تحليل اخباري: الصين والاسيان تستهلان تعاون "العقد الماسي"

مجال واسع للنمو المستقبلي اقترح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ العام الماضي تحسين منطقة للتجارة الحرة بين الصين والآسيان، بما يستلزم تخفيضا أكبر للرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية وإطلاق جولة جديدة من محادثات تجارة الخدمات والانفتاح على الاستثمارات المشتركة. وقد أصبحت اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان، التي بدأت في 2010، الأكبر بين الدول النامية حيث تغطي إجمالي 1.9 مليار نسمة. واجربت اول محادثات حول النسخة المعدلة لاتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان في هانوي بفيتنام في شهر سبتمبر ومن المقرر ان تستضيف الصين الجولة المقبلة في 2015. ويقول قونغ "لاقت مبادرة الصين استحسانا لدى اعضاء الآسيان الذين يقدرون ايضا تصميم الصين واخلاصها في دفع العلاقات مع الرابطة قدما". وفي المستقبل، من المحتمل ان تلعب الاستثمارات الثنائية الاتجاه ومشروعات البنية الاساسية الكبرى والتجارة الالكترونية والصفقات بالعملة الصينية عبر الحدود، دورا اكبر في العلاقات الاقتصادية بين الصين والآسيان. ويقول تشن تشو مدير ادارة الشؤون الآسيوية في وزارة التجارة الصينية إن نمط الاعمال الصينية مع الآسيان تغير من تصدير السلع الى اقامة منشآت للتصنيع بالاضافة الى مراكز البحوث والتطوير وشبكات المبيعات. واضاف ان "هذا التحول سيكون له تأثيرات كبيرة على الأعمال لانه يأتي في وقت يتحمس فيه كلا الجانبين لتنويع وضبط الهيكل الصناعي للصادرات". وبلغ حجم الاستثمارات الكلية بين الصين ودول الآسيان 123.1 مليار دولار حتى نهاية سبتمبر من العام الجاري، ويعتزم كلا الجانبين الوصول باستثماراتهما المتبادلة الى 150 مليار دولار خلال الاعوام المقبلة وصولا حتى 2020. وفي اكتوبر، اقامت 21 دولة آسيوية منها 9 في رابطة الآسيان، البنك الآسيوي لاستثمارات البنية الأساسية في بكين بغية تسريع اقامة البنية الاساسية في مجالات الطاقة والكهرباء والنقل والاتصالات بالاضافة الى التنمية الزراعية والحضرية. ويقول شياو وو نان نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة آسيا- الباسيفيك للتبادل والتعاون "ترغب دول الآسيان فى استخدام الاستثمارات الصينية لتطوير بنيتها الأساسية ،الأمر الذى سيقوى بالتأكيد العلاقلت الاقتصادية بين الجانبين". وأعرب عن اعتقاده بأن تطوير منظومة البنية الاساسية مثل السكك الحديدية فائقة السرعة وشبكات الكهرباء والاتصالات سيعزز نقل التكنولوجيا وتصدير البضائع وحركة العمالة الماهرة في المنطقة.

سعى متجدد للتعاون المربح للجانبين تحاول الصين إحياء طريق بحرى قديم لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الآسيان منذ اكتوبر 2013 عندما اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ اقامة طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين خلال زيارته لإندونيسيا. ويقول محللون ان احياء الطريق التجاري التاريخى سيضخ حيوية جديدة وقوية في التعاون بين الصين والآسيان القائم على التنمية والازدهار المشتركين. ويقول الأستاذ مي من جامعة بكين للدراسات الاجنبية "سيكون لمبادرة طريق الحرير البحري أثر ضخم وبعيد المدى على العلاقات بين الصين والآسيان". وان الصين تسعى لضمان حل عبر التفاوض للنزاعات البحرية مع دول الآسيان ذات الصلة عن طريق تحسين تعاونها مع رابطة دول جنوب شرق آسيا. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي ان الصين تؤيد نهج "المسار المزدوج" في حل قضية بحر الصين الجنوبي،الذي يشمل التعامل مع النزاعات ذات الصلة بواسطة الدول المعنية بشكل مباشر من خلال المفاوضات وعلى نحو سلمي، وان تحافظ الصين ودول الآسيان سويا على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي . ويقول شياو من مؤسسة آسيا- الباسيفيك للتبادل والتعاون "ان الخلافات في العلاقات بين الصين والآسيان حتمية، الا ان الجانبين سيشهدان تطوير تعاونهما الاقتصادي على نحو اعمق واكثر براجماتية". كانت الصين وفيتنام اتفقتا فى الشهر الماضي على التعامل بشكل ملائم على النزاعات والسيطرة عليها بعد ان عطلت سفن فيتنامية بشكل غير قانوني اعمال تنقيب تقوم بها شركة صينية بالقرب من جزر شيشا الواقعة ببحر الصين الجنوبي في مايو. ويقول الاستاذ كاوكامول من جامعة نانيانغ للتكنولوجيا ان "قضية بحر الصين الجنوبي صعبة لكننى أعتقد انها لن تمتد لتعوق التدفقات التجارية مع الدول والمناطق الاخرى". وتتجه الصين ودول الآسيان، الذين يتشاركون مصيرا مشتركا ومصالح مشتركة، نحو تعزيز شراكة التعاون الاستراتيجية بينهما في العقد الجديد.