بكين 30 يناير 2015 / بعد مرور شهر واحد فقط من مهزلة تحكيم ,فإن الفلبين تعد عرضا آخر مثير للشفقة فى محاولة لحشد تعاطف ودعم دولى فى نزاعها الإقليمى مع الصين .
ففى الاجتماع الأخير بين كبار الدبلوماسيين فى رابطة دول جنوب شرق آسيا (الاسيان) دعا وزير خارجية الفلبين البرت ديل روزاريو الى موقف "جماعى وموحد" من الآسيان بشأن نزاع بحر الصين الجنوبى , زاعما ان " صمت " الكتلة و " تراخيها" بشأن القضية سوف يقوض " مبدأ المركزية ".
الا ان مانيلا الأنانية بقصد او دون قصد أساءت بوضوح تفسير جوهر" مركزية الآسيان " .
ان الآسيان على مدى تاريخ يمتد نصف قرن لم تقصد مطلقا أن تكون تحالفا سياسيا بأى شكل من الأشكال . فالطموح المشترك للسلام والتنمية هو الذى جمع الدول العشر من دول جنوب شرق آسيا سويا فى المقام الاول , بالرغم من ظروفها الوطنية المتنوعة وفى بعض الاحيان المواقف شديدة التباين من الشئون الاقليمية .
وبالنسبة لجنوب شرق آسيا فإن عام 2015 على وجه الخصوص له أهمية خاصة حيث ينتظر بلورة المجموعة الاقتصادية للآسيان التى سوف تدفع بالمنطقة خطوة أخرى فى عملية التكامل لها .
ان محاولة وضع إسفين بين الآسيان والصين -- الجار الأقرب والشريك لها -- فى ذلك الوقت الحرج سيكون أمرا يتسم بعدم الحكمة والأنانية .
وقد شهد العقد الماضى تنمية تتقدم سريعا للعلاقات بين الصين والآسيان . وبزغت الصين كأكبر شريك تجارى للاسيان ,وأصبحت المجموعة الاقليمية ثالث اكبر شريك تجارى للصين بعد الاتحاد الاوروبى والولايات المتحدة مباشرة.
كما أقام الجانبان علاقات حوار منذ أكثر من عقدين وأقاما منطقة للتجارة الحرة فى عام 2010 تعد واحدة من اكبر المناطق بين الدول النامية .
وصار هناك توافق على أنه لايجب اعتراض قوة الدفع الجيدة بسبب النزاعات بين الصين وبعض أعضاء الآسيان وان الآسيان يجب الا تستحوذ عليها أية دولة لخدمة أجندتها الخاصة وتعريض مصالح الكتلة كلها الى الخطر .
وفى قضية بحر الصين الجنوبى تعمل بكين مع الآسيان لصياغة مدونة سلوك لضمان السلام والاستقرار الاقليمى الامر الذى يخدم مصالح كل الاطراف .
والى جانب ذلك فان مانيلا تدرك ادراكا كاملا ان العمل كطفل باك واستدرار العاطفة من المجتمع الدولى لن يجدى نفعا فى تبرير مزاعمها فى نزاع بحر الصين الجنوبى الذى ينبغى بل ويمكن علاجه فقط عن طريق الاطراف المعنية مباشرة .
وبالطبع فان مثل هذه السلسلة من البيانات والتحركات العدائية التى قامت بها مانيلا فى العام الماضى لم تكن مفاجئة ,حيث ان بعض المسئولين الامريكيين ظلوا يبذرون طويلا بذور الخلاف لتشجيع الحليفات الآسيويات للولايات المتحدة مثل الفلبين كجزء من استراتيجيتها لاحتواء الصين .
وفى مقابلة جرت مؤخرا قدم مسئول كبير بالبحرية الأمريكية يعمل فى آسيا ترحيبا لا مبرر له بالتوسع العسكرى اليابانى الى بحر الصين الجنوبى كثقل مضاد للوجود الصينى هناك .
ولعدم كونها طرفا فى نزاع بحر الصين الجنوبى فإن طوكيو لم تبد مثل هذه النوايا بعد ولديها من الأسباب لكى تظل كذلك ليس لصالح البلدين فحسب ولكن لصالح المنطقة كلها أيضا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn