الآن وقد انفرج المأزق السياسي الأفغاني ومن المقرر أن تتولى حكومة الوحدة الجديدة مهامها يوم الاثنين، يأمل الأفغان الذين سئموا الحرب في أن يتمكن قادتهم الجدد من انعاش اقتصادهم العليل وتحسين الوضع الأمني في البلاد .
وصرح أحمد وزير، الذي يعمل صرافا، صرح لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ادعوا الحكومة الجديدة إلى أن تتخذ على نحو عاجل إجراء بشأن انخفاض قيمة العملة. فالأنشطة التجارية تدهورت بعدما انخفضت قيمة العملة الأفغانية خلال الأشهر الماضية جراء أزمة الانتخابات".
كانت انتخابات الرئاسة الأفغانية قد جرت يوم 5 أبريل ولكن نظرا لعدم حصول أي من المرشحين الثمانية على أكثر من 50 في المائة الأصوات، جرت جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات وهما عبد الله عبد الله وأشرف غني أحمدزاي يوم 14 يونيو.
وفي يوم الأحد الماضي، وقع عبد الله وغني أحمدزاي اتفاقا حول تشكيل حكومة وحدة وطنية يقضى بتعيين أحمدزاي رئيسا جديدا للبلاد وعبد الله رئيسا للسلطة التنفيذية وهو منصب يعادل رئيس الوزراء.
وفي نفس اليوم، أعلنت لجنة الانتخابات الأفغانية غني أحمدزاي الفائز في عملية للتدقيق في الأصوات التي تم الإدلاء بها، الأمر الذي وضع نهاية لأطول ممارسة انتخابية في تاريخ البلاد .
ومن المقرر أن تتولى الحكومة الجديدة بقيادة غني أحمدزاي مهامها من الرئيس المنقضية فترة ولايته حامد قرضاي يوم 29 سبتمبر.
وقال وزير (30عاما) لـ((شينخوا)) إن العملة الأفغانية انخفضت لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عشر سنوات أمام الدولار الأمريكي لتتراوح قيمتها بين 58.44 و58.24 أمام الدولار في منتصف أغسطس وما بين 54.80 و54.60 في وقت لاحق من الشهر ذاته. ثم وصل إلى ما يتراوح بين 57.34 و 57.14 يوم الأربعاء.
وذكر وزير "إذا استطاعت الحكومة إعادة سعر الصرف إلى طبيعته، فإننى على ثقة بأن الاقتصاد سينتعش والأنشطة التجارية ستصبح جيدة والأحوال المعيشية للشعب ستتحسن".
وقد تسبب مأزق الانتخابات الذي طال أمده في تباطؤ الأنشطة التجارية، ولا سيما مع استمرار الأعمال الوحشية التي ترتكبها حركة طالبان في بعض الأجزاء من البلاد .
وذكر مير زين عبد العابدين، وهو صاحب متجر، أنه "بعدما تدهور الوضع الأمني نتيجة وقوع عدة هجمات وتفجيرات انتحارية في كابول ومدن كبرى أخرى، انخفض عدد زبائننا".
وأعرب مير عن أمله في أن تركز الحكومة الجديدة على الاقتصاد والزراعة، اللذان يشكلان شريان الحياة لمعظم أفراد الشعب الأفغاني.
وذكر مير "ولكن عليها أولا تحسين الأمن لأنه بدون السلام والاستقرار، لن تتحقق أي أنشطة تجارية.فخوفا من التفجيرات يفد عدد أقل من الزبائن بمن فيهم الأجانب على متجرى".
وأضاف أنه نظرا لكون أفغانستان بلدا زراعيا، فيتعين على الحكومة الجديدة الاستثمار في التنمية الزراعية وخاصة في المناطق الريفية.
وعندما انفرج المأزق الانتخابي، حدث تحسن ملحوظ في مناخ الأعمال التجارية بالبلاد حيث شوهد المزيد من الأفراد وهم يتسوقون في المتاجر والأسواق.
وقال بشير خان (40 عاما)، ويعمل سائق سيارة أجرة، "انني سعيد بأن الانتخابات الأكثر إثارة للجدل في العالم قد انتهت، ويجرى حاليا تنصيب رئيس جديد وحكومة جديدة. لقد القت العملية الانتخابية التي بدأت قبل ستة أشهر ضغوطا هائلة على كاهل الأفغان نظرا لعدم وجود فرص عمل ودخول كافية ووجود شعور بالخوف بين الأهالى . ومن ثم، يتعين على الحكومة التركيز على توفير الأغذية وفرص العمل".
وأضاف بشير أنه يأمل في أن تتمكن الحكومة الجديدة من تحسين الوضع الأمني في البلاد من خلال إيقاع الهزيمة بطالبان وغيرها من المتمردين.
وأكد المسؤولون الأفغان للشعب أنه حتى إذا ما غادرت القوات الدولية بقيادة الناتو أفغانستان، فسوف يستمر الدعم المالي الدولي لهذه الدولة التي مزقتها الحرب.
فخلال مؤتمر مساعدات دولي عقد في اليابان عام 2012، تعهدت الدول المانحة بتقديم مساعدات تنموية تتجاوز قيمتها 16 مليار دولار أمريكي لأفغانستان حتى عام 2015.
كما وعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالناتو أيضا بتقديم نفس القدر من الأموال تقريبا لدعم قوات الجيش والشرطة الأفغانية عقب انسحابها من البلاد بحلول نهاية العام الجاري.
واشادت الصين يوم الاثنين بانتهاء انتخابات الرئاسة في أفغانستان وتعهدت بدعم عملية إعادة إعمار البلاد.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون يينغ في مؤتمر صحفي يومي أن "الصين ستواصل تقديم المساعدة والدعم في حدود قدرتها لإعادة الإعمار السلمي للبلاد ".
وقالت إن الصين، باعتبارها جارة صديقة لأفغانستان، تولى اهتماما كبيرا بتطوير علاقاتها مع البلاد وتود العمل مع الحكومة الأفغانية الجديدة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الثنائية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn