من المستحيل التوصل إلى نزع للسلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية سريعا، ويتعين على جميع الأطراف المعنية التحلي بالصبر وتحمل مسؤولية مشتركة للعمل على استقرار منطقة شمال شرق آسيا، حسبما أفاد دبلوماسي روسي بارز يوم الثلاثاء.
وصرح المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الروسية جريجوري لوجفينوف في حديثه إلى وكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "الممارسة أثبتت أن يلزم القيام بعمل طويل وشامل مع التحلى بالصبر لمعالجة النظام الكامل للعلاقات بين الدول في شمال شرق آسيا، وتبديد حالة إنعدام الثقة والمواجهة والعداء".
وفي معرض إقراره بالتقلبات التي شهدتها قضية شبه الجزيرة الكورية "المعقدة" هذا العام، ذكر لوجفينوف أن الوضع استقر على نحو أكثر أو أقل دون حدوث تفاقم كبير في الأزمة.
وقال "أظن أن هذا يرجع في الأساس إلى جهود جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والتي يستحق أن نعطى لضبط النفس الذي مارسته والمسؤولية التي أبدها علامة عالية رغم النشاط العسكري المكثف قبالة شواطئ شبه الجزيرة الكورية".
وأضاف الدبلوماسي أن بيونغيانغ قامت بمناورات دبلوماسية نشطة "وطبيعية تماما" في الأشهر الأخيرة، ما يعكس رغبة البلاد في بناء علاقات بناءة مع العالم.
ومسترجعا زيارة قام بها إلى روسيا في نوفمبر الماضي تشوي ريونج هاي، وهو مبعوث خاص للزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم يونج أون، ذكر لوجفينوف إن "فرصا جادة" لاطلاق المفاوضات المتوقفة منذ أمد طويل قد أتيحت مع إبداء بيونغيانغ استعدادها لاستئناف المحادثات السداسية بدون شروط مسبقة.
ومن ناحية أخرى، ينبغي إحراز التفدم تدريجيا، على حد قول لوجفينوف.
وأضاف قائلا إنه "لا ينبغي للمرء تحديد أهداف لا يمكنه بلوغها.. أو إجبار أحد على التحرك بسرعه أكبر من الممكن في ظل الظروف القائمة".
وأقر لوجفينوف بأن لا تزال هناك الكثير من المخاطر المتعلقة بالقضية النووية في شبه الجزيرة، ومن بينها "الافتقار الكارثي للثقة".
وقال "أولا، ثمة افتقار إلى الثقة في العلاقات الثنائية للمشاركين في العملية: كوريا الديمقراطية من ناحية وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة من ناحية أخرى".
وأشار الدبلوماسي إلى أن بعض الأحداث التي وقعت حول العالم قوضت ثقة الدول الصغرى في المؤسسات القانونية والسياسية الدولية كأدوات لضمان سيادتها، مضيفا أن هذه المشاعر تغذى إيمان تلك الدول بأن استقلالها لا يمكن أن يصبح مكفولا سوى بأسلحة الدمار الشامل، أي السلاح النووى في المقام الأول.
وذكر لوجفينوف أن جمود المواجهة مازال قويا حيث تلاحظ روسيا ما يجرى من تعزيزات عسكرية في شمال شرق آسيا، مضيفا أن القناعة بأن كل شيء يمكن أن يحل باستخدام القوة مستمر أيضا.
ولفت إلى أن روسيا تعارض "تماما إطلاق سباق تسلح في شمال شرق آسيا".
ولتحقيق هذه الغاية، لابد من بناء نظام أمني متعدد الأطراف في المنطقة، نظام يأخذ المصالح المشروعة لجميع المشاركين في الاعتبار "وهذا يثبط الدول عن إمتلاك أسلحة نووية ويعمل على استقرار نظام عدم الانتشار ككل".
ولفت لوجفينوف إلى أنها "عملية معقدة وحساسة للغاية".
ودعا لوجفينوف إلى دور الصين "الذي لا غنى عنه" في استئناف المحادثات السداسية وقال إن المهمة الأساسية لروسيا تكمن في استئناف المفاوضات تحت رئاسة بكين.
وقال "لا يوجد بديل يمكن أن يحل محل الصين... ولهذا السبب ننسق جهودنا وسنتشاور دائما فيما يمكننها فعله في المرحلة المقبلة وما ينبغي علينا فعله".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn