كيري يحث على تعزيز التعاون الأمريكي-الصيني فى مواجهة التحديات العالمية الرئيسية

واشنطن 4 نوفمبر 2014 / حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذى وصف العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بانها "الأكثر ارتباطا منطقيا" فى العالم، اليوم (الثلاثاء) على تعزيز التعاون بين القوتين فى مواجهة التحديات الرئيسية التى يواجهها عالم اليوم.

وقبل زيارته لبكين لحضور اجتماعات التعاون الاقتصادي اسيا- الباسيفيك ومرافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فى زيارته للصين فى الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر، ألقى كيري خطابا حول العلاقات الأمريكية- الصينية فى كلية بول اتش. نيتز للدراسات الدولية المتقدمة فى جامعة جونز هوبكينز.

وقال "ان العلاقات الأمريكية-الصينية هي الأكثر ارتباطا منطقيا فى العالم اليوم، وستفعل الكثير فى تحديد شكل القرن الـ21"، مضيفا "يعني ذلك انه يتعين علينا دفعها فى الطريق الصحيح."

وأكد كيري على ان إدارة أوباما ملتزمة وستظل ملتزمة بدفع ما وصفه "بالعلاقات المبدأية والبناءة مع الصين".

وأوضح انه توجد فرص هائلة لتعزيز التعاون بين الطرفين فى القضايا الرئيسية. "كاثنتين من قوى العالم الرئيسية وكأكبر اقتصادين فى العالم، نتمتع بفرصة كبيرة لوضع منهج بناء فى عدد من القضايا من التغير المناخي إلى التجارة العالمية، وبوضوح، هناك مصالح رئيسية لنا فى القيام بذلك"، وفقا لما قال.

وأضاف "لهذا السبب، يتعين إدارة وتوجيه العلاقات بيننا بشكل دقيق ليس من خلال التقارير الاخبارية المهمة والدلالات الرفيعة ولكن من خلال رؤية استراتيجية طويلة الأجل والعمل الجاد والدبلوماسية الجيدة والعلاقات الحسنة."

وأشار كيري إلى ان العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لم تعد ترتكز على مجموعة ضيقة نسبيا من الأمور الثنائية والاقليمية، ولكنها ترتكز الآن على التعاون فى مواجهة بعض التحديات الأكثر تعقيدا لم يشهدها العالم من قبل.

"ونحن قادرون على القيام بذلك لان الدولتين تتعاونان بشكل وثيق من أجل تجنب المأزق التاريخي للمنافسة الاستراتيجية بين قوة صاعدة وقوة قائمة. وبدلا من ذلك، نركز على الخطوات التى نحتاج اليها لضمان اننا ليس فقط نتعايش ولكن أيضا نتعاون"، وفقا لما قال.

وقال كيري ان السياسة الأمريكية تجاه الصين تقوم على عمودين: الادارة البناءة للخلافات والتنسيق البناء فى التعامل مع القضايا التى تتوافق فيها المصالح المشتركة للطرفين.

وأشاد بالتعاون المثمر بين الطرفين فى مواجهة التحديات الرئيسية فى العالم، من بينها التغير المناخي والتنمية الاقتصادية وحظر الانتشار النووي ومكافحة الارهاب وإعادة إعمار افغانستان واحتواء تفشي وباء الايبولا.

كما أكد بشكل خاص على ضرورة وأهمية التعاون الأمريكي مع الصين فى التعامل مع التغير المناخي، الذى وصفه بانه "ليس فقط تهديدا بيئيا ولكنه أيضا اقتصاديا وأمنيا وصحيا."

توجد آلية مناقشات مستمرة بين الولايات المتحدة والصين بهدف ضمان ان المجتمع الدولي يمكنه فعل كل شيء ممكن للوصول إلى "اتفاقية مناخ ناجحة وطموحة" فى مؤتمر التغير المناخي الأممي العام القادم فى باريس.

وقال انه بالرغم من التقدم الذى تم تحقيقه والتعاون الوثيق فى العديد من القضايا، الا ان العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لا تخلو من النزاعات، مستشهدا بالخلافات حول قضايا تتضمن النزاعات الاقليمية فى اسيا والأمن الالكتروني وحقوق الانسان.

وأكد "ستستمر الخلافات بدون شك فى اختبار العلاقات ... ولكن يتعين، بل ويجب فى الحقيقة، الا يمنعنا ذلك من التعاون بشكل فعال فى المجالات الأخرى."

كما حث على بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون المتبادل فى التعامل مع التحديات العالمية. "الحقيقة هي انه من بين التهديدات والأزمات الرئيسية التى تواجه العالم اليوم، لا يوجد منها ما لا يمكن التعامل معها بشكل أكثر فاعلية من خلال توسيع أنشطة التعاون الأمريكي- الصيني"، وفقا لما قال.

وقال فى نهاية الخطاب "أعرب عن أملي فى ان تفعل الولايات المتحدة والصين -- وهما دولتان تتمتعان بقوة كبيرة وموارد وفيرة وشعبين استثنائيين -- أشياء هامة الآن وان تستطيعان فعلها معا."