صنعاء 7 يناير 2015 / جثث متفحمة ومتطايرة, دماء تنزف, بكاء وانين الجرحى يشق المدينة , بقايا هياكل سيارات, اصوات الاسعاف, هكذا بدأ المشهد مؤلما صباح اليوم (الاربعاء) في العاصمة اليمنية صنعاء.
وشهدت صنعاء يوم دام إثر تفجير سيارة مفخخة استهدف طلاب جامعيين من منتسبي وزارة الداخلية أثناء اصطفافهم للالتحاق بكلية الشرطة أمام بوابة الكلية وسط العاصمة.
وقالت مصادر طبية متعددة لوكالة انباء (شينخوا) إن التفجير الانتحاري اسفر عن سقوط 35 قتيلا ونحو 60 جريحا.
وكان مصدر مسؤول في الكلية قال لوكالة أنباء (شينخوا) في وقت سابق اليوم, إن سيارة "باص أجرة" مفخخة, استهدفت طلاب جامعيين من منتسبي وزارة الداخلية اثناء توقفهم في طابور للتسجيل في كلية الشرطة في شارع الشرطة وسط العاصمة.
وأكد أن التفجير اسفر عن مقتل نحو 35 شخصا , وسقوط عشرات الجرحى عدد منهم بحالة حرجة .
وأوضح المصدر أن الطلاب المستهدفين هم في الاساس جنود يتبعون عدد من الأجهزة الخاصة بوزارة الداخلية وهم من حملة الشهادات الجامعية بتخصصات مدنية , وانهم كانوا في طابور طويل بانتظار التسجيل للالتحاق بكلية الشرطة.
وحسب المصدر فان اللجان المسجلة في مبنى الكلية , كانت خاصة لاستقبال من يريد الالتحاق بالكلية من أبناء العاصمة والمحافظات المجاورة , من محافظات عمرات وذمار والمحويت وحجة والجوف ومأرب.
وتابع " تم استهدف الطلاب في وقت مبكر صباح اليوم , اثناء تجمعهم امام البوابة الغربية الرئيسية للكلية".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية حتى اللحظة.
وفي السياق ذاته, اعلنت الداخلية اليمنية , أن العملية الارهابية اسفرت عن مقتل 33 شهيدا ونحو 62 جريحا.
ونقل مركز الاعلام الأمني, الناطق باسم الوزارة, عن نائب مدير شرطة العاصمة العميد الدكتور عبدالعزيز القدسي إلى أن شهداء الجريمة الإرهابية التي استهدفت فجر اليوم المسجلين في كلية الشرطة ارتفع إلى 33 شهيداً فيما بلغ عدد المصابين 62 مصاب.
وكانت الوزارة اكدت, أن سيارة مفخخة انفجرت صباح اليوم استهدفت تجمعاً للطلبة الجامعيين المتقدمين للتسجيل في كلية الشرطة ،خلف عشرات الشهداء والجرحى.
واشارت الوزارة إلى أن السيارة المفخخة انفجرت أثناء استعداد الطلاب في طوابير طويلة من الصباح الباكر بهدف التسجيل في الكلية ، ويجري حالياً إخلاء المكان واستكمال الإجراءات الأمنية.
وفي سياق متصل وجه وزير الصحة الدكتور رياض ياسين مستشفيات أمانة العاصمة باتخاذ حالة الاستعداد القصوى لمعالجة الجرحى جراء العملية الإرهابية التي استهدفت كلية الشرطة.(حسب الاعلام الرسمي)
ودعا الوزير, المواطنين إلى التبرع بالدم في المستشفيات الحكومية لإنقاذ المصابين .. مؤكدا أن المستشفيات الحكومية تعمل بكل طاقاتها وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير المستلزمات الطبية لمواجهة هذا الحادث الإجرامي الجبان.
وخلفت عملية اليوم غموضا كبيرا, فيما شرعت الاجهزة المختصة بإخضاع قيادات في الكلية ووضعهم رهن التحقيقات.
وكشف مصدر أمني لوكالة أنباء (شينخوا) أن الأجهزة المختصة اخضعت عدد من القيادات في كلية الشرطة للتحقيقات عقب الحادثة مباشرة.
وأضاف المصدر , مفضلا عدم ذكر هويته, منذ يومين خرجت بعض قيادات الكلية بإصدار تحذيرات من هجوم ارهابي قد يحدث , دون الاستناد إلى أي معلومات أمنية , فقط لمجرد التحذير داخل اروقة الكلية, وهو ما جعل الاجهزة المختصة تبدأ بإجراءات التحقيق لمعرفة خلفيات ذلك.
وتابع " التحقيقات الجارية , ستكشف هل كان الهدف هو رفع الجاهزية , أم لدى هؤلاء الاشخاص علم مسبق بالعملية".
وأشار إلى أنه تم أخذ الحيطة داخل المباني في الكلية بناء على تلك التحذيرات , خوفا من تسلل انتحاري , ولم يرد للحسبان أن تتم عملية كهذه تستهدف طلاب جامعيين.
وتعد عملية اليوم أكبر عملية إرهابية يشهدها اليمن في العام الجديد 2015 , اذ اتسم العام الماضي بأعمال العنف والتفجيرات والقتل وذلك بالتزامن مع اجتياح مسلحي جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي, وسيطرتهم عقب ذلك على معظم المحافظات الشمالية في البلاد.
واختفت خلال الاشهر الماضية مظاهر الدولة في العاصمة ومدن احرى وتقوم اللجان الشعبية "مسلحين حوثيين" بتأمين العاصمة وباقي المدن التي يسيطرون عليها.
وقال الصحفي اليمني محمود طه, بان اليمن دخلت عاما جديدا , إلا أن المشهد الدموي لا يزال كما هو , وأن الوضع الأمني بات صعبا للغاية , خاصة في العاصمة التي تشهد مزيد من أعمال العنف باستمرار في ظل تراجع الدولة لصالح ميليشيات مسلحة تتحكم بالمشهد العام.
وأوضح طه لوكالة انباء (شينخوا) أنه منذ تمكن مسلحي الحوثي من اسقاط مؤسسات الدولة, بات ما يجري الآن نتاجا طبيعيا لذلك واصبح لا يدفع ثمن العنف سوى الأبرياء .
واضاف " الأن من الصعب الحديث عن أي مكان أمن في هذا البلد, البلد تغرق دماء".
وأشار إلى أن الوضع القادم مخيف , مع استمرار تواري السلطات من القيام بدورها في حفظ الأمن , وتعنت الميليشيات المسلحة في إدارة البلد , وقيادتها نحو منزلقات عنيفة وخطيرة.
وقوبلت العملية الارهابية بصنعاء اليوم بإدانات واسعة محلية ودولية.
وأدانت الناشطة اليمنية توكل كرمان, الحائزة على جائزة نوبل للسلام2011, الانفجار الذي حدث أمام كلية الشرطة بصنعاء وأسفر عن العشرات من الشهداء والجرحى .
وأضافت على صفحتها الرسمية في "فيسبوك", "نحمل السلطة الرسمية ممثلة بالرئيس عبد ربه هادي وحكومته والسلطة الفعلية ممثلة بميليشيات الحوثي المسؤولية عن الانفجار".
كما شن نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات غضب واسعة , ونددوا بالمجازر المستمرة التي تشهدها البلاد, في ظل غياب الدولة , محملين اللجان الشعبية التابعة للحوثي المسؤولية على اعتبار انها سلطة الامر الواقع, وهي المكلفة بحماية العاصمة منذ اقتحامها في سبتمبر الماضي.
وعلى المستوى الدولي, ادانت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية العملية الإرهابية التي استهدفت الطلاب المتقدمين للتسجيل في كلية الشرطة بصنعاء.
وقالت السفارة في بيان صحفي, تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه, :" ندين الهجوم الذي استهدف كلية الشرطة بصنعاء ، كما ندين القتل والاستهداف غير المبررين للمواطنين اليمنيين، لا سيما أولئك الذين يسعون للإنخراط في خدمة الناس وحماية الشعب اليمني".
وحسب البيان :" هجوم اليوم على إحدى مؤسسات الدولة المكرسة لتوفير الأمن لكل اليمنيين يكشف الإفلاس الأخلاقي للجماعات الإرهابية في اليمن".
وأضافت السفارة :" إن هذه اللامبالاة الكبيرة بحياة البشر تذكرنا بحقيقة وطبيعة الأيدلوجيات المتطرفة للجماعات الإرهابية.. مؤكدة أن امريكا نقف إلى جانب الرجال والنساء الشجعان الذين يعملون كل يومٍ لبناء مستقبلٍ أفضل وأكثر أمناً لأنفسهم وأسرهم ومواطنيهم".
وكانت كلية الشرطة بصنعاء قد شهدت عملية ارهابية في 11 يونيو من العام 2012, قتل على اثرها ثمانية من منتسبي الكلية.
كما أدانت فرنسا التفجير الارهابي الذي أودى بحياة عشرات المتقدمين لكلية الشرطة بصنعاء.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn