-2°C~-11°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تقرير سنوي: 2014 عام إضافي من الأزمات في ليبيا ولا انفراجات تلوح في الأفق

    2014:12:16.14:56    حجم الخط:    اطبع

    بنغازي، ليبيا 15 ديسمبر 2014 /يطوي الليبيون عام 2014 على وقع أزمة هي الأسوأ في ذلك البلد الواقع في شمال افريقيا ، منذ اطاحة الجماعات المعارضة بنظام معمر القذافي في عام 2011.

    وبعد أكثر منذ ثلاث سنوات على سقوط حكم العقيد الذي دام 42 عاما ، باتت ليبيا اليوم مقسمة بين حكومتين وبرلمانين يتنازعان على الشرعية فيما ينزلق البلد في أتون حرب أهلية طاحنة دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراجة ،بحسب محللين ومراقبين.

    وعلقت ليبيا منذ نهاية عام 2011 في دوامة من الفوضى والانفلات الأمني رغم العمليات الانتخابية التي شهدتها البلاد على أمل ترسيخ مؤسسات الدولة الجديدة ما بعد القذافي.

    ويقول المحلل السياسي محمد الشريف ان الأزمات باتت تعصف بالبلد وتتقاذفه الأمواج في ظل غياب العقل السياسي الرشيد الذي من الممكن أن يخلص ليبيا من بركة الوحل الذي علقت فيه.

    ومع تلاحق الأزمات ، طالت معاناة المواطن البسيط في هذا البلد الغني والذي بإمكان خيراته توفير سبل العيش الكريم للجميع، فيما لو استقرت الظروف الأمنية.

    لكن الاقتتال الدائر والتنازع على السلطة إضافة إلى الحروب القبلية والجهوية والايدولوجية تثبت فعليا أنه لا انفراجة قريبة تلوح في الأفق ، بحسب الشريف.

    بل بات هاجس الخوف من امكانية تكرار سيناريو الصومال أو العراق يسيطر على الليبيين.

    ويقول الأستاذ الجامعي سالم النيهوم ان "الليبيين عندما اسقطوا نظام القذافي،كانوا يصبون لأن تصبح بلادهم الغنية بالنفط بمنزلة دبي جديدة.. أما اليوم فإن هاجس سيناريو صومالي أو عراقي بات يسيطر عليهم".

    فبعد رحيل القذافي ، كلفت السلطات الانتقالية الثوار السابقين الذين شاركوا في اسقاط نظامه ، بضمان الأمن وشكل هؤلاء عشرات الميليشيات على أسس عقائدية أو قبلية ، ولم يتردد هؤلاء في تحدى الدولة عندما تمس مصالحهم ، ما هدد السلم الأهلي وعملية بناء المؤسسات في البلاد وخصوصا الجيش والشرطة.

    وتعتبر بنغازي الأكثر اضطرابا بينما تبدو السلطات من جهتها عاجزة حتى الآن أمام تنامي قوة الجماعات المتطرفة وخاصة في شرقي البلاد الذي شكل مسرحا لاغتيالات عناصر أمنية واعتداءات على مصالح وممثليات دبلوماسية غربية ومحلية.

    وسقطت هذه المدينة التي هجرتها البعثات الدبلوماسية منذ مدة، في شهر يوليو الماضي بأيدي ميليشيات إسلامية بينها متشددون في جماعة (أنصار الشريعة) التي وضعها مجلس الأمن على لائحته السوداء الخاصة بالإرهاب ، بعد أن نجحوا في طرد القوات الموالية للحكومة منها.

    وأمام ضعف الحكومة الانتقالية، شن اللواء خليفة حفتر الذي شارك في الثورة على القذافي، هجوما في مايو على الميليشيات الإسلامية متهما إياها بـ "الإرهاب"، واتهمته السلطات الانتقالية حينها بمحاولة "انقلاب" لكنها غيرت موقفها لاسيما بعد أن نال تأييد عدة وحدات من الجيش ومواطنين.

    وبموازاة ذلك ، تفرض مجموعة من المليشيات وخصوصا الإسلامية منها المنحدرة أغلبها من مدينة مصراتة سيطرتها على العاصمة طرابلس منذ أغسطس الماضي.

    وفي ظل هذا الوضع ، اضطرت حكومة عبدالله الثني والبرلمان اللذان تعترف بهما الأسرة الدولية إلى الانتقال إلى أقصى الشرق الليبي الخاضع لسيطرة قوات حفتر، وسط منازعات سياسية وغياب خارطة طريق واضحة زادت من تسميم الموقف.

    ويتخذ مجلس النواب الذي تعترف به المجموعة الدولية ويهيمن عليه النواب الرافضون للتيارات الاسلامية، من طبرق في اقصى شرق ليبيا مقرا له ، معتبرا انه من المتعذر توفير امنه في بنغازي معقل المجموعات الجهادية والتي تشهد اعمال عنف يومية.

    واتهم نواب إسلاميون قاطعوا مجلس النواب الذين هم أعضاء فيه ، البرلمان الجديد بتجاوز صلاحياته من خلال الدعوة في أغسطس الى تدخل أجنبي في ليبيا لحماية المدنيين بعد سيطرة تحالف "فجر ليبيا" الذي يعد ائتلافا يضم مجموعة ميليشيات ، على العاصمة.

    ويؤيد معظم النواب الذين قاطعوا مجلس النواب "فجر ليبيا" الذي شكل حكومة موازية متعاطفة مع الاسلاميين برئاسة عمر الحاسي ، وأعاد إحياء المؤتمر الوطني العام الذي انتهت ولايته من حيث المبدأ مع انتخاب مجلس نواب جديد في ثاني انتخابات حرة بعد القذافي.

    لكن البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية قضت المحكمة الدستورية مطلع شهر نوفمبر ببطلان تعديل دستوري أدى لانتخابه ، ما زاد من تعميق المشكلة ووضع المجتمع الدولي في حرج ، كما وضع البلد أمام حكومتين وبرلمانين يتنازعان الشرعية على السلطة.

    وأدى العنف وانعدام الأمن المستمر في طرابلس، بالغالبية العظمى من الدول الغربية لاجلاء رعاياها وإغلاق سفاراتها وشركاتها، ما تسبب بتفاقم عزلة البلاد الغارقة في الفوضى.

    وحصد القتال الدائر في ليبيا منذ مطلع العام إضافة إلى حالة الفلتان والفوضى أرواح أكثر من ألف شخص على الأقل في مختلف ربوع البلاد بحسب مصادر طبية ومسعفين، فيما تسبب المشهد المتردي بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نزوح أكثر من 100 ألف من بيوتهم.

    واعتبر المحلل سالم العقوري ان مدينة مصراتة رغم الدور الذي لعبته خلال ثورة 2011 على القذافي كونها كانت الشوكة التي علقت في حلق النظام وحالت دون تقسيم البلد، إلا أن ثلة من أبنائها غير الأسوياء يمارسون الآن دورا من شأنه أن يمزق ليبيا إلى دويلات ويدخلها في أتون حرب أهلية طويلة الأمد لا تبقي ولا تذر.

    وأشار العقوري إلى أن محسوبين على هذه المدينة وإن كانوا كثرة، يمارسون دور "شرطي ليبيا" وكأنهم الوحيدون الأحق بالبلد وثرواتها ومن ثم يحق لهم وحدهم دون غيرهم حكم الليبيين بعيدا عن التداول السلمي للسلطة.

    ولفت إلى أن هؤلاء سرعان ما يقذفون خصومهم بتهمة مناصرة النظام السابق ويهاجمونه بالترسانة التي تحصلوا عليها خلال الحرب على القذافي.

    وضمن المشهد الليبي المضطرب ، شكل الجنوب مسرحا لاشتباكات قبلية تدور بانتظام، كجزء من الصراع على السلطة والحرب من أجل السيطرة على التهريب في الصحراء، إضافة إلى تصفية حسابات قديمة.

    وفي خضم الازمة المتفاقمة ، تبددت آمال الازدهار الاقتصادي والتحول الديموقراطي السلمي في هذا البلد الغني بالنفط، حيث يتم تدمير ما تبقى من مؤسسات هشة وبنى تحية متهالكة أصلا بسبب القتال.

    وحذر مصرف ليبيا المركزي مطلع الشهر الجاري من أن البلاد ستشهد عجزا حادا في الموازنة في 2014 يناهز 50% بسبب تدني العوائد النفطية الناجم عن تراجع اسعار الذهب الاسود عالميا واغلاق موانئ التصدير في ليبيا لأشهر طويلة.

    ويشكل النفط في ليبيا 96% من إيرادات البلاد وقد تدهور انتاجه هذا العام بسبب أزمات عدة شهدتها موانئ التصدير قبل أن تعود هذه الموانئ إلى العمل تدريجيا اعتبارا من سبتمبر، بعد أكثر من عام على إغلاقها.

    ومع استمرار الفوضى والصراع ، تنتاب بعض الليبيين نظرة تشاؤمية حيال تحسن الأوضاع في بلدهم لدرجة جعلتهم يشعرون بالحنين لأيام النظام السابق.

    ويقول الطبيب الليبي صلاح محمود إن "الفوضى أنهكت الليبيين والصراعات الجهوية والايديولوجية والقبلية باتت أدهى من القبضة الأمنية والحكم الديكتاتوري السابق".

    ويشير محمود الى أن "عددا من الليبيين باتوا يترحمون على النظام السابق على الرغم من كرههم له".

    وعلى الرغم من كرهه للقذافي كما يقول الطبيب الليبي الا انه "يتمنى أن يعود بعض الوقت لإعادة بعض النظام" ، معتبرا أن "هذا الحنين ليس فريدا من نوعه وبات ينتاب عددا لا بأس به من الليبيين".

    وترعى الأمم المتحدة حوارا بين أطراف النزاع الليبي بغية حل الأزمة في البلاد من خلال تقريب وجهات النظر والحد من حالة الفوضى والفلتان الأمني.

    وقادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الحوار الليبي بين نواب من البرلمان المجتمع في مدينة طبرق شرقي البلاد وبين نواب آخرين مقاطعين لتلك الجلسات .

    وعقدت الجولة الأولي في مدينة غدامس جنوب غرب في 29 سبتمبر الماضي والثانية مطلع شهر أكتوبر بحضور الأمين العام بان كي مون في حين أعلن الإسلام السياسي في ليبيا رفضه لذلك الحوار.

    ويبدو الأمر الأصعب على البلاد ، هو ان تنظيم "الدولة الاسلامية" ذا الايدولوجية المتطرفة بات يجتذب العديد من المؤيدين وخصوصا الشباب في الأوساط الراديكالية في ليبيا، إذ اصبحت مدينة درنة (شرق) التي تحولت الى "امارة اسلامية" اول موطىء قدم له في ليبيا ومعقلا لانصاره كما يقول خبراء.

    ويعتبر مراقبون غربيون ومحللون مدينة درنة معقلا تاريخيا فعليا للمتشددين في ليبيا ، خصوصا وأن جماعات منهم أعلنت تأييدها لتنظيم "الدولة الاسلامية" على غرار جماعات متطرفة أخرى في شمال إفريقيا من بينها جماعة جند الخلافة في الجزائر وانصار بيت المقدس في مصر.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على