طرابلس 16 نوفمبر 2014 / أوقفت معارك اندلعت اليوم (الأحد) في محيط قاعدة امعيتيقة الجوية شرق العاصمة الليبية طرابلس، حركة الملاحة الجوية في هذه القاعدة التي تتخذ مطارا مدنيا لساعات بحسب مصلحة الطيران المدني، فيما أوقعت المعارك بين مليشيات متصارعة بحسب مصدر عسكري أربعة قتلى على الأقل وعشرة جرحى.
وقال مسئول في مصلحة الطيران المدني الليبية إن "حركة الملاحة الجوية في مطار امعيتيقة الدولي أوقفت اليوم بسبب معارك جرت في محيط المطار استخدمت فيها أسلحة من بينها مضادات الطيران".
وأضاف المسئول الذي طلب عدم الافصاح عن هويته إن "مصلحة الطيران المدني قررت إيقاف حركة الملاحة الجوية في هذا المطار خوفا على سلامة الطائرات ومن على متنها".
من جهته، قال مسئول عسكري إن "معارك اندلعت الأحد في محيط مطار معيتيقة خلفت أربعة قتلى على الأقل وعشرة جرحى".
وأوضح المصدر أن "المعارك بين كتيبتين أحداهما موالية للجيش وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والأخرى موالية لما يعرف بقوات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ أغسطس الماضي".
ومطار طرابلس الدولي تعطل بعد تدميره على أيدي مليشيات مسلحة في يوليو الماضي.
وأشار المصدر إلى أن منطقتي تاجوراء وسوق الجمعة الواقع في نطاقهما المطار تشهدان حشودا عسكرية، فيما اغلقت طريق الشط الساحلي المؤدي إلى وسط العاصمة وانتشرت فيه العربات العسكرية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة".
لكن وكالة الأنباء الليبية التي تسيطر عليها مليشيا مسلحة في طرابلس، قالت إن "حارسين من حراس قاعدة امعتيقة قتلا في هجوم مسلح شنته جماعة مسلحة ، قامت بتسليم بعض أفرادها المسئولين عن الهجوم".
ونقلت الوكالة عن أمر كتيبة حماية القاعدة قوله إن "شخصين من أفراد كتيبته قتلا جراء هجوم قام به مسلحون اليوم على البوابة الشرقية للقاعدة، من جهة منطقة ابي الاشهر بتاجوراء".
وقال إن القتلين هما "الشقيقان الهاشمي، ووليد امبارك الهاشمي، وهم من ضمن افراد الحراسات و كانا متواجدان بالبوابة اثناء الهجوم".
وأوضح أنه "بعد تبادل لاطلاق النار بين المهاجمين وافراد الحراسات بالبوابة وبعد وصول دعم من بقية البوابات تمت السيطرة على الموقف"، لافتا إلى أنه "قد تم التواصل مع الجهة التي يتبعها المهاجمين، وقامت بتسليم بعض الاشخاص المسئولين عن الهجوم فيما يتم التفاوض على تسليم البقية".
وفي وقت لاحق، أعلن وكيل وزارة المواصلات المكلف بشئون الطيران والنقل الجوي فيما يعرف بحكومة الانقاذ الوطني الليبي والتي تسيطر على العاصمة طرابلس عودة حركة الملاحة الجوية في المطار بعد استتباب الأوضاع الأمنية في المنطقة المحيطة به.
وقال عبدالحكيم أحمد الشويهدي الوكيل في هذه الحكومة غير المعترف بها من قبل الأسرة الدولية إن حركة الطيران بمطار امعيتيقة الدولي عادت للإستئناف من جديد بعد تعليقها لساعات اليوم نتيجة لوقوع اشتباكات مسلحة في محيط المطار.
وأفادت مصادر ملاحية بالمطار بأن الأوضاع طبيعية وحركة المسافرين تسير بشكل طبيعي، وأن أولى هذه الرحلات الدولية قد انطلقت وعلى متنها عدد من الجرحى، كما أن هناك عددا من الرحلات الدولية والداخلية يتم تجهيزها تحضيرا لإقلاعها.
وكانت منطقة شرق المطار تعرضت منذ الصباح الباكر لإشتباكات مسلحة مما أدى إلى إغلاق المطار وتعليق الرحلات الجوية به حتى يتم توفر الضمانات الأمنية لسلامة الطيران.
وكانت وكالة الانباء الليبية الموالية لهذه الحكومة الموازية نقلت في وقت سابق عن الشويهدي قوله إنه تم تعليق الرحلات الجوية بمطار امعيتيقة الدولي بسبب الاشتباكات المسلحة التي وقعت شرق المطار حتى يتم التأكد من توفر الضمانات الامنية لسلامة الطيران.
ونفى الشويهدي أن يكون الهجوم كان الهدف منه مطار معيتيقة، مشيرا إلى أنه قام بالتواصل مع كافة الاطراف للتأكد من الوضع الأمني.
وأضاف أن اعيان وحكماء تاجوراء عقدوا اجتماعات منذ اندلاع الأزمة لاحتواء الموقف واجراء مفاوضات بين الجميع والعمل على حقن الدماء.
وتأتي الاشتباكات بالتزامن مع ذكرى "مجزرة غرغور" التي وقعت بطرابلس في 15 نوفمبر 2013 وراح ضحيتها نحو 53 شخصا وجرح خلالها أكثر من 450 آخرين.
وجاءت الحادثة بعد مظاهرة أقامها سكان العاصمة لطرد مليشيات مسلحة من مدينة مصراتة (200 كلم شرق) كانت تتواجد في تلك المنطقة التي تحوي بيوت أركان النظام السابق من بينها معمر القذافي وابنائه واتخذت كمنطقة عسكرية.
وجاءت المظاهرة بالتزامن مع قرار أصدره في ذلك الوقت المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) والقاضي بإخراج كافة المظاهر المسلحة من العاصمة، لكن المظاهرة ووجهت بالرصاص فور وصولها لمنطقة غرغور وسط العاصمة ما خلف هذا العدد من القتلى والجرحى وكان مجهولون فتحوا الليلة البارحة النار على تجمع لشباب في منطقة تاجوراء وقتلوا ثلاثة أشخاص تزامنا مع الذكرى السنوية الاولى لهذه الحادثة.
كما أفاد شهود عيان بإطلاق رصاص مجهول المصدر فرق متظاهرين أحيوا الليلة البارحة ذكرى أحداث غرغور، وعبروا خلالها عن تأييدهم للسلطات المعترف بها من الأسرة الدولية.
والسبت، تعهد مجلس النواب المنتخب في 26 يونيو والمعترف به من الأسرة الدولية أصدر بالقصاص ل"شهداء مجزرة غرغور".
وقال في بيان إن "أروح الشهداء ستحرر الوطن من الجماعات المسلحة"، لافتا إلى أن "هؤلاء الشباب الشهداء ما ضحوا بأرواحهم الطاهرة إلا لهدف سام وغاية نبيلة وهي خروج كافة الميليشيات المسلحة من المدن ودعم أجهزة الدولة ومؤسساتها الرسمية".
وجدد المجلس التأكيد على أن النواب على العهد، ولن يتخلوا عن مطالب أهالي الشهداء وسيواصلون الدرب مهما اشتدت الظروف، وأنهم يقفون إلى جانب الشعب وقوات الجيش الليبي لتحرير كافة مدن ليبيا وتحقيق الأهداف السامية والغايات النبيلة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn