بكين 22 أكتوبر 2014 / ستنتهي الأيام العشرة للتسجيل لاختبار الوظائف الحكومية في الصين هذا العام يوم الجمعة في الأسبوع الحالي, لشغل ما لا يقل عن 22200 وظيفة حكومية, وهو رقم قياسى جديد.
تقدم حوالى 340 ألف شخص بطلب الاختبار حتى صباح يوم الثلاثاء, بما يقل بحوالى 100 ألف مقارنة بنفس الوقت فى العام الماضى , وفقا لشركة إعداد الاختبارات , تشونغقونغ التعليمية.
أصبح الحصول على وظيفة حكومية حلما يمكن تحقيقه للمواطن الصينى العادى منذ عام 1994, عندما طبقت البلاد نظام الاختبار الوطنى للوظيفة الحكومية.
وقد تقدم ملايين المرشحين بطلبات لدخول الامتحان الصعب من أجل الانضمام لفريق يضم أكثر من سبعة ملايين موظف حكومى فى البلاد. وتعتبر هذه الوظيفة فرصة من أجل حياة مستقرة ومعاش جيد وراتب كبير والترقى.
وبعد التخرج فى جامعة معروفة فى بكين فى 2010, اجتازت لى جيا اختبار الوظيفة الحكومية وأصبحت موظفة فى احد المكاتب المجتمعية فى وانبينغتشنغ فى حى فنغتاى بالمدينة.
وبينما قد يحسدها الكثير من الشباب الصينيين على وظيفتها , فإن الشابة البالغة من العمر 26 عاما تعانى صباح وظهر كل يوم لتستقل قطارا مزدحما لتذهب إلى عمل لا تحبه.
وقالت " لم افكر كثيرا حين تسلمت خطاب قبولى فى الوظيفة. وبالنسبة للخريجين الجدد , فإن الوظيفة الحكومية أمر محبب".و"إن ما جذبنى الى الوظيفة الحكومية هو "بكين هوكو" أو نظام الإقامة الدائمة ونظام الرعاية الاجتماعية الجيد".
ولكن الوظيفة الحكومية على المستوى القاعدى يختلف تماما عن التوقعات.
كما ان مهام لى الروتينية التى تشمل جمع الوثائق وكتابة التقارير وحضور الاجتماعات والرد على اتصالات هاتفية ليس له علاقة بتخصصها وهو اللغة الإنجليزية.
ومثل الكثيرين , فإنها تعتبر الوظيفة الحكومية عملا من التاسعة الى الخامسة مع قليل من الضغوط. ويبحث كثيرون مثل لى عن عمل " سهل " يتمتع برعاية اجتماعية جيدة ووضع اجتماعى مرموق لعقود.
وذكر الاعلام المحلى فى 2012 ان 2 فى المائة فقط من خريجى الجامعات فى سنغافورة يرغبون فى التقدم بطلبات للحصول على وظائف حكومية. وتبلغ النسبة 3 فى المائة فى الولايات المتحدة و5.3 فى المائة فى فرنسا. وفى المملكة المتحدة , تعتبر الوظيفة الحكومية واحدة من الوظائف العشرين الأقل تفضيلا بين طلبة الجامعة. غير انه فى الصين يريد 76.4 فى المائة من الخريجين الوظيفة.
وتشير الإحصاءات الرسمية الى ان 57 مرشحا فى المتوسط تنافسوا على وظيفة حكومية واحدة فى العام الماضى. وفى عام 2003, تنافس 16 شخصا فقط على الوظيفة.
ويقول تشانغ يان الباحث بالاكاديمية الصينية للعلوم ان المواطنين يضعون الموظف الحكومى فى قالب محدد.
وأضاف ان " معظم المرشحين حريصون على الوظيفة من اجل الرعاية الاجتماعية الجيدة و" السلطة" التى قد تحققها له الوظيفة".
منذ أن تولى شى جين بينغ قيادة الحزب الشيوعى الصينى فى نوفمبر 2012, وضع الحزب سلسلة من اللوائح المفصلة لاقتلاع اساليب العمل التى تتسم بالبيروقراطية والبذخ بين الموظفين الحكوميين, مثل مطالبة الموظفين بالسفر مع عدد أقل من المرافقين وتنظيم حفلات استقبال بسيطة والاقتصاد فى النفقات.
وعندما تسلمت لى جيا وظيفتها لم يتجاوز راتبها الشهرى ال 1700 يوان ( حوالى 274 دولار امريكى). وقد تأثرت بالحملة الحالية فى الصين على الدخول الاضافية للمسئولين والمآدب والبذخ.
وقالت لى ان " نظام الرعاية الاجتماعية ليس جيدا مثلما كان فى السابق وأصبح راتبى السنوى منخفضا", واضافت انه يتعين عليها السكن مع اثنين آخرين فى غرفة صغيرة لتوفير النقود.
وقال وو ون بين , الخبير من شركة إعداد الاختبارات , تشونغقونغ التعليمية ان " تسجيل عدد اقل من المتقدمين هذا العام يعنى ان عددا أكبر من الاشخاص بدأ ينظر لهذا الاختبار بعقلانية, ما يعطى فرصة أكبر للمتقدمين الذين يريدون حقا العمل من أجل البلاد والمواطنين".
وقامت ونغ سى مين الطالبة بجامعة سون يات-سن فى قوانغتشو بالتسجيل للاختبار بعد تفكير عميق.
وقالت " وجدت انه من الصعب ان ابحث عن عمل فى شركات كبيرة فى تخصص ادارة السجلات, حيث ان الادارات الحكومية لديها حاجة أكبر لهذا التخصص, ويمكننى تطبيق ما تعلمته فى هذه الوظيفة".
وقال تشانغ يان انه حان الوقت للتخلى عن التفكير بأن الوظيفة الحكومية أمر سهل, مضيفا ان أهم سمة للوظيفة هى الاستعداد لخدمة المواطنين.
ويعتقد تشانغ ان " حمى " الوظيفة الحكومية ستهدأ وان " سلطانية الارز الحديدية" ستنكسر بإصلاح النظام الادارى. " وفى الحقيقة لقد بدأ التغيير بالفعل".
ومن اجل تطوير نفسها والسعى من أجل فرص جديدة, التحقت لى جيا بالدراسات العليا بجامعة تسينغهوا، أحس الجامعات الصينية، أثناء العمل.
وأضافت لى ان " اختبار الوظيفة الحكومية هو مجرد خطوة اولى لدخول النظام . وعلى المدى الطويل ينبغى ان نكون على استعداد كامل لتحمل الكثير من المسئوليات كموظفين حكوميين".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn