طرابلس 16 يناير 2015 / تراجعت قوات إسلامية في ليبيا عن موقفها تجاه الحوار المنعقد في جنيف برعاية الأمم المتحدة معلنة موافقتها علي وقف إطلاق النار من جانبها.
وقال قادة عمليتي (فجر ليبيا) و(الشروق) في بيان مشترك صدر اليوم (لجمعة) وحصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه "نعلن موافقتنا على وقف إطلاق النار لعمليتي فجر ليبيا والشروق على أن يلتزم الطرف الآخر بذلك".
وأوضح البيان أن تلك الخطوة تأتي "استجابة منا لنداءات بحقن الدماء ورأب الصدع وتلبية لنداءات المجتمع الدولي ومنظماته لوقف إطلاق النار والبحث عن مسار يفضي إلى حل سلمي وتجاوبا مع جهود ومبادرات بعثة الأمم المتحدة في ليبيا".
لكن البيان حذر من أنه " في حال خرق وقف إطلاق النار من الطرف الآخر سيتم التعامل معه بالشكل المناسب انطلاقا من حق الدفاع عن النفس دون الرجوع إلى أي جهة كانت".
وأكد البيان ، في السياق ، السعي الى "فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى والمرضى وإخراج المحاصرين من بؤر التوتر".
ودعا البيان " المجتمع الدولي الى بذل الجهود في اتجاه منع تدفق المقاتلين الأجانب وإدانة وتجريم الاستعانة بهم والاستقواء بهم على الليبيين".
وقوات (فجر ليبيا) مكونة من إسلاميين من ثوار مدن مصراتة وغريان وزليتن والزاوية وأعادت المؤتمر الوطني (البرلمان المنتهية ولايته) إلي الانعقاد من جديد فور سيطرتها علي العاصمة الليبية طرابلس خلال شهر أغسطس الماضي .
وكلف المؤتمر بدوره حكومة موازية برئاسة الإسلامي عمر الحاسي لكنها لا تحظي باعتراف دولي.
وفي منتصف ديسمبر الماضي ، أطلقت (فجر ليبيا) عملية عسكرية أطلقت عليها (الشروق) فيما تعرف بمنطقة "الهلال النفطي" شرقي البلاد للسيطرة علي موانىء النفط.
ودعت تلك التطورات الجيش الليبي الى توجيه ضربات جوية لمواقع لـ (فجر ليبيا) داخل مصراتة لإضعاف القدرة الهجومية لتلك القوات بحسب تصريحات لقادة الجيش.
وقال قادة العمليتين في البيان المشترك ان قواتهما لم تحمل السلاح "إلا كرها ولدفع الظلم وردع الظالمين والقضاء على كل من يهدد الأمن والسلم المجتمعي".
الا ان البيان اشار الى انه " قد لاح في الأفق من يعد بتحقيق كل ما يصبو إليه الليبيون بالسلم".
واختتمت الخميس في جنيف الجولة الأولى من الحوار الليبي بعد يومين من المناقشات المكثفة.
وقالت بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا ، في بيان ، ان المشاركين اتفقوا على عقد جولة جديدة الأسبوع القادم بهدف التوصل إلى سبل إنهاء الأزمة السياسية والأمنية والمؤسسية في البلاد.
وتسعى الأمم المتحدة من خلال هذا الحوار الى حل الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد منذ أشهر في حين عقدت جولة أولي في ديسمبر الماضي في مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا.
وعشية انطلاق الحوار ، أعلنت قوات (فجر ليبيا) أنها " ستضرب بنتائج حوار جنيف عرض الحائط".
وبررت ذلك في حينه بقولها ان ما يحدث يعد "قفزا على المؤتمر الوطني كممثل عن الثوار في الحوار ما يعتبر جلوس للحوار من طرف واحد إذ لا وجود للطرف الفاعل على الأرض "في إشارة لعدم مغادرة المؤتمر الوطني إلي جنيف لتمثيل الإسلام السياسي في الحوار.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ليل الخميس إن المباحثات كانت " بناءة حيث عقدت في أجواء إيجابية وعكست الالتزام الصادق للمشاركين للوصول لأرضية مشتركة لإنهاء الأزمة الليبية".
وأشارت إلى أن المشاركين اتفقوا بعد نقاش مستفيض على جدول أعمال يتضمن "الوصول إلى اتفاق سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية والترتيبات الأمنية اللازمة لإنهاء القتال وتأمين الانسحاب المرحلي للمجموعات المسلحة من كافة المدن الليبية للسماح للدولة لبسط سلطتها على المرافق الحيوية في البلاد".
وأوضحت أن المشاركين دعوا كافة الأطراف لوقف الاقتتال لإيجاد بيئة مواتية للحوار.
كما ناقشوا تدابير بناء الثقة لحماية وحدة البلاد وتخفيف معاناة الشعب الليبي.
وبحسب البيان، تضمنت المناقشات معالجة أوضاع المحتجزين بشكل غير شرعي والمخطوفين والمفقودين وكذلك العمل على معالجة شؤون المهجرين والنازحين في الداخل والخارج والعمل على توفير وتمكين وصول المساعدات الإنسانية الى المناطق المتضررة بالتعاون مع المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني".
وتتنازع الشرعية في ليبيا التي يعصف بها الفلتان الأمني منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، حكومتان وبرلمانان وذلك منذ سيطرة ميليشيات "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس في أغسطس 2014.
ويعترف المجتمع الدولي بالحكومة التي تتخذ من شرق البلاد مقرا لها والمنبثقة عن برلمان انتخب منتصف العام الماضي ولكن الميليشيات الاسلامية تشكك في شرعيته.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn