الهجمات الفيروسية على ملايين الهواتف الذكية، تطرح تحدي أمن الهواتف في الصين (2)

"الهاتف الآمن" يحظى بمزيد من الإهتمام

"في سنة 2011، دعوت الموظفين الحكوميين الصينيين، والعاملين في الشرطة والجيش إلى عدم إستعمال هواتف آيفون." يقول الخبير في الإتصالات شيانغ ليقانغ. ويضيف، إن أمريكا تستخدم نظام معلومات خاص بها، وعلى الصين أن تفعل ذلك، وهذا يحتاج إلى تحقيق إختراقات على مستوى نظام التحكم والدارات المندمجة. كما يشير شيانغ إلى صعوبة معالجة هذه المشكلة بشكل نهائي، لأن الثغرات ستستمر طالما إستمر تواجد هذه البيانات الكبرى. لكن الدولة يمكنها، تعزيز التشريعات وتعزيز جهود إدارة السلوكات المهددة لأمن المعلومات، إلى جانب تعميق الوعي الأمني لدى المواطنين.

ذكر وانغ باوبينغ لمراسلنا أن الصين قامت خلال فبراير من العام الماضي بتأسيس مجموعة قيادية مركزية تعنى بأمن الإنترنت والمعلومات، يترأسها الرئيس شي جين بينغ بنفسه، وسبق للرئيس شي أن قال "لا أمن وطني بدون أمن الإنترنت"، ويعكس رفع أمن الإنترنت إلى مستوى إستراتيجية الأمن الوطني، الإهتمام الذي توليه الدولة لهذا المجال. من جهة أخرى، قام المكتب الوطني للإنترنت والمعلومات ووزارة الصناعة والمعلومات بإتخاذ إجراءات لضمان أمن الإنترنت، لاحقا إتخذت الحكومة ووزارة الدفاع إجراءات مماثلة، مثل إستعمال الهواتف صينية الصنع في الشراءات الحكومية، وتعزيز التوجيه للموظفين المعنيين في مجال أمن الإنترنت.

ويشير الخبراء إلى أن حماية أمن الإنترنت ومعلومات المستخدمين، تحتاج إلى إهتمام المشغلين بجانبين أساسيين من تصميمات الهواتف الأمنة. أولا، يجب توفير الحماية على مستوى الإنترنت، مثلا، شركة تشاينا تيليكوم المعترف بها وطنيا كمشغل مشفر، يمكنها إجراء تصميم مشفر للإنترنت، ومن ثم يلعب هذا التصميم المشفر دور "الجدار الناري" في منع دخول الفيروسات؛ ثانيا، بعد التشفير، يمكن القيام بإجراءات الحماية على مستوى المستخدمين، وفي الوقت الحالي، يعمل المشغلين والمصنعين على بحث وتطوير طرق حماية يمكن من خلالها تصنيع الهاتف الآمن.

قال مسؤول من شركة تشاينا تيليكوم أن الشركة طرحت في الوقت الحالي نوعين من صنف "الهاتف الآمن". من بينها هاتف مشفر موجه خصيصا إلى الشخصيات الحزبية والسياسية والعسكرية، يعمل من خلال الحصول على مفتاح مشفر من المنصة المشفرة عند الإستعمال، يتمتع بمستوى عالي من السرية، لكنه يستوجب إستعمال هاتفين في نفس الوقت. أما النوع الثاني، فهو هاتف آمن موجه للناس العاديين لإتمام عمليات الدفع بشكل آمن؛ كما قامت تشاينا تيليكوم بطرح هاتف آمن خاص بالشركات، مرتبط بشبكة أمن إدارة الشركات.

وأضاف وانغ باوبينغ إلى صحيفة "غلوبال تايمز" قائلا، إن المنافسة بين الهواتف الذكية ستكون أكثر حدة في سنة 2015، وسيكون "أمن الهواتف" إحدى العوامل التي ستدفع هذه المنافسة، خاصة في ظل الفوارق غير الكبيرة على مستوى وظائف الهواتف.