بكين 13 ديسمبر 2014 / إن من يتذكرون التاريخ كما حدث يستحقون مستقبلا أفضل. تكتسب هذه الجملة أهمية خاصة في الوقت الذي تقيم فيه الصين يومها التذكاري الوطني الأول لضحايا مذبحة نانجينغ اليوم (السبت).
وينضم الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الناجين من مذبحة نانجينغ لعام 1937وأقارب ضحايا المذبحة في مراسم رسمية تقام لإحياء ذكرى أكثر من 300 ألف شخص قتلوا على يد القوات المعتدية اليابانية في هذه الصفحة المروعة من التاريخ.
وسيكون لهذا الحدث أهمية خاصة، إذ يحاول هذا البلد الذي ارتكب هذه المذبحة قبل 77 عاما تبييض ماضيه المظلم والتستر على الأعمال
الوحشية التي ارتكبها في زمن الحرب.
ومن الأمثلة المثيرة للقلق الدالة على ذلك زيارات أعضاء مجلس الوزارء الياباني والدايت الياباني لضريح ياسوكوني سئ السمعة في طوكيو الذي يكرم قتلى حرب يابانيين من بينهم 14 مجرم حرب من الدرجة الأولى سقطوا إبان الحرب العالمية الثانية، وإنكار التجنيد القسري لعبيد الجنس الأجانب، والدفع من أجل إلغاء حظر قائم منذ أمد طويل على ما يسمى بالدفاع الذاتي الجماعي.
وكان أحدث مثال على ذلك قيام صحيفة (يوميوري شيمبون) الشهر الماضي بإصدار اعتذار عن الاستخدام "غير اللائق" لمصطلح "عبيد الجنس" في مقالاتها السابقة، وهو ما يمثل محاولة صارخة أخرى لإبعاد البلاد عن مسؤولياتها التاريخية.
لقد فزع الشعب المحب للسلام برؤية إنعدام الضمير لدى ساسة يابانيين معينين ووسائل إعلام معينة لا يعترفون أبدا بجرائم اليابان الشنيعة والتي لا توصف في زمن الحرب ناهيك عن الشعور بمعاناة الضمير والندم.
وما جعل أيضا غضب المنطقة يصل إلى مداه هو تحول اليابان نحو الاتجاه اليميني وما نتج عن ذلك من جراءة في تناول
وضعها العسكري وتبادلاتها الدبلوماسية مع دول الجوار، الأمر الذي ينم عن مؤامرة ترمي إلى تغيير النظام الدولي التي ترسخ فيما بعد الحرب.
إن إقامة الصين ليوم تذكاري وطني لا يهدف إلى إذكاء العداء، وإنما إلى تذكر دروس التاريخ والتعلم منها، وخلق مستقبل آمن على هذا الأساس.
وعلى النخبة السياسية في اليابان إدراك أن التجاوب مع العناصر اليمينية لتحقيق مكاسب سياسية شخصية سيعطى نتائج عكسية، ومن المحتمل أن يكون ذلك على حساب سلام واستقرار شرق آسيا برمتها.
ولأن قضية التاريخ أصبحت عقبة يتعذر تجنبها في علاقات اليابان مع جيرانها، فإن أفضل سبيل أمام هذه الأمة الجزيرة للمضى قدما يكمن في الاعتراف الصادق بماضيها في زمن الحرب والندم عليه بدلا من القيام بمحاولات عقيمة لانكاره.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn