سيدني 20 أغسطس 2014 / إن تصريحات السياسي الاسترالي كليف بالمر التي وصف فيها الصينيين بأنهم "أبناء غير شرعيين" و"مهجنين" وتسببت في حرج كبير وقوبلت بنقد واسع من دوائر السياسة والأعمال الاسترالية فضلا عن عامة الجماهير تنبع من مصلحة شخصية ولا تمثل بأي حال من الأحوال الاتجاه العام في استراليا.
فمازال الملياردير وعضو البرلمان الاسترالي يغير تصريحاته حول الصين اعتمادا على مصالحه التجارية. ولا يبدو مهتما بمدى تأثير تصريحاته تلك على الرأى العام الاسترالي.
فقد قال بالمر في عام 2011 إن الحكومة الاسترالية مارست تمييزا "عنصريا" ضد الاستثمارات الصينية وإن الصين حكومة وشعبا لابد أن تعامل وفقا " للمكانة التي تستحقها".
وآنذاك، جنى بالمر أموالا طائلة من خلال شراكته مع شركات صينية.
بيد أن بالمر غير موقفه بعدما نشب نزاع قانوني يزداد مرارة بينه وبين شركة (سيتيك باسيفيك) الصينية. ويواجه بالمر الآن تهمة سحب مبلغ يتجاوز 12 مليون دولار استرالي (11.2 مليون دولار أمريكي) بشكل غير قانوني من الحساب البنكي لشريكه الصيني في التعدين لاستخدامه في حملته الانتخابية الشخصية. كما تورط في معركة قانونية بملايين الدولارات مع شركة (سيتيك باسيفيك) بشأن حقوق ملكية التعدين.
ومن هذا المنظور، لابد أن ينظر للتصريحات غير المسؤولة التي صدرت عن بالمر بعين الريبة ولا سيما وأن قادة السياسة والأعمال الاستراليين أعربوا معا عن معارضتهم لتصريحاته الأنانية تلك.
فقد ذكرت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب أن البرلمان الاسترالي لا يتفق مع وجهات النظر "المسيئة" التي صدرت عن بالمر.
وأضافت بيشوب "إنها لغة بذيئة وغير مقبولة، فالسيد بالمر يواجه نزاعا قانونيا مريرا مع الصين ومع شركة صينية وأظن أنه لا ينبغى عليه أن يستغل منصبه العام كعضو بالبرلمان ليهين أحد شركائنا الإستراتيجيين والتجاريين الكبار".
ومن ناحية أخرى، أعربت بيشوب عن عزمها الاتصال بالسفارة الصينية والتأكيد على أن وجهات النظر هذه لا تمثل البرلمان والشعب في استراليا.
وكان وزير الخزانة جوى هوكي ووزير الزراعة برنابي جويس ووزير التجارة أندرو روب ورئيس وزراء ولاية استراليا الغربية كولين بارنت من أوائل من وقفوا ضد تصريحات بالمر.
وطلب القطب الإعلامي كيري ستوكس من بالمر أن "يفصل بين مصلحته ومصلحة الكومنولث". وأضاف أن بالمر يتحمل بصفته عضوا برلمانيا مسؤولية رعاية مصالح من يمثلهم وليس التركيز بشكل مستمر على مصلحته الشخصية.
وتلقت السفارة الصينية في استراليا رسائل دعم إلكترونية من الجماهير الاسترالية التي تشعر بالحرج إزاء تصريحات بالمر العنيفة.
وفي إحدى الرسائل، قال استرالي "بصفتى مواطنا استراليا، أود أن أخبركم أننى غاضب بشدة إزاء تصريحات كليف بالمر فيما يتعلق بالشعب الصيني. وتأكدوا أن غالبية الاستراليين لا يؤيدون هذه الآراء. ولا أريدكم أن تظنوا أننا عنصريين كما بدا السيد بالمر".
إن الصين واستراليا تتمتعان بعلاقات جيدة في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات وعلى وشك أن توقعا اتفاقية تجارة حرة تاريخية من شأنها أن تعزز بشكل ملحوظ التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وسوف تنضم الصين إلى استراليا والولايات المتحدة في التدريبات العسكرية المشتركة كواري، وهي تدريبات دفاع ثلاثية ستجرى في استراليا في أكتوبر المقبل.
وقد يصل جنود استراليين لأول مرة إلى الصين في وقت لاحق من العام الجاري ويعملون جنبا إلى جنب جيش التحرير الشعبي الصيني في تدريبات عسكرية مشتركة.
بيد أن نفوذ بالمر لا يمكن تجاهله تماما. فبالمر عضو برلماني منتخب وحزبه السياسي الصغير يشغل مقاعد حاسمة في مجلس الشيوخ الاسترالي.
وقال أحد أعضاء حزبه هو السيناتور جاكوي لامبي، الذي انضم إلى تصريحات بالمر المناهضة للصين، إن استراليا معرضة لخطر غزو وشيك من الجيش الصيني.
لقد أساء بالمر مساء يوم الاثنين إلى الشيوعيين الصينيين والحكومة الصينية لدرجة أنه وصف الصينيين بأنهم "أبناء غير شرعيين" و"مهجنين" خلال برنامج تليفزيوني على قناة ((أيه بي سي)).
وفي مواجهة الانتقادات التي ترتبت على ذلك، أوضح بالمر موقفه على الإنترنت صباح الثلاثاء. وكتب في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ((تويتر)) "تعليقاتي ليست موجهة إلى الشعب الصيني وإنما إلى شركة صينية تأخذ الموارد الاسترالية ولا تدفع مقابل ذلك".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn