تعليق: الثقة المتبادلة والتعاون أمران حيويان للعلاقات بين الدول الكبرى

بكين 11 نوفمبر 2014 / تدعم الثقة والتعاون المتبادلين كافة الجهود لتعزيز العلاقات بين الدول، ناهيك عن الجهود لبناء العلاقات بين القوي الكبرى.

فمع الثقة والتعاون المتبادلين تزدهر العلاقات وبدونهما تذبل العلاقات.

ويعود السبب الأساسي وراء تمتع روسيا والصين بعلاقات سلسة إلي وجود مستوى عال من الثقة المتبادلة بين البلدين تضمن تعاونهما العميق والشامل والعملي.

وبالمثل، يعود التطور السليم للعلاقات الصينية-الأمريكية إلى الثقة والتعاون المتبادلين بينهما.

ونظرا لثقل وزن العلاقات بين الدول الكبرى، أثارت المحادثات الثنائية بين زعما القوى الكبرى بمناسبة اجتماعات آبيك في بكين الاهتمام في جميع أنحاء العالم، وخاصة الاجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي باراك اوباما والاجتماع بين شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

إنها فرصة فريدة وثمينة للقادة لترسيخ التفاهم المتبادل والثقة المتبادلة والتعاون المتكافئ الكسب والإضافة إلى زخم بناء علاقات ثنائية متناغمة.

وقد اجتمع شي مع بوتين ما يصل إلى 9 مرات منذ توليه منصبه العام الماضي، ما يدل على العلاقات المتينة بين بلديهما.

وبالرغم من العديد من العقبات والخلافات، إلا أن العلاقات الصينية-الأمريكية تمكنت من المضي قدما بفضل الجهود المشتركة للدولتين لطمأنة كل منها الأخرى إزاء نواياها وإخلاصها لدفع التعاون الشامل.

وسيستفيد العالم طبعا إذا وصلت قوتان كبيرتان مثل الصين والولايات المتحدة إلى توافق بشأن بناء نمط جديد للعلاقات بين الدول الكبرى على أساس الاحترام والتعاون المتبادلين وعدم المواجهة. وترجمة التوافق إلى واقع يتطلب الحكمة والإخلاص والعديد من الإجراءات الملموسة.

ويجب الإقرار بأن تنمية الثقة المتبادلة وتعميق التعاون العملي كمرتكزين هامين للعلاقات بين كافة الدول وأيضا للسلام والازدهار في العالم.

ولذلك، فمن المستحسن لزعماء العالم أن يغتنموا جميع الفرص، بما في ذلك اجتماع الزعماء الاقتصاديين لأبيك الحالي، لبناء الثقة المتبادلة وتسهيل التعاون المربح للجميع.

ففي عالم تتشابك في المصالح المشتركة على نحو متزايد ويعتمد فيه نجاح طرف على الطرف الأخر، يتعين على جميع الدول ولاسيما الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان السعي لبناء الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون المربح للجميع من أجل تحقيق التنمية المشتركة.