21 يوليو 2014/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/"هل ستتحول رحلة الخطوط الماليزية أم آيتش 17 إلى لغز مرة أخرى، بعد لغز إختفاء الرحلة آم آش 370؟"، وفي ظل تبادل الإتهامات بين روسيا، والحكومة الأوكرانية، والإنفصاليين المسلحين في شرق أوكرانيا، تزداد شكوك المجتمع الدولي بإستمرار.
وبعد 4 أيام من الحادث، لم يتم إلى العثور على جثث جميع الركاب، كما لم يتم العثور على الصندوق الأسود، كما واجه المراقبون الدوليون عقبات في الدخول إلى مكان الحادث. وهكذا أصبحت أعمال التحقيق والمعالجة لهذه الكارثة يكتنفها الكثير من الغموض، بسبب إستقلال "جمهورية دينوتسكايا" شرق أوكرانيا.
ونظرا لأن الأزمة الأوكرانية تحتوي على الكثير من النزاعات الجيوسياسية ونزاعات الدول الكبرى، أصبحت الطائرة الماليزية كبش الفداء في المسألة. وطالبت الدول الغربية يوم أمس بشكل جماعي روسيا بتقديم "تفسير"، كما أصدر رئيس وزراء الهولندي مارك روت، الذي كانت بلاده المتضرر الأكبر من الحادث بيان دبلوماسي أخير لروسيا: ما زالت هناك فرصة أخيرة لبوتين. وتظاهرت روسيا بعدم إكتراثها بالعقوبات، لكن هذه الوحدة الغربية النادرة، أشعرت الناس بأن الفضال الإستراتيجي لروسيا قد تلقى ضغوط جديدة. فهل سيخضع بوتين الذي حشر في الزاوية للضغوطات؟ وهل سيختار الغرب السلم أم الحرب؟
بوتين في رسالة إلى قادة الدول الأربعة: عدم إصدرا تصريحات سياسية قبل نهاية التحقيقات
أجرى فلايديمير بوتين يوم 20 يوليو الحالي إتصالات هاتفية مع كل من رؤساء بريطانيا، أستراليا،هولندا وألمانيا، وعبر عن إستعداد الجانب الروسي تقديم المساعدة اللازمة للتحقيق في حادث طائرة الرحلة آم آش 17 للخطوط الماليزية، وأكد على ضرورة تجنب إصدار تصريحات سياسية قبل موعد نهاية التحقيقات.
ووفقا لموقع أخبار الرئاسة الروسية، قال بوتين خلال إتصاله الهاتفي برئيس الوزراء البريطاني جيمس كامرون، أن الجانب الروسي يأمل في أن تقوم المنظمة الدولية للطيران المدني بتحقيق دولي دقيق في كامل حيثيات حادث الطائرة الماليزية، وعبر عن رغبة الجانب الروسي في مواصلة توفير المساعدة اللازمة.
وقال بوتين، أنه من المهم ضبط النفس وعدم إصدار إستنتاجات متسرعة وتصريحات سياسية قبل نهاية التحقيقات. وأثناء إتصاله برئيس الوزراء الهولندي، أكد بوتين على ضرورة ضمان دخول خبراء المنظمة الدولية للطيران المدني إلى مكان الحادث في أسرع وقت ممكن، وفتح تحقيق مستقل وموضوعي. وأشار الجانبان إلى ضرورة وقف القتال في منطقة الحادث بأوكرانيا.
روسيا ترفض التشويه
"بدأت الدول الغربية ممارسة ضغوط على روسيا في مجلس الأمن، قبل صدور نتائج التحقيقات"، وقال تلفزيون روسيا اليوم، في 20 يوليو الجاري، أنه لاشك بأن روسيا تشعر بمظلمة، وترفض التشويهات من مختلف الأطراف.
ويعتقد نائب رئيس وزير الدفاع الروسي أنتونوف، أن تصريحات بعض الساسة الغربيين المتعلقة بتفجير الطائرة الماليزية بمثابة مواصلة الحرب المعلوماتية على روسيا. وأثار أنتونوف يوم 18 يوليو الجاري الإهتمام في حوار مع روسيا اليوم تحت موضوع "عشرة أسئلة لأوكرانيا". وقالت صحيفة "وجهة نظر" الروسية، نقلا عن الخبير الروسي تاراسوف، أن أمريكا لن تجري تحقيقا عادلا، وستعمل بإستمرار على صناعة معلومات متضاربة، الهدف منها تحريض الدول الغربية على معاقبة روسيا، من أجل عزل روسيا. وهذه ليست المرة الأولى من نوعها، بما في ذلك المرات التي كانت تنطوي على مؤامرات سياسية: ففي سنة 1983، قام الإتحاد السوفياتي بتفجير طائرة كورية جنوبية، وهو ما أدى إلى صدام خطير بين الغرب وروسيا. وقالت إذاعة صوت روسيا أن القارئ الغربي لا يعلم، بأن أوكرانيا وروسيا تستعملان نفس المعدات العسكرية منذ حقبة الإتحاد السوفياتي، وفي الوقت الحالي، لا تزال هذه الأسلحة مكتوب عليها "صنع في روسيا".
من جهتها قالت "صباحية هونغكونغ" في تحليل نشرته في 20 يوليو الجاري، أن أوباما قد فرض جولة سادسة من العقوبات الأكثر قسوة على روسيا، لكن لا يزال أمامه هدفان لم يمسهما، وهما عمالقة الغاز الطبيعي والأسلحة في روسيا. حيث إذا تمت معقبتهم، قد تلجأ روسيا إلى إلإنتقام من حلفاء أمريكا الأوروبيين، وهو ما سيمثل أثرا سيئا على الجانب الأمريكي. وبالنسبة لبوتين، فإن المأزق الذي يوجهه يتمثل في: إما مواصلة دعم المعارضة الأوكرانية في ظل عواصف غضب الرأي العام الدولي، أو قطع الدعم عن المعارضة وهو ماسيؤدي إلى فشلها.
وقد عقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في 20 يوليو الجاري إجتماعا هاتفيا مع قادة كل من ألمانيا وبريطانيا، وفي تصريح صدر لاحقا، حث الجانب الفرنسي روسي على إتخاذ التدابير اللازمة، وإلا فإن لجنة الشؤون الخارجية بالإتحاد الأوروبي ستتخذ الإجراءات اللازمة يوم الثلاثاء القادم 22 يوليو.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn