بكين 5 يناير 2015 /في الوقت الذي شهدت فيه الصين العديد من الانجازات في 2014, بدءا من احراز تقدم في مسيرة مكافحة الفساد الى الاستضافة الناجحة لقمة الابيك, عكر صفو العام هجمات ارهابية مميتة حصدت ارواح العشرات واثارت غضب البلاد.
مرارا وتكرار، يتسبب الارهاب فى خسائر او دمار. ولمواجهة تلك الجرائم, شنت الصين "حربا شعبية" على الارهاب باستخدام كل قوة ممكنة لتوجيه ضربة قاسمة للانشطة الارهابية.
سلسلة من الهجمات
كان الهجوم الارهابي الذي اسفر عن مقتل 31 شخصا واصابة 141 اخرين خلال شهر مارس في محطة للسكك الحديدية في مدينة كونمينغ عاصمة مقاطعة يوننان بجنوب غرب البلاد, من بين الهجمات الاولى هذا العام, التي غيرت موقف المواطنين الصينيين تجاه الارهاب.
ووصف كثيرون الهجوم بانه "11 سبتمبر الصينية", الذي جلب الخوف والذعر فى حياة المواطن العادي أثناء قضاء العطلة او انتظار القطار او مساومة البائعين في محطات القطارات.
وكتب احد سكان كونمينغ على موقع التدوينات القصيرة الصينية ((سينا ويبو)) بعد المأساة "لم أدرك أبدا أن الارهابيين يقتربون منا لهذة الدرجة".
وقال الباحث المشارك في اكاديمية شينجيانغ للعلوم الاجتماعية توروينجان تورسون إنه بعد رؤية الهجوم على كونمينغ, بدأ الصينيون بالاعتقاد بانه من الممكن حدوث ذلك في مدنهم وحولهم او لعائلاتهم.
وقال مي جيان مينغ خبير مكافحة الارهاب في جامعة الامن العام الشعبية الصينية ان العنف تسلل خارج حدود شينجيانغ لاجزاء اخرى من الصين.
وأضاف ان هذا الاتجاه اصبح اكثر وضوحا بعد الهجوم الارهابي الذي تعرضت له كونمينغ.
وفي الوقت ذاته, تزايدت الانشطة الارهابية في شينجيانغ خلال العام الماضي. ففي 30 ابريل, قتل ثلاثة اشخاص وأصيب 79 اخرون باحد محطات السكك الحديدية في اورومتشي عاصمة المنطقة.
وفي 22 مايو, خلف هجوم على أحد اسواق اورومتشي 39 قتيلا و94 مصابا. كما شهد 28 يوليو مقتل 37 مدنيا واصابة 13 اخرين في هجوم ارهابي على محافظة شاتشى بناحية كاشجار. ووقع هجوم اخر في 21 سبتمبر وقتل على اثره ستة مدنيين واصيب 54 اخرون بعد سلسلة من التفجيرات التي ضربت محافظة لونتاي.
ولم تظهر تلك الهجمات, داخل شينجيانغ وخارجها, سوى شر الارهابيين الذين يتآمرون ضد المدنيين ويستهدفونهم.
اصرار الحكومة
كشفت سلسلة حوادث العنف عن وحشية سلوك الارهابيين.
ومن أجل تعامل أفضل مع تلك الحالات الطارئة, بدأت العديد من المقاطعات والمناطق فى البلاد اجراء تدريبات لمكافحة الارهاب بدءا من مارس.
وخلال التدريبات في بكين, شاركت مركبات خاصة ومروحية شرطية.
وفي مقاطعات فوجيان وانهوي وسيتشوان وجيانغسو, اجريت معظم التدريبات في محطات القطارات ورياض الاطفال على سيناريوهات مثل هجمات بالاسلحة البيضاء والخطف.
وفي الوقت ذاته, وفي مدن مثل بكين وقوانغتشو واورومتشي, يمنح مواطنوها مكافآت لادلائهم بمعلومات عن الارهاب والجريمة. كما تم الكشف عن اول قوة مسلحة لمكافحة الارهاب في الصين للمواطنين في شنتشن مايو الماضي.
وواصفا الارهاب بالعدو المشترك للشعب, حث الرئيس شي جين بينغ المواطنين على بناء "جدار من البرونز والحديد" لمكافحة الارهاب.
وقال شي خلال جلسة دراسة جماعية حول الامن القومي والاستقرار الاجتماعي عقدها المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في ابريل "يجب علينا ان نجعل الارهابيين كالفئران الهاربة في الشارع, بينما يصيح الجميع "اضربوهم".
وفي مايو, اطلقت الصين حملة استمرت عاما على الارهاب وكانت شينجيانغ ارض المعركة الرئيسية. وسلم بعض المشتبه فيهم والهاربين المتورطين في انشطة ارهابية, انفسهم للشرطة.
حرب شعبية على الارهاب
في شينجيانغ, الصقت شعارات تناهض الارهاب في شوارع وطرقات الريف والحضر. وفي العديد من المدارس الابتدائية والاعدادية, يقف رجال الحراسة والمعلمون الذكور لمتابعة التلاميذ اثناء دخول المدرسة ومغادرتها.
وأقامت اورومتشي الحواجز الاسمنتية والاسوار الحديدية على جانبي العديد من الطرق.
وقال رجل يدعى اسيا يدير مطعما للشعرية في منطقة هويشانيوان في اورومتشي "السيارات لا يمكنها السير بسهولة بسبب الحواجز المرورية, فالارهابيون يؤثرون سلبا على اعمالنا وحياتنا. واذا تجرأوا على المجيء الى هنا, فكل الحي سيقاتلهم".
وفي يونيو, احتجز مدنيون والشرطة في محافظة هوتان مجموعة من الارهابيين في غرفة للعب الورق والشطرنج, وفي اغسطس, ساعد اكثر من 30 الف متطوع الشرطة المحلية على تتبع المشبته فيهم فى محافظة كاراكاس.
ويقول بان تشي بينغ الاستاذ في معهد ابحاث وسط اسيا في جامعة شينجيانغ "تضر الهجمات الارهابية بالمواطنين المحبين لوطنهم".
واضاف بان ان الكثير من المدنيين انضموا لحملة مكافحة الارهاب, وتظهر سلوكياتهم مجددا ان الارهابيين اعداء الجميع.
ويقول مي جيان مينغ "ينبغي ان تقود الحكومة الحرب على الارهاب بمشاركة المواطنين على نطاق واسع", واضاف ان البلاد ستفوز في الحرب ضد الارهاب طالما تحشد مواردها على كل المستويات لذلك.
ولأن الوضع اصبح اكثر تعقيدا, تعهدت الصين بتقديم قانون مكافحة الارهاب على المستوى الوطني.
ويقول مي إنه ينبغي شن حرب على الارهاب وفقا للقانون ويجب ايضا حماية حقوق المواطنين المشروعة ولا سيما حرية التعبير والخصوصية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn