضات, انسحب الأمين العام للحزب الناصري عبدالله نعمان, على خلفية ما وصفها "بتهديدات من قبل ممثل الحوثي في المفاوضات".
كما انسحب من مفاوضات الأمس لساعات ممثل حزب الإصلاح محمد قحطان قبل أن يعود إلى طاولة الحوار.
وقال مصدر سياسي مطلع اليوم (الثلاثاء) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المفاوضات بين الأطراف اليمنية ستتواصل مساء اليوم باستثناء ممثل الناصري المنسحب من المفاوضات.
وأكد المصدر أن نقاط الاختلاف لا تزال عميقة جدا, وأنه لم يتم التوصل أمس إلى أي تقاربات في وجهات النظر, رغم استمرار المفاوضات حتى منتصف الليل.
وأشار المصدر إلى أن هناك إشكالية حقيقية تواجه المتحاورين, حيث يعمل الحوثيون في خط متوازي, اذ لديهم ممثلين في المفاوضات, ومستمرين في التصعيد على الأرض.
وأضاف "الحوثيون شكلوا لجنة وتقوم حاليا بتسجيل أعضاء المجلس الوطني المنبثق من الإعلان الدستوري الذي أعلنته الجماعة ".
وتابع "هذه الأعمال تؤكد أن الجماعة تسير بخطوات متوزاية, وغير مبالية بما ستتمخض عنه المفاوضات".
وأعلنت وكالة الأنباء اليمنية ((سبأ)) اليوم ( الثلاثاء) عن مصدر باللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثي أن عملية استقبال طلبات انضمام الراغبين من أعضاء مجلس النواب المنحل إلى عضوية المجلس الوطني مازالت مستمرة ومتواصلة بوتيرة جيدة.
وأوضح المصدر في تصريح للوكالة الرسمية التي تديرها الجماعة, أن لجنة الاستقبال ستستمر في استقبال الطلبات حتى يوم الخميس القادم 12 فبراير الجاري, مجدداً الدعوة لبقية أعضاء مجلس النواب المنحل إلى المشاركة في المجلس الوطني الذي سيتم تشكيله خلال الأيام القليلة القادمة وفقاً للمادة السادسة من الإعلان الدستوري.
وقوبل بدأ الأطراف اليمنية يوم أمس بجولة جديدة من المفاوضات بترحيب دولي وانحسار آفاق الأمل لدى اليمنيين بإمكانية الخروج بتوافقات وحلول للخروج من المأزق الذي تمر به البلاد.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس, باستئناف المفاوضات بين الأطراف السياسية في اليمن برعاية مستشاره الخاص لشئون اليمن جمال بنعمر.
ودعا بان جميع الأطراف اليمنية إلى التفاوض بحسن نية وروح التوافق، مناشدا جميع الأطراف التعاون مع مستشاره الخاص لشئون اليمن لتحقيق النجاح المنشود لهذه المفاوضات, حسب بيان صادر عنه نشره مركز أنباء الأمم المتحدة.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية أن تحرص الأحزاب والمكونات السياسية والناخبين في اليمن على استشعار مسؤولياتهم في تولى قيادة البلاد بشكل سلمي خلال هذه الفترة الصعبة، وحث جميع الأطراف على المشاركة بفاعلية في سبيل استكمال الانتقال السياسي المنصوص عليه في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وجدد بان كي مون في ختام البيان التزام الأمم المتحدة الكامل بمساعدة اليمنيين في إيجاد حل توافقي للمأزق السياسي الراهن.
وبالتوازي مع الترحيب الدولي باستئناف المفاوضات, لا يزال الداخل اليمني يشعر بالقلق حيال مصداقية الأطراف في الوصول إلى حل عبر المفاوضات الجارية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمود طه, إنه لا آمال كبيرة حول وصول المفاوضات إلى حلول توافقيه، فقط الحوثي يريد امتصاص المواقف المتشنجة الرافضة للإعلان الدستوري محليا وخارجيا.
وأوضح طه لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن جماعة الحوثي تسعى من وراء مشاركتها في المفاوضات لكسب مزيد من الوقت وامتصاص الغضب المحلي والخارجي فقط لاغير, فالجماعة رغم تلك المفاوضات تتحرك وبخطى حثيثة على الأرض لاستكمال انقلابهم عبر الاعلان الدستوري الانفرادي.
وتابع "هناك تحركات سياسية تتمثل في العمل على استكمال عضوية المجلس الوطني المنبثق من إعلانهم لدستوري, وتحركات عسكرية في البيضاء شرق صنعاء, إضافة إلى تحركاتهم العسكرية واستعداداتهم المتواصلة لاقتحام مأرب النفطية".
وأشار إلى أن تلك التحركات كلها تجري بالتوازي مع المفاوضات, وهو ما يعني بأن ذلك لا قيمة له .. إضافة إلى أن تلك المفاوضات تجرى تحت سقف "الإعلان الدستوري".
ونوه المحلل السياسي اليمني بأن المفاوضات مجرد عبث تقوم به القوى السياسية برعاية أممية والأيام القادمة ستثبت ذلك.
من جانبه قال الصحفي اليمني زايد سلطان بأن استئناف المفاوضات بين القوى اليمنية جاء عقب رفع الحوثيين لسقف المطالب وقيامهم بالإعلان الدستوري, فقط لوضع المفاوضات في زاوية ضيقة.
وأوضح سلطان لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن المفاوضات كانت في السابق تشترط خروج الحوثيين من العاصمة .. اليوم تقف هذه المفاوضات عند سقف التراجع عن الإعلان الدستوري, وهو ما يعني بأن المفاوضات غير مجدية.
وأضاف "يتزامن عقد المفاوضات مع تحركات الحوثيين على الأرض, واستمرارهم بالعمل في إطار إعلانهم الدستوري, وهذا ما يجعل آمال اليمنيين في أدنى مستوياتها بأن يكون هناك أي توافق بين القوى لحلحلة الوضع المعقد.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn