مع تلاشي آمال التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني بحلول اليوم )الاثنين( في ظل الخلافات المستمرة حول البنود الرئيسية بين الأطراف المعنية، تظل المفاوضات وليس التهديد بعصا العقوبات السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة.
وبدأت إيران والقوى العالمية الست- بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة أحدث جولة من المحادثات في العاصمة النمساوية في يوم الثلاثاء.
ومن المأمول أن يتم التوصل إلى اتفاق شامل اليوم الاثنين يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني وترفع في المقابل الدول الغربية العقوبات التي أنهكت بشدة الدولة الخليجية التي يعتمد اقتصادها على النفط.
بيد أن التباعد في المواقف ما زال قائما بشأن قضايا رئيسية مثل حجم ونطاق البرنامج النووي الإيراني وخاصة عدد أجهزة الطرد المركزي التي سيسمح لإيران بتشغيلها والحوافز التي ستحصل عليها إيران في مقابل تنازلاتها المحتملة.
وبينما يبدو التوصل اليوم إلى اتفاق شامل في شبه المستحيل، إلا انه من غير المرجح أن تنهار المحادثات.
أولا، لا يصب انهيار المحادثات في مصلحة الأطراف. وإعادة تشغيل البرنامح النووي الإيراني سوف يؤدي إلى عدم الاستقرار الإقليمي وإطالة أمد العقوبات التي ستؤدي إلى تدهور حال الاقتصاد الإيراني بسبب انخفاض أسعار النفط.
ثانيا، حاولت إدارة اوباما والحكومة الإيرانية بقيادة الرئيس المعتدل حسن روحاني تحسين العلاقات في العام الماضي. ومن شأن فشل محادثات في أن يشكل ضربة للحكومتين.
ومن الممكن أن تنتهي المحادثات النووية إلى "اتفاق سياسي" بشأن الملف المثير للجدل بدلا من اتفاق شامل.
وفي الأسبوع الماضي، بذلت الولايات المتحدة وإيران جهودا مشتركة للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يركز على التوافق الذي تم التوصل إليه في المحادثات مع قطع التزامات بحل القضايا العالقة في المستقبل.
وإذا تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، لن تهدر الجهود التي بذلتها الأطراف المعنية في المحادثات النووية ويمكن أن يقبل النتيجة صقور الولايات المتحدة وإيران. ومثل هذا الاتفاق سيمهد الطريق لتمديد المحادثات.
في الواقع, إن التوصل إلى اتفاق كهذا ممكن بالنظر إلى التقدم الذي أحرزته إيران والقوى الغربية فيما يتعلق ببعض القضايا الشائكة من خلال الدبلوماسية في العام الماضي.
وكان كبير المفاوضين النوويين الأمريكيين ويندي شيرمان مساعد وزير الخارجية للشئون السياسية قال في أكتوبر أن "تقدما رائعا" قد أحرز خلال المحادثات السابقة بشأن قضايا "بدت في البداية مستعصية"، رغم أن الخلافات حول حجم ونطاق قدرة تخصيب اليورانيوم لإيران ما زالت تجذب المزيد من الاهتمام.
علاوة على ذلك، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي، فإن تمديد المحادثات لفترة أخرى ممكن أيضا.
طالما أن المحادثات استمرت، فمن المأمول أن تجد الأطراف المعنية مخرجا. فلا يوجد أي طرف على استعداد لتحمل عواقب فشل المحادثات.
ومن المستحسن جدا أن تتمسك كافة الأطراف المعنية بالتوافق وتضييق الهوات وتحل القضايا الرئيسية.
وفي هذه العملية، يمكن أن تلعب الصين دورا بناءا في المفاوضات من خلال تعزيز الاتصالات بين الأطراف المعنية، والدفع باتجاه إبرام اتفاق شامل في اقرب وقت، وتقديم الإسهامات اللازمة للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn