نجحت مجموعة علي بابا مؤخرا في الدخول إلى بورصة الأوراق المالية بنيويورك، حيث قامت بعملية إكتتاب بقيمة 20 مليار دولار، حققت من خلالها رقما قياسيا في أمريكا. ولم يخفي رئيس مجلس إدارة شركة علي بابا غبطته، حيث أشار: "علينا أن نشكر هذا العصر، نشكر شبكة الإنترنت، نشكر الصين ونشكر الشركات الصغرى والمتوسطة." ولا شك أن هذا التصريح يبدو منطقيا. ويعكس نجاح مجموعة علي بابا في الدخول إلى البورصة الأمريكية ثقة المستثمرين الدوليين في الإقتصاد الصيني.
لقد كانت اللمسة الصينية في شركة علي بابا واضحة جدا، وهو يعد مثالا للنمو السريع الذي شهده الإقتصاد الصيني. وبالنسبة للمستثمر الدولي، فإن القصص التي تحكيها شركة علي بابا لا تقتصر على نجاح الإقتصاد الصيني في الوقت الحالي فحسب، بل وكذلك الفرص المستقبلية غير المتناهية في الصين، ودخول علي بابا إلى السوق الأمريكية، يعني مشاركة العالم فرص النمو من خلال إزدهارها.
كما يعكس نجاح شركة على بابا جمال الترابط بين "الإبتكار الصيني" والسوق الصينية---من خلال إستعمال التكنولوجيا العصرية، وإدماج النموذج التجاري الإبتكاري، والبحث عن فرص السوق الكامنة، وتحقيق النمو العابر. وبصفتها ثاني إقتصاد عالمي، فإن عدد المستهلكين الصينيين للسلع على الإنترنت لا يمثلون نصف مستخدمي الإنترنت فحسب، بل كذلك يمثلون 8.4 % فقط من إجمالي قيمة مبيعات التجزئة داخل المجتمع الإستهلاكي. وهو ما يدل على قوة وتيرة نمو السوق الإستهلاكية الفردية في الصين.
رغم وجود بعض الأصوات السلبية في تحليل نمو الإقتصاد الصيني، لكن يجب أن نعرف بأن الصين لا تزال أكبر مساهم في نمو الإقتصاد العالمي. حيث بلغت مساهمة الصين في الإقتصاد العالمي سنة 2013 ما يقرب 30%، إذ توفر للعالم سوقا كبيرة، كما توفر بطبيعة الحال فضاء مهما لنمو الشركات الصينية. ومن ينظر إلى الإقتصاد الصيني بشكل عقلاني، سيكتشف أن الصين قد أسست "نظاما حيويا " يعنى بالإبتكار والتنمية داخل الشركات، في ذات الوقت تعمل الحكومة الصينية على تحفيز حيوية السوق، وتحويل بنية الإقتصاد، وتحويل نمط النمو لبناء مستقبل طويل من النمو يرتكز على أسس صلبة.
إن قصة علي بابا هي زهرة داخل "بستان" التنمية المشتركة بين الصين والعالم. ووفقا للإحصاءات، فقد بلغ حجم ونطاق الشركات الصينية المستثمرة في أمريكا خلال 2013 مستوى 14 مليار دولار، في ذات الوقت يواصل الجانب الصيني والأمريكي التقدم على درب نموذج جديد يسوده التعاون والفوز المشترك.
طبعا، منذ بدء عصر "خروج" الشركات الصينية إلى العالم، بدأت تواجه تحديات معالجة علاقات سوق رؤوس الأموال الدولية والمحافظة على وتيرة الإبتكار في ظل قواعد رقابية جديدة. وهو ما يعكس بأن سعي الشركات الصينية إلى الفوز المشترك والتنمية ليس أمرا وقتيا، بل هو إستراتيجية طويلة المدى.
ذكرت إحدى التعليقات الأجنبية: "شركة علي بابا محظوظة، لأنها ركبت ريح الشرق." وقوة ريح الشرق تعود لقوة الإقتصاد الصيني، الذي لا شك بأنه سيواصل توفير المزيد من المنافع للإقتصاد العالمي. والأهم من ذلك، أن قطار التنمية الصينية السريع يرحب بمختلف الركاب من العالم، فالصين ترغب في تحقيق التنمية المشتركة وتقاسم الإزدهار مع العالم.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn