الخرطوم 9 فبراير 2015 / لم تحرز احدث جولة من المباحثات بين السودان وجنوب السودان والمتعلقة بترسيم الحدود المشتركة اى تقدم ملموس فى ظل استمرار الخلاف حول تبعية عدة مناطق رئيسية.
واختتم الجانبان جولة من التباحث احتضنتها العاصمة الجنوبية على مدى خمسة ايام دون ان يؤدى ذلك الى نتائج ايجابية ، ولكن الطرفين اتفقا على تشكيل فريق فنى مهمته حسم الخلاف المتعلق بترسيم الحدود بين الدولتين.
وقال رئيس اللجنة المشتركة لترسيم الحدود من جانب السودان عبد الله الصادق فى تصريحات صحفية بالخرطوم اليوم " لقد تم التأمين على النقاط التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات السابقة ، وليس من أمر جديد".
واضاف "كل ما اتفقنا عليه تمثل فى تكوين فريق فنى بجانب انشاء صندوق لتمويل اعمال اللجنة المشتركة لترسيم الحدود".
وتشكل قضية المناطق المتنازع عليها بين البلدين عقبة رئيسية تحول دون تسوية الخلافات بين الخرطوم وجوبا.
وبالإضافة إلى منطقة أبيي الشهيرة، تتنازع حكومتا السودان وجنوب السودان على تبعية اربع مناطق أخرى تقع على الحدود، وهى منطقة "دبة الفخار" الواقعة على بعد أربعة كيلو مترات جنوب منطقة جودة بولاية النيل الأبيض السودانية، ومنطقة "جبل المقينص" التى تقع في مساحة حدودية بين ثلاث ولايات هي النيل الأبيض وجنوب كردفان بالسودان، وولاية أعالي النيل بجنوب السودان.
وهناك ايضا منطقتا "سماحة" الواقعة على الحدود بين جنوب دارفور وجنوب السودان ، ومنطقة "كافي كنجي- حفرة النحاس"، التى تقع في جنوب دارفور، وهي عبارة عن متوازي أضلاع تبلغ مساحته 13 كم.
ووفقا لخبراء ومحللين سودانيين فان مسألة الحدود تمثل القضية المحورية فى ملف القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان ، وان اى اتفاق بشأنها سيعزز من فرص حسم الملفات الأخرى.
وقال عبد الله آدم المحلل الاستراتيجى السودانى لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم ان "هذه المناطق المتنازع حولها تكتسب أهمية كبرى من كونها مناطق ذات كثافة سكانية عالية وتعتبر مخزونا استراتيجيا لعدد من المعادن".
واضاف " ليس امرا يسيرا حسم ملف ترسيم الحدود والتوافق حول تبعية المناطق المختلف حولها ، يحتاج الأمر الى ارادة سياسية واستعداد الطرفين لتقديم تنازلات كبيرة ".
ويرى آدم ان النزاع حول تبعية منطقة ابيى الغنية بالنفط هو من يجعل امكانية التوصل الى تسوية بشأن المناطق المتنازع عليها امرا بعيد المنال ، وقال "لابيى أهمية كبرى لدى كل طرف لارتباطها بانتاج النفط ، وما تزال المواقف متباعدة فيما يتصل بابيى".
وتقع منطقة ابيى فى الجزء الجنوبى الغربى لولاية جنوب كردفان السودانية، بين خطي عرض 30,4 - 11,5 غربا، وخطي طول 27,10 - 30 شرقا، في مساحة تقدر بـ 25 ألف كم مربع.
وتتبع منطقة أبيي إداريا لولاية جنوب كردفان، وينتشر فيها ثلثا حقول النفط بالسودان والذي يبدأ شرقا بحقلي "شارف وأبو جابرة"، منتهيا بحقول "هجليج وبليلة".
وتبعد منطقة ابيي التماسية نحو 50 كم عن بحر العرب (نهر صغير بين الشمال والجنوب)، وهي منطقة يعيش فيها خليط من القبائل الأفريقية والعربية ومعظمها رعوية، وكل طرف يدعي سيادته التاريخية على المنطقة ويصف الآخرين "بالغرباء".
وحمل الدكتور محمد حسن سعيد المحلل السياسى السودانى دولتى السودان وجنوب السودان مسؤولية تعقيد ملف ترسيم الحدود كونهما لم يحسما الأمر عندما كانا دولة واحدة قبل الانفصال رسميا فى يونيو 2011.
وقال سعيد لـ ((شينخوا)) " لقد كان امرا يسيرا ان يتم حسم الأمر قبل الانفصال ، وليس امرا منطقيا ان تعترف بقيام دولة دون ان تحدد حدودها".
واضاف " يجب على البلدين تقديم تنازلات مؤلمة ان ارادا تسوية ملف ترسيم الحدود "، مشيرا الى "ان عدم الاتفاق على حدود معلومة يضر بمصلحة البلدين ويمنع تواصل الشعبين ويعطل حركة التجارة والتبادل على طول الشريط الحدودى".
ووقعت الخرطوم وجوبا في السابع والعشرين من سبتمبر 2012 حزمة اتفاقات للتعاون بينهما تتعلق بالامن واوضاع المواطنين وقضايا الحدود وقضايا اقتصادية واخرى تتصل بالنفط والتجارة.
ويبلغ طول الشريط الحدودى بين السودان وجنوب السودان 1800 كيلو متر ، واتفق الجانبان على 80 بالمائة من ترسيم تلك الحدود ، ولكن الخلاف حول المناطق الخمس المتنازع عليها يؤخر تلك العملية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn