سيقام الإجتماع السادس لقادة دول البريكس يوم 15 و16 يوليو الجاري بالبرازيل، وسيحضر الرئيس شي هذا الإجتماع بناء على الدعوة التي وجهت له. وبصفته المحطة الأولى للجولة الثانية من إجتماعات قادة دول البريكس، يكتسي هذا الإجتماع أهمية كبيرة.
تمثل دول البريكس 43% من سكان العالم، وتمتلك 40% من الإحتياطي العالمي من العملات الأجنبية. وعلى مدى أكثر 10 سنوات من التنمية، ومع التطور المستمر لآليات إجتماعات قادة دول البريكس، تمكنت دول البريكس من تشكيل إطار تعاوني متعدد المستويات وواسع المجالات، ليصبح منصة إستراتيجية لأهم الأسواق الناشئة في فتح الحوار والتعاون والمشاركة في الإدارة الدولية، كما أصبح قوة هامة لحماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة.
إن ما يثلج الصدر بالنسبة لدول البريكس، هو آدائها الجيد رغم مرور العديد من السنوات على الأزمة المالية الدولية. الأمر الذي مكن الأسواق الناشئة من توفير قوة دفع لتعافي الإقتصاد العالمي، لتتجاوز نسبة إسهامها في نمو الإقتصاد العالمي قرابة النصف. وتظهر بيانات البنك الدولي، أن متوسط نمو دول البريكس خلال الـ 10 سنوات الأولى من القرن الحالي قد تجاوز 8%، في حين بلغ متوسط نمو الدول المتقدمة بـ 2.6%، واكثر من متوسط النمو العالمي الذي بلغ 4.1%. وفي سنة 2013، بلغ إجمالي الناتج المحلي الخام لدول البريكس 21.31 % من الناتج العالمي، الأمر الذي يثبت أنها قائدة اقتصاد المنطقة. وتتوقع المنظمات الدولية، أن تفوق وتيرة النمو الإقتصادي لدول البريكس خلال عام 2014 المتوسط العالمي، وتبلغ ضعف مستوى الإقتصادات المتقدمة.
وأمام هذه الحقيقة، فإن ما تقوله بعض وسائل الإعلام الغربية مثل "تلاشى البريكس" و"فشل البريكس" هي مقولات خاطئة. وفي هذا الصدد يشير جيم أونيل، مبتكر مفهوم دول البريكس، إلى أن حجم إقتصاد كتلة دول البريكس قد تجاوز منطقة اليورو، وقد يتجاوز أمريكا خلال العامين القادمين.
وفي ظل الوضع المعقد وعوامل عدم الإستقرار التي يواجهها الإقتصاد العالمي، لم تخف دول البريكس من المخاطر وعملت على تحقيق الوحدة، ومواجهة الصعوبات معا، وتعزيز التعاون العملي بينها في مختلف المجالات، وحددت مخططات عمل في مايقرب من 30 مجال، مثل المالية، التجارة، العلوم والتكنولوجيا، الصحة، الزراعة، التبادل البشري، وقد حققت في هذا المجال نتائج هامة.
ونشاهد في الوقت الحالي، التعاون والوحدة بين دول البريكس تمضي قدما، والمزيد من الإجماعي السياسي ونوايا التعاون، التي بصدد التحول تدريجيا إلى تحركات فعلية. وفي هذا الإتجاه، تم تأسيس الغرفة الصناعية والتجارية لدور البريكس، ومجلس إدارة بنوك المعلومات، وغيرها من الآليات التي تجمع الدول الأعضاء. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن إنشاء بنك للتنمية في الإجتماع السادس لقادة دول البريكس.
وفي الوقت الذي تعمل فيه دول البريكس على تحقيق التنمية الذاتية، تعمل أيضا على توسيع تعاونها مع الدول النامية. وقد أجرت دول البريكس أول حوار مع القادة الأفارقة، خلال الإجتماع الخامس، أرسلت من خلاله رسالة عن رغبتها الجدية في تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، وجسدت إنفتاح وشمولية تعاون دول البريكس. وهذه العلاقات هي علاقات دعم متبادل، مصلحة مشتركة وصداقة بين دول البريكس والدول النامية. وخلال المرحلة القادمة، يمكن لدول البريكس أن تواصل دفع التعاون البراغماتي مع الدول النامية، والمد اليد لليد لتحقيق الإزدهار المشترك.
قبل أعوام، قال أحدهم ساخرا: "دول البريكس مجموعة من حبات اللؤلؤ بدون خيط ناظم". ولكنه لم يتوقع أن هذه الـ5 حبات من اللؤلؤ قد أصبحت عقدا مبهرا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn