تحقيق إخباري: أهالي محافظة السويداء يستقبلون قائد الطائرة التي أسقطتها إسرائيل بـ"الورود والزغاريد"

السويداء، سوريا 16 أكتوبر 2014 / إنها "دموع الفرح بعودتي إلى أهلي ورفاقي مرة أخرى"، بهذه العبارات الممزوجة بالفرح والأمل، بدأ الضابط السوري حسان الهادي قائد الطائرة السورية المقاتلة التي أعلنت اسرائيل أنها أسقطتها فوق محافظة القنيطرة (جنوب غرب سوريا) في أغسطس الماضي، لقائه مع أهله ورفاقه الذين انتظروه عند مدخل مدينة السويداء (جنوب سوريا) يوم الخميس وهم ينثرون الورود والأرز على السيارة التي كانت تقله.

وما أن وطأت قدما الضابط السوري أرض محافظة السويداء حتى التف الآلاف من المواطنين السوريين حوله لتقديم التهاني بعودته سالما بعد خروجه من المستشفى العسكري الذي كان يرقد فيه لتلقي العلاج بعد قفزه بالمظلة لحظة تعرض طائرته لإصابة بصاروخ إسرائيلي، وعلت الزغاريد والاهازيج من قبل النساء اللواتي حضرن لاستقباله عند مدخل مدينة السويداء، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق.

وطاف الموكب مخترقا قلب مدينة السويداء وسط ترحيب شعبي ورسمي بعودة الطيار إلى ربوع مدينته ليكمل بعدها الطريق متجها إلى قريته ومسقط رأسه في أم الرمان التي تبعد حوالي 40 كيلومترا جنوب السويداء لاستكمال طقوس الاستقبال عند والديه اللذين انتظراه بفارغ الصبر ليكون حاضرا بينهم بعد غياب دام أكثر من عشرين يوميا تقريبا في المستشفى.

وكان مصدر عسكري سوري قد أعلن يوم 24 أغسطس الماضي أن الجيش الإسرائيلي أسقط مقاتلة سورية أثناء قيامها بغارات على مواقع المجموعات الإرهابية المسلحة.

ومن جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أنه أسقط بصاروخ باترويت طائرة حربية سورية قرب جباثا الخشب في الجولان المحتل بعد اختراقها منطقة الحظر في محافظة القنيطرة.

وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن دفاعاته اعترضت طائرة سورية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه إسرائيل، وأنه يبحث ظروف هذه الواقعة.

وذكر الطيار حسان الهادي في تصريح لـ ((شينخوا)) "إنني عاجز عن وصف مشاعري أمام هذا الحب الكبير الذي غمرني به أهلي ورفاق السلاح "، مشيرا إلى أنه تمكن من تنفيذ المهمة التي كلف بها وحقق إصابات محكمة في صفوف المسلحين الذين تدعمهم إسرائيل.

وأضاف العقيد الهادي وهو يرتدي البزة العسكرية وسط حشود المهنئين "لقد تعرضت الطائرة التي كنت أقودها لصاروخ من دفاعات الجو الإسرائيلي بعد أن نفذت المهمة بنجاح"، مؤكدا أن الطيارة اشتعلت من الأمام والخلف وتمكن من السقوط داخل الأراضي السورية بعد أن قفز بالمظلة هو وزميله الطيار الذي نال شرف الشهادة بعد ساعات من تعرض الطائرة للاستهداف من قبل العدو الإسرائيلي" .

ومن جهته، لم يجد الشيخ أبو حسان والد الطيار حسان (75 عاما) غير الدموع وسيلة للتعبير عن فرحته بعودة إبنه إلى الحياة من جديد وإلى أحضان والديه.

وقال الشيخ أبو حسان لـ ((شينخوا)) " إن العقيد الطيار حسان هو الشهيد الحي الذي ساهم خلال فترة خدمته بالجيش في حماية سماء سوريا من الأعداء ، ونفذ مهمة قتالية ضد مجموعات إرهابية تدعمها إسرائيل"، مؤكدا أن هذا الاستقبال الشعبي والرسمي هو دليل على محبة الناس للمؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها حسان.

اللافت في الأمر وجود عناصر للجيش السوري وبعض عناصر الدفاع الوطني، كانت تطلق رشقات متقطعة أثناء وصول الطيار السوري حسان الهادي.

وأكد شبلي جنود أمين فرع حزب البعث (الحاكم) في السويداء في كلمة له أثناء استقباله للطيار الهادي إن "عودته سالما إلى أهله بعد الاستهداف الذي تعرضت له طائرته من قبل العدو الإسرائيلي هو إنجاز كبير لأن البلاد بحاجة إلى الضباط الذين يتمتعون بالخبرة والكفاءة في التعامل مع السلاح للقضاء على المجموعات المسلحة التي تريد تدمير سوريا وإدخالها في أتون الفوضى والتخلف".

ومن جهته قال ضابط سوري آخر رفض الكشف عن اسمه، وهو زميل السلاح للطيار حسان لـ((شينخوا)) إن "ما قام به العقيد الطيار حسان الهادي عمل نفتخر به، ونتمنى أن نكون مكانه في تلك المهمة التي استهدفت دفاعات العدو الاسرائيلي" .

وأضاف "رغم إصابتي اثناء اختطافي من قبل المسلحين في منطقة الرحيبة لمدة سبعة أشهر، جئت كي أشارك أهالي السويداء وأهل وأقارب زميلي حسان فرحة العودة بالسلامة" .

وبدوره اعتبر الباحث الإستراتيجي السوري حسن حسن أن هذا الاحتفال بعودة نسر من نسور سلاح الجو في الجيش السوري هو صفحة من صفحات النضال السوري .

وتابع الباحث الإستراتيجي يقول في تصريح لـ((شينخوا)) أن "كل الحاضرين جاءوا لكي يجذروا في نفوس الجميع كبارا وصغارا أهمية الدفاع عن الوطن عندما نرى مثل هذا الجمع المهيب لتهنئة بطل من أبطال الجيش السوري بالعودة سالما بعد تنفيذ مهمته، فهذا يدل على احتضان الشعب لقواتنا المسلحة".

تجدر الإشارة إلى أن الجيش السوري شن غارات جوية عنيفة على مواقع قريبة من خط وقف إطلاق النار في الجولان عقب سيطرة كتائب المعارضة المسلحة على معظم محافظة القنيطرة، كما سحبت الأمم المتحدة قواتها العاملة على الجانب السوري بعد احتجاز جبهة النصرة العشرات من الجنود الأمميين من فيجي قبل إطلاق سراحهم لاحقا.