جولة رئيس مجلس الدولة الصيني لأوروبا ستحقق تعاونا مثمرا

بكين 8 أكتوبر 2014 / سيزور رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ألمانيا وروسيا وإيطاليا ومقر منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري.

وسيحضر لي قمة الاجتماع الآسيوي-الأوروبي العاشر في ميلانو يومي 16 و17 أكتوبر تلبية لدعوة رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو.

وقال خبراء إن الجولة التي تتميز بالتعاون العملي ستعمق بشكل شامل العلاقات الصينية مع تلك الدول وتدفع التعاون الآسيوي-الأوروبي وتعرض صورة الصين على أنها دولة مسؤولة.

مستوى اعلى من التعاون الصيني-الألماني

وقال تسوي هونغ جيان الباحث في معهد الدراسات الدولية بالصين إن "العلاقات الصينية - الألمانية قد تطورت".

وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل خلال زيارتها إلى الصين في يوليو إن ألمانيا باعتبارها أكبر شريك أوروبي للصين في التجارة والاستثمار والتعاون التقني مستعدة لإقامة وتطوير شراكة في مجال الابتكار مع الصين.

وسيوافق العام المقبل عام التعاون الابتكاري بين الصين وألمانيا والذي ستشارك فيه الصين كدولة شريك في معرض سيبت 2015 الذي سيقام في مدينة هانوفر الألمانية وهو احد أكبر المعارض المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات بالعالم.

وقال شيونغ وي الباحث في جامعة الشؤون الخارجية بالصين إنه من المتوقع أن تصبح صناعة المعلومات والتنظيم المالي والطيران آفاقا جديدة للتعاون بين الصين وألمانيا.

وسيزور لي ألمانيا للمرة الثانية منذ توليه منصبه في مارس 2013، وفي برلين سيشارك لي في رئاسة المشاورات الحكومية بين الصين وألمانيا مع ميركل.

ومن المتوقع أن يقضي رئيسا الحكومتين من سبع إلى ثماني ساعات خلال زيارة لي، بحسب السفير الصيني لدى ألمانيا شي مينغ ده.

وقال شي إن قرابة 30 وزيرا من البلدين من المتوقع أن يحضروا المشاورات والتي سيتم خلالها وضع خريطة جديدة للتعاون بين الصين وألمانيا.

وأضاف أن الجانبين سيضعان توجيهات تحدد اتجاهات ومجالات وإجراءات التعاون متوسط وطويل المدى.

واشار إلى أن التوجيهات ستغطي معظم المجالات ومنها الاقتصاد والتكنولوجيا وحماية البيئة.

واضاف السفير أن المجالات الرئيسية للتعاون الابتكاري بين الصين وألمانيا ستتضمن "صناعة 4.0" وهو مشروع استراتيجي للتكنولوجيا الفائقة تقوم به الحكومة الألمانية، والتحديث والصناعة والمعلومات والميكنة الزراعية وهو يمثل اولوية للمستقبل الصيني.

ومن المقرر أيضا أن يحضر لي قمة هامبورج اكبر اجتماع تجاري بين الصين وأوروبا يجري كل عام في المدينة الألمانية.

ووفقا لشي فإنه من المتوقع أن يلتقى رئيس مجلس الدولة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ويلقي كلمة افتتاحية حول الاقتصاد الصيني وعلاقاتها مع ألمانيا وأوروبا بأسرها.

وأضاف "ستعزز الكلمة فهم ألمانيا وأوروبا وثقتهما حول إصلاح الصين وتنميتها وتدفع تنسيقنا الثنائي."

اتفاقيات جديدة حول التعاون الصيني-الروسي

وسيحضر لي خلال زيارته لروسيا اجتماعا دوريا بين رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء الروسي مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف.

ويقول خبراء إن الدولتين باعتبارهما جارتين لديهما آفاق تعاون اقتصادي متبادل متكاملة وواسعة سيسلطان الضوء على التعاون في الطاقة والملاحة عبر الاقمار الصناعية والبنية الاساسية وتطوير الطائرات الكبيرة.

وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ قو بينغ اليوم (الاربعاء) إن التعاون بين الصين وروسيا له اهمية استراتيجية ولن يتأثر بالوضع الدولي المضطرب ولا بالعوامل الخارجية أيضا.

وقال تشنغ إن الصين تعد أكبر شريك تجاري لروسيا حيث وصلت التجارة الثنائية إلى 89.2 مليار دولار امريكي العام الماضي ويخطط البلدان لرفع الحجم التجاري إلى 100 مليار دولار بحلول 2015 و200 مليار دولار بحلول 2020.

وأضاف تشنغ أن توسيع التعاون وتعميقه تطلعات مشتركة لشعبي البلدين.

فرص جديدة للتنسيق مع أوروبا والعالم

تأتي زيارة لي إلى ايطاليا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بعد زيارة رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي إلى الصين في يونيو.

وقال وانغ يي وي الباحث في جامعة رينمين الصينية إن الصين توفر سوقا مثالية لقطاع التصنيع الايطالي في حين أن طلبها على الاستثمارات يوفر فرصا للصين.

وتعد تلك هي الزيارة الثانية للي إلى جنوب أوروبا في 2014 بعد جولته إلى اليونان في يونيو.

واضاف وانغ "تستكشف الصين إمكانيات هائلة للتعاون مع جنوب أوروبا من خلال تعزيز الاستثمار والروابط التجارية."

وفي جانب آخر من جولة لي الأوروبية ستشهد قمة الاجتماع الاسيوي- الأوروبي في ميلانو مزيدا من الجهود من قبل الصين لدفع التعاون المعمق والثقة المتبادلة بين آسيا وأوروبا.

وتعد تلك القمة التي بدأت في 1996 ملتقى هاما للحوار بين آسيا وأوروبا.

وقال لي خلال زيارة رينزي للصين إنه توقع نتائج إيجابية من اجتماع القمة هذا العام في التخطيط والتعاون بين آسيا وأوروبا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية وفي تعزيز التواصل وبناء سوق آسيوية-أوروبية.

وسيدفع الاجتماع خطط الحزام الاقتصادي لطريق الحرير والطريق البحري الذي بادرت به الصين واشاد به رينزي باعتباره فرصة جيدة لتعزيز الروابط الثقافية والسياسية بين الشرق والغرب.

وقال تسوي من معهد الدراسات الدولية بالصين "يقدم قادة الصين دوما دعما كبيرا للقمة. وسيلقي رئيس مجلس الدولة لي كلمة هامة في الاجتماع وهو ما سيربط "مبادرة طريق واحد وحزام واحد" الصينية بالتنمية المستقبلية للقمة.

وسيزور لي أيضا مقر منظمة الاغذية والزراعة في 15 اكتوبر، وهي الاولى التي يقوم بها مسؤول صيني كبير للوكالة الأممية. وخلال زيارته سيلقي كلمة حول التنمية الزراعية والامن الغذائي في الصين.

وتلقى الانجازات الصينية في الامن الغذائي والقضاء على الفقر اشادة واسعة.