بكين 19 يناير 2015 / شهدت الصين وتركيا في السنوات الأخيرة نموا مزدهرا في العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية في ظل التعزيز الشامل للتعاون في مجالات مثل التجارة، والاستثمار، والتعاقد على المشروعات.
ودخلت الدولتان بالفعل عهدا أفضل في تاريخ تعاونهما الاقتصادي والتجاري الثنائي.
-- شريك تجاري كبير له أهمية متزايدة
في عام 2004، لم تكن الصين سوى سادس أكبر مصدر للواردات والمقصد الـ19 للصادرات بالنسبة لتركيا، فيما أصبحت الصين في عام 2013 ثاني أكبر مصدر للواردات والمقصد الـ11 للصادرات بالنسبة لها
ووفقا للإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، وصل حجم التبادل التجاري بين الصين وتركيا في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2014 إلى 20.9 مليار دولار أمريكي، مسجلا زيادة على أساس سنوي نسبتها 3.57 في المائة.
ومن إجمالي حجم التجارة، زادات الصادرات الصينية إلى تركيا بواقع 8.56 في المائة لتصل إلى 17.5 مليار دولار، فيما انخفضت الصادرات التركية إلى الصين بواقع 16.06 في المائة لتصل إلى 3.4 مليار دولار، ما جعل الصين أكبر جهة قدمت إسهاما في عجز ميزان التجارة الخارجية لتركيا في فترة الـ 11 شهرا.
وفي نوفمبر 2014، شارك 3692 مشتريا تركيا في الدورة الـ116 من معرض الصين لسلع الصادرات أو معرض كانتون في مدينة قوانغتشو بجنوب الصين، بزيادة نسبتها 13 في المائة.
-- مقصد جاذب للاستثمارات
ومع ما تحظى به من نمو سريع في حجم الاقتصاد وسوق محلي ضخم وموارد بشرية وفيرة، تلعب تركيا -- التي تتمتع منذ قديم الأزل بموقع جغرافي ملائم يمتد إلى آسيا وأوروبا والشرق الأوسط -- تلعب دورا متزايد الأهمية على خريطة الشركات الصينية لتحقيق إستراتيجياتها "العالمية الراهنة".
وباعتبارها دولة تعتمد بشدة على الاستثمارات الأجنبية ، ترحب تركيا بشكل خاص بالاستثمارات القادمة من الصين.
فقد ضخت مجموعة من الشركات الصينية، مثل "هاينان إيرلاينز"، وشركة "سي أس أر" الصينية الكبرى المحدودة لصناعة قاطرات القطارات ومجموعة "نيو هوب" للأعمال الزراعية ، ضخت بالفعل استثمارات في تركيا في مجالات تشمل النقل والطاقة والاتصالات والتعدين والسياحة.
وفي الربع الثاني من عام 2014، صارت الصين أكبر مصدر لتدفق رأس المال الأجنبي في تركيا، حسبما أفادت الحكومة التركية.
ومن حيث التعاقد على مشروعات خارجية، كشفت الأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الصينية أن إجمالي قيمة العقود التي أبرمتها شركات صينية في تركيا وحجم مبيعاتها بلغ على التوالي 1.67 مليار دولار، بزيادة 172.6 في المائة و1.54 مليار دولار، بزيادة 9.9 في المائة في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2014 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
جدير بالذكر أن القطارات الفائقة السرعة الصينية الصنع تسير بالفعل الآن في تركيا. ففي يوم 25 يوليو من عام 2014، بدأ تشغيل الأقسام الرئيسية من خط السكك الحديدية أنقرة-أسطنبول الفائق السرعة والممتد لمسافة 158 كم، وهو مشروع تبلغ تكلفته 1.27 مليار دولار ويتولى عملية إنشائه كونسورتيوم صيني - تركي.
وأشار سليمان كرمان مدير عام هيئة السكك الحديدية الحكومية التركية في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن تشغيل خط السكك الحديدية أنقرة - أسطنبول الفائق السرعة يعد دليلا على قوة الصين.
-- صفحة جديدة
وقد قوبلت المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ حول بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 باستجابة إيجابية من تركيا -- وهي دولة كبرى كانت تقع على طريق الحرير القديم.
ومنذ تأسيس الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في عام 2010، تحافظ الصين وتركيا على تواصل وثيق بشأن التعاون في مجالي التجارة والاقتصاد.
وبخلاف خط السكك الحديدية بين أنقرة وأسطنبول، تعتزم تركيا إقامة مشروع آخر فائق السرعة يربط بين حدودها الشرقية والغربية وتحافظ على اتصال معمق مع الشركات الصينية بنية التعاون في هذا الأمر .
ونظرا للنمو النشط للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، تعتزم تركيا أن تجعل من أسطنبول محورا ماليا دوليا ومركزا للمعاملات الخارجية لليوان الصيني.
وعلاوة على ذلك، يزور عدد متزايد من السائحين الصينيين تركيا سنويا، وهو مثال على التبادل الثقافي المتكرر بين الجانبين.
ونظرا لكونهما اقتصادين صاعدين، ستستضيف تركيا والصين على التوالي قمتي مجموعة العشرين لعامي 2014 و 2015، وهما منصة مهمة للجانبين لبناء تأثيرهما الدولي في ظل آلية الحوكمة العالمية.
ومن المؤكد أن استضافة تركيا والصين لقمتي مجموعة العشرين على التوالي ستخلق المزيد من الفرص للتبادلات الرفيعة المستوى بين البلدين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn