تقرير إخباري: لايزال أمام الاقتصاد الصيني شوط طويل

بكين 29 سبتمبر 2014 / تحدثت صحيفة (سفينسكا داجبلادت) السويدية اليوم (الإثنين) عن تغير موازين القوى العالمية حيث زعمت الصحيفة أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم.

والترتيب جزء له جذور عميقة في الروح الصينية، والمركز الأول هو شيء يستحق الاحتفال عادة، لكن رد الفعل تجاه هذا النبأ كان أكثر ميلا للصمت عن الاحتفال. وتلك اللامبالاة ليست مفاجئة على الأقل نظرا للمنطق المريب المسؤول عن هذا الزعم. وحتى لو كان حقيقيا فهذا ليس شيئا يهتم به الشعب الصيني فعليا.

تردد هذا الخبر للمرة الأولى فى نهاية ابريل عندما أعلن البنك الدولي بيانات توحي بأنه وفقا لمعدلات النمو الجديدة، من الممكن أن تصبح الصين أكبر اقتصاد على مستوى العالم في وقت لاحق من العام الحالي.

وقوبل التصور القائم على "تعادل القوى الشرائية" بازدراء في الصين حيث تعتبر الطريقة الاحصائية وسيلة مصطنعة لتضخيم القوة الاقتصادية للدول النامية.

ووفقا لمكتب الإحصاءات الوطني بلغت قيمة الاقتصاد الصيني 56.9 تريليون يوان (حوالي 9.25 تريليون دولار أمريكي) خلال عام 2013 وهو ما يشكل 12.3% من الاقتصاد العالمي، أي انه يبتعد تماما عن كونه الاقتصاد الأول.

وفي جميع الأحوال ستصبح الصين أكبر اقتصاد في العالم إن آجلا أو عاجلا لكن هل يهتم الصينيون العاديون بالأمر؟ في نهاية الأمر ما يشغل بالهم هو الأموال التي بحوزتهم فقط.

وحتى بعد ما تردد بأن الاقتصاد الصيني أصبح أكبر اقتصاد في العالم، سيتوزع اجمالي الناتج المحلي على أكثر من مليار نسمة. وعلى أساس الحساب لكل فرد تحتل الصين رقم 99 على مستوى العالم.

وقد حقق الاقتصاد الصينى نموا منذ عام 1952 عندما كان حجمه 67.9 مليار يوان.

وارتفع اجمالي الناتج المحلي لكل فرد من 119 يوان وقتها إلى 41908 يوانا خلال عام 2013، وهذا سبب حقيقى للاحتفال.

لكن هذا ليس هذا هو الوقت المناسب للاحتفال في الصين.

فهذا لن يغير وضع الصين كدولة نامية متوسطة الدخل. والأهم من ذلك أن الصين لا زالت مثقلة بمجموعة من المشكلات منها الإفراط في الانتاج والأزمة المالية والتصنيع المتعثر وقلة العلامات التجارية العالمية وقدرات الإبداع .والقائمة طويلة.

والصين وشعبها يدركون جيدا أن الطريق لا يزال طويلا قبل أن تصبح الصين دولة غنية وقوية.

وعندما تصبح الصين أكبر اقتصاد على مستوى العالم لابد أن يعتبر هذا خبرا جيدا. إن البلد التي ساهمت مؤخرا بالكثير لنمو الاقتصاد العالمي لا يزال لديها قطعا الكثير لتقدمه.