حزب تونسي يُعلن مجددا مقاطعته للانتخابات التشريعية ويدعو إلى "التصويت الأبيض"

تونس 6 أكتوبر 2014 / أعلن لطفي المرايحي الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري التونسي مجددا اليوم (الاثنين) مقاطعته للانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في 26 أكتوبر الجاري مع بدء الحملات الانتخابية, داعيا التونسيين إلى "التصويت الأبيض" للتعبير عن رفضهم لها.

وقال المرايحي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المشاركة في هذه الانتخابات تعني "حمل وزر المصادقة على مؤامرة تسعى لتدجين الإرادة الشعبية وتوجيهها".

واعتبر أن العملية الانتخابية المرتقبة "أفرغت من مقاصدها, كما أن الأطراف المترشحة يعوزها الطرح القادر على إنقاذ البلاد من المآزق التي تردت فيها والأخطار المحدقة بها", واصفا إياها بـ"المسرحية محسومة النتائج".

وانطلقت الحملات الانتخابية للاستحقاق التشريعي السبت في أجواء وُصفت بأنها "فاترة وباهتة" بسبب توقيتها الذي تزامن مع اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك الذي يحظى برمزية كبيرة لدى المواطن التونسي.

وستتواصل الحملات الانتخابية على مدى ثلاثة أسابيع, على أن تتوقف يوم 24 من الشهر الجاري, يليه الصمت الانتخابي, وفق القانون المنظم لهذه الانتخابات الثانية منذ سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير من عام 2011.

وبحسب لطفي المرايحي الذي أسس حزبه الاتحاد الجمهوري في العام 2011, فإن مقومات هذه الانتخابات التي ستتنافس الأحزاب على 217 مقعدا في البرلمان التونسي الجديد, منها 15 مقعدا للتونسيين في الخارج, "أصبحت مفقودة".

وأرجع المرايحي ذلك إلى ما وصفه بـ"الانفلات السياسي المنافي لقواعد الديمقراطية ذاتها".

وأوضح أن تعدد القائمات الانتخابية "ارتبط بتعدد المطامح وضاعف من حيرة الناخب, ورغم ضبابية المشهد السياسي إلا أن التركيز الإعلامي الذي سلط على حركتي النهضة ونداء تونس دون سواها عمل على حصر الخيار الانتخابي في إحداهما".

وتابع المرايحي قائلا "ولما كان القاصي والداني يعي أن النهضة جربت فأثبتت عجزا مطلقا في إدارة الدولة... وأن نداء تونس ليس سوى قاطرة تجر خلفها حافل التجمع الحزب الحاكم في عهد بن علي... فإن الخيار أصبح مستحيلا لكل ذي عقل متنور يغلب المصلحة على الأهواء ويدحض الدعاوي المفضوحة المحرضة على اختيار من هو أقل".

وشدد على أن الانتخاب حق وواجب, وقبل ذلك مسؤولية فردية وجماعية.

وقال المرايحي مخاطبا الناخبين التونسيين "إذا اقتنعتم بما يريح ضمائركم فصوتوا, وإن غلب عليكم الشك والحيرة فليكن تصويتكم أبيض, وفي ذلك إشارة صريحة منكم لمن ستفرزه الصناديق بأنه في حاجة لمضاعفة الجهد لإقناعكم وتعبئتكم لمعاضدته".