وزارة الثقافة التونسية تدين تدمير نصب تذكاري للمفكر الإصلاحي الطاهر الحداد

تونس 9 فبراير 2015 / دانت وزارة الثقافة التونسية بشدة اليوم (الإثنين) إقدام مجموعة متطرفة على تدمير نصب تذكاري للمفكر الإصلاحي التونسي الطاهر الحداد، أحد رموز الفكر التنويري في البلاد ومن أبرز المدافعين عن حرية المرأة.

وقالت الوزارة في بيان إن الإعتداء على النصب التذكاري للمفكر التونسى الطاهر الحداد بمدينة الحامة بمحافظة قابس جنوب شرق البلاد، هو جريمة نكراء استهدفت رمزا تونسيا كبيرا مثل شجاعة الفكر وحلقة من حلقات التنوير التونسي.

وأقدمت مجموعة مجهولة وُصفت بالتكفيرية على تدمير هذا النصب التذكاري ليلة السبت-الأحد، في سابقة أثارت تخوف العديد من الأوساط السياسية والنقابية التي تخشى على النمط المجتمعي للبلاد.

وكان الإتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد) قد حمل في بيان اليوم السلطات الرسمية مسؤولية الكشف عن المجرمين وتقديمهم إلى العدالة حتى يكونوا عبرة لغيرهم ممن احترفوا الإرهاب المادي والفكري.

واعتبر أن هذه الجريمة النكراء هي "محاولة يائسة من مجموعة تكفيرية ظلامية للثأر من الفكر الإصلاحي والتنويري للمرحوم الطاهر الحداد، الذي تميز بالجرأة وبعد النظر وصلابة الفكر كما هي حركة بائسة لضرب أي فكر إصلاحي عبر رمزية الاعتداء على النصب".

من جهته، استنكر حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي هذه الجريمة التي قال إنها استهدفت "المفكر والمصلح ورائد معركة الدفاع عن تحرير المرأة التونسية الطاهر الحداد".

ودعا الحزب في بيان إلى الكشف عن المجرمين وتقديمهم للعدالة ، مُطالبا في نفس الوقت وزارة المرأة وشؤون الأسرة والطفولة بعدم التباطؤ فى اتخاذ الموقف المناسب من هذه الحادثة الخطيرة.

ويعد المفكر التونسي الطاهر الحداد الذي توفي في العام 1935، من أبرز المدافعين عن حرية المرأة ، كما أن كتابه "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" الصادر في العام 1930 قد احدث رجة في المجتمع التونسي لما تضمنه من دعوة صريحة لتحرير المرأة ومنحها حقوقها ومهاجمته الرجعية الفكرية.