تيم كوك: أبل تريد أن تدخل كل منتجاتها السوق الصينية

أعرب تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل عن أمله في تكييف جميع تطورات الشركة للتماشي مع السوق الصينية التي وصفها بـ "السوق الرئيسية" لعملاق التكنولوجيا.

وجاءت تصريحات كوك خلال مقابلة خاصة مع وكالة أنباء شينخوا قبل أن ينهي زيارته للصين والتي تستغرق أربعة أيام .

وتزامنت زيارته مع انعقاد الاجتماع الكامل الرابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، واجتمع ما كاي، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، وهو عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، مع الرئيس التنفيذي للشركة الأكثر قيمة في العالم يوم 22 أكتوبر، حيث ناقشا مجموعة من المواضيع بما في ذلك الخصوصية والأمن ، واصفا كوك بأنه "منفتح جدا ورائع ومثير للإعجاب " ولكن دون أن يكشف عن تفاصيل أخرى.

وفي اليوم نفسه، قام كوك بزيارة"خاطفة" إلى مصنع فوكسكون في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان بوسط الصين، حيث وصفت بعض مواقع وسائل الإعلام زيارته بالتشجيعية لأكبر وكيل لآبل لإنتاج المزيد من هواتف آيفون 6 في السوق الصينية الضخمة .

وكشفت شركة أبل عن أحدث هواتفها من آيفون يوم 9 سبتمبر، وتجاوزت الطلبات للـ24 ساعة الأولى أربعة ملايين ، ما فاق توقعات الشركة بنسبة كبيرة. ومع ذلك فإن الصين شهدت تأجيلا لإطلاق مبيعات الهواتف الجديدة بانتظار أن تصدر وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات رخصة الدخول إلى شبكة الاتصالات لهواتف آيفون الجديدة حتى يوم 30 سبتمبر، بينما شهدت تشاينا يونيكوم، واحدة من ثلاث شركات رائدة للاتصالات في البلاد ، طلبات تتجاوز 600 ألف طلب في ساعتين بعد انطلاق خدمة الحجز على الانترنت ، وتم إطلاق مبيعات هواتف آيفون 6 وآيفون 6 بلاس يوم 17 أكتوبر في البر الرئيسي الصيني.

ولم يكشف كوك عن آخر حصيلة لمبيعات الهواتف الجديدة، مكتفيا بالقول إنه " سعيد حقا بالوضع الحالي".

وانخفضت أرباح شركة أبل في السوق الصينية الكبرى في الربع الثالث من العام الحالي، لأسباب تتمثل بتأخر إطلاق آيفون 6 في الصين وعدم كفاية المخزون، ويتوقع المحللون انتعاشا مثيرا للسوق في الربع الرابع، مدفوعا بطلب الناس على " أكبر الهواتف الذكية الحديثة" كما وصفها كوك.

ولم يقتصر طموح كوك على آيفون والذي قال إنه قام بتسويق أبل باي وأبل ووتش ( ساعة أبل) لمدة طويلة قبل أن تصلا إلى السوق الصينية.

وقال" نريد جلب أبل باي إلى الصين"، " إنا واثق من وجود عدد كاف من الناس الذين يرغبون في استخدامه، وسيكون ناجحا".

وذكر أنه يريد أن يفهم الخطوات اللازمة لجلب أبل باي إلى الصين قبل أن يدعو الشبكات المحلية والبنوك والتجار إلى العمل المشترك لتحقيق ذلك. وكانت حصة السوق لأبل في الصين 16 بالمئة، مقابل 23 بالمئة لسامسونج و21 بالمئة لشياومي العلامة التجارية المحلية الصينية، بحسب مسح أخير. وقد يصبح الزبائن من الطبقة الوسطى المتنامية والذين يعدون فئة رئيسية تستخدم هواتف آيفون مستخدمين محتملين لأبل باي وأبل ووتش.

وقال كوك "الصين تعد بحق سوقا رئيسيا بالنسبة لنا، كل ما نقوم به، نخطط لجلبه إلى هنا، ومنتج أبل باي على رأس القائمة".

واعتقد كوك أن آفاق أبل ووتش "هائلة" لأنها غنية جدا بالإمكانيات ، حتى أن الذين وضعوا مفاهيمها في شركة أبل لثلاث سنوات لم يفكروا في كل الاحتمالات .

وأضاف" سنسأل أنفسنا كيف كنا نعيش من دونها، هذا هو الاختبار الحقيقي لمنتج عظيم، تسأل نفسك كيف كنت تعيش من دونه وأعتقد أن ذلك هو ما سيحدث لأبل ووتش".

وقال إنه لم ينزعج من الشائعات بأن مايكروسوفت تستعد لإطلاق ساعة ذكية في غضون بضعة أسابيع، معربا عن ترحيبه بالمنافسة، وأكد ثقته بأن أبل ووتش ستصبح أفضل المنتجات التي سيشتريها الزبائن.

كما شجع وول مارت وتحالفها التي يقال إنها تطور حاليا " كورنت سي "، منصة للدفع عبر الهواتف الخلوية، على استخدام أبل باي أيضا، للسماح للزبائن أن يقرروا ماذا يريدون فعله .

وعند حديثه حول الخطط المستقبلية لاستكشاف السوق الصينية، قال كوك إن أبل توقعت زيادة عدد متاجرها إلى 40 بدلا من 15 في الوقت الراهن، وذلك خلال عامين.

وقال إن المسؤوليات الاجتماعية لأبل في السوق هي أيضا موضوع كبير بالنسبة له ، فهو مروج نشيط لبرنامج "سييد"، والتقى بمجموعة من موظفي فوكسكون يوم 22 لمعرفة كيفية استفادتهم من برنامج تعليم موظفي الموردين والتنمية الذي تم إطلاقه من قبل أبل في عام 2007 ولديه 18 موقعا في جميع أنحاء العالم للمشاركة فيه أكثر من 280 ألف موظف لأخذ دورات مجانية في المحاسبة واللغة الانجليزية وتصميم مواقع الانترنت وتنسيق الزهور.

وفي هذا السياق التقي كوك مع تشانغ فان وهي امرأة تعمل في فوكسكون، اتبعت دورات مجانية في اللغة الانجليزية ومراقبة الجودة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، واستطاعت التكلم مع كوك عن وظيفتها في مراقبة الجودة دون مساعدة المترجم، وقال كوك إنه تأثر في اعتزازها بنفسها واعتنائها بالعمل.

وقالت تشانغ في مقابلة عبر الهاتف" جئت هنا لكسب العيش، ولكن في النهاية رفعت من مستوى مهاراتي الشخصية، إن ذلك جيد".