في الوقت الذي يركز العالم فيه انتباهه الى الضربات الجوية التي تشنها امريكا وحلفائها ضد الدولة الاسلامية " داعش" ، تشهد الحكومة السورية تغيرات هائلة. حيث اعلن عن أن العميد حافظ مخلوف ، وزير الاستخبارات السورية والمسؤول الأمني عن العاصمة السورية الذي عُزل من منصبه مؤخرا، غادر سوريا إلى بيلاروسيا. وقد اثارت مغادرة حافظ مخلوف سوريا تكهنات واسعة حول المستقبل السياسي في سوريا،حيث يعرف عن الأخير أنه كان صاحب الكلمة المسموعة في المخابرات العسكرية ومكتب الأمن الوطني السوري، كما كان المسؤول الأول عن الشؤون الأمنية في دمشق .
إن اصرار وزير الاستخبارات السوري السابق سليمان على التمسك بالليبرالية السياسية، واستيعاب المعارضة في بداية حكم الاسد، خلق جو سياسي مناسب لان يطلق الغرب على دمشق اسم " ربيع دمشق". لكن سرعان ما تغير كل شيء واضطر الرئيس الاسد التخلي عن سليمان وإرساله لتولي منصب سفير سوريا لدى الاردن ، بعد الضغوطات التي كان يمارسها الرئيس الاسبق لهيئة الاركان في الجيش السوري العماد حكمت الشهابي احد المقربين للاسد الأب ، ونائب الرئيس السوري السابق خدام على الاسد للتخلي، مطالبين مواصلة تنفيذ الفكر السياسي الاكثر تحفظا.
بعد تولي سليمان منصب سفير سوريا في الاردن عين حافظ مخلوف في منصب وزير الاستخبارات السورية والمسؤول الأمني عن العاصمة السورية. وقد شدد هذا الاخير الخناق على المعارضة السورية. وبالطبع، اخذ حافظ في ذلك اعتبارات لمصالحه وخاصة مصالح اخيه رامي مخلوف.
بعد تولي بشار الاسد الحكم عام 2000، اصبحت الامبراطورية التجارية لرامي مخلوف اكثر توسعا ونفوذا مما كانت عليه سابقا. ويعتبر رامي واحداً من أكثر الرجال نفوذا في المنطقة،وهو يعتبر أكبر شخصية اقتصادية في سوريا، لدى رامي مخلوف العديد من المصالح التجارية والتي تشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية والنفط والغاز ،والتشييد، والخدمات المصرفية ،وشركات الطيران والتجزئة. كما ان الشركات الاجنبية من الصعب ان تعمل في سوريا دون موافقة السيد رامي مخلوف.
لكن بعد عام 2011، دخلت الامبراطورية التجارية لرامي مخلوف في ورطة، بعد فرض امريكا والغرب عقوبات اقتصادية على الحكومة السورية وتجميد اصول رامي مخلوف في الخارج، كما اصبحت التجارة المحلية اكثر صعوبة بسبب آثار الحرب. مما ادى الى تخلي رامي مخلوف عن اعماله والتركيز على الشؤون المحلية.
لقد شهدت العلاقات بين حافظ وبشار الاسد تطورًا ملحوظًا، بسبب تأثيرات الاخ الاكبر. وقام حافظ بتوسيع وكالة الاستخبارات، ومسؤول عن الامن في دمشق بسبب اندلاع الحرب الاهلية في سوريا، ودخول سوريا في حرب ضيقة عام 2011.
وباعتبار دمشق أكبر مدينة في سوريا، ويقطنها تقريبا ثلث سكان سوريا وأكثر من نصف علمائها، وسياسييها وطلابها، ومهمة الاستخبارات وحمايتها معقدة جدا ايضا.وفي ظل الدعم القوي لبشار الاسد، وسع حافظ قوة الاستخبارات، وقام بشراء معدات متقدمة لجمع المعلومات الاستخباراتية على نطاق واسع،وتحسين كبير في كفاءة عمل وكالة الاستخبارات. وعلى الرغم من أن المعارضة السورية تلوح في الافق منذ عام 2012، إلا أن دمشق المدينة التي لا تزال هادئة نسبيا.
ومع ذلك، فشل نظام استخبارات حافظ أحيانا، وشهد مقر مكتب الامن القومي في دمشق هجوما شهر يوليو عام 2012، مما انجم عنه خسائر فادحة في الحكومة السورية. ولكن بعد فترة من ظهور الازمة، قامت القوات السورية بهجوم مضاد، ورفع حالة الاستنفار الامني في دمشق، وقيادة حافظ للمخابرات، ضمن أمن حكومة بشار الاسد والعاصمة دمشق.
استغرب الكثيرون من الداخل والخارج لتخلي حافظ عن منصب قيادة وكالة الاستخبارات فجأة. ولكن من ناحية أكبر، بعد 10 سنوات من الحكم، يتعرض بشار الاسد الى ضغوطات هائلة من قبل مسؤولون من الاسرة الحاكمة وغيرهم من قادة الحكومة في سوريا ، كما أن اندلاع الحرب الاهلية عام 2011 ارتباطا وثيقا مع هذا الوضع. ويمكن القول أن استمرار الحرب الاهلية في سوريا لسنوات زادت من قوة وجرأة بشار الاسد في الدفع بالإصلاح الحقيقي. وربما يكون ابعاد حافظ عن السلطة بداية لنشاط حكومة بشار الاسد.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn