بقلم: أسامة راضي
غزة 27 يونيو 2014 /كثيرا ما راودت لاعب كرة القدم الفلسطيني مهند عليان أحلاما بأن يكون أحد اللاعبين المشاركين في بطولات كأس العالم (المونديال) خصوصا وهو يتابع أحداث البطولة المقامة حاليا في البرازيل.
وغمرت السعادة وجه عليان وهو يرفع علم فلسطين ويتقدم مجموعة من زملائه داخل صالة رياضية مغطاة في مدينة غزة في افتتاح بطولة رمزية لكرة القدم تحاكي المونديال.
واستهدف منظمو البطولة التي أطلقوا عليها اسم "الاحتلال يحاصرنا وكأس العالم نافذتنا"، تسليط الضوء على حصار إسرائيل الذي دخل عامه الثامن على قطاع غزة.
وفرضت إسرائيل حصارها على غزة إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه منتصف عام 2007، وتسبب بمعدلات قياسية من الفقر والبطالة لنحو مليون و800 ألف نسمة هم سكان القطاع يعيش 70 في المائة منهم تحت خط الفقر.
ويقول عليان البالغ (19 عاما) وهو يستعد للعب المباراة الافتتاحية للبطولة "هذا كأس عالم خاص بنا، نحب كرة القدم كثيرا ونفرح بمتابعة مونديال البرازيل كما باقي شعوب العالم".
ويضيف عليان لوكالة أنباء (شينخوا)، "آمل أن يكون لنا كفلسطينيين فرصة المشاركة يوما ما في كأس العالم وقد تخلصنا من الاحتلال والحصار (..) نحن نريد فقط الحرية والمتعة بكل أشكال الحياة ومنها الرياضة".
ويشارك في البطولة الفرق صاحبة المراكز الثمانية الأولى في الدوري الممتاز لكرة القدم في غزة، واختار كل منها اسما من أسماء منتخبات تشارك في نهائيات بطولة كأس العالم التي انطلقت في 12 يونيو الجاري.
ولعب فريق عليان تحت اسم منتخب الجزائر الممثل العربي الوحيد في كأس العالم والذي لاقت مبارياته اهتماما كبيرا من سكان غزة بعد نجاحه بالتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني في المونديال.
ويعلق عليان قائلا "كفلسطينيين وعرب نحن قادرون على الإبداع والنجاح، لا نحتاج سوى فرصا عادلة وسنحقق الأفضل".
ويقول لاعب آخر ويدعى سليم، إن "غزة تخاطب العالم اليوم بلغة كرة القدم والرياضة وهي اللغة التي يحبها الجميع وتتجمع حولها كافة الشعوب والدول".
ويضيف سليم ل(شينخوا)، "رسالتنا عبر كرة القدم وبكل اللغات أننا مع الحياة وضد الحصار".
وينظم البطولة التي تستمر ثلاثة أيام ويشرف عليها اتحاد كرة القدم الفلسطيني، اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة برعاية "شركاء السلام والتنمية من أجل فلسطين"، و "قوافل أميال من الابتسامات" التضامنية مع القطاع الساحلي.
وقال النائب المستقل ورئيس اللجنة الشعبية جمال الخضري في حفل افتتاح البطولة اليوم (الجمعة)، إنها "رسالة للعالم أجمع بأن حصار غزة ظالم يستهدف كل أشكال الحياة للمواطن الفلسطيني ولا بد أن ينتهي". وأضاف الخضري الذي يقود فعاليات شعبية مناهضة للحصار منذ بدئه على القطاع، "نأمل من الدول المشاركة في مونديال البرازيل الالتفات لأوضاع غزة الصعبة والمساهمة في إنهاء الحصار الذي لن نيأس من العمل حتى رفعه كليا".
وكتب على لافتة وضعت قرب المنصة الرئيسة للملعب باللغتين العربية والانكليزية "كأس العالم غزة.. لا للحصار نعم للحرية".
ويقول رئيس اللجنة التحضيرية للبطولة خالد أبو زاهر ل(شينخوا)، إنها تستهدف توفير فرصة لشبان غزة لكسر عزلتهم عبر محاكاة مونديال كأس العالم وتعزيز التطلعات بالتفات العالم للحصار الإسرائيلي.
ويواجه رياضيو غزة منذ بدء الحصار ظروفا بالغة التعقيد في ممارسة أنشطتهم إضافة إلى منعهم في أغلب الأحيان من مغادرة القطاع للاشتراك في بطولات دولية بدول أخرى.
واعتبر إبراهيم أبو سليم نائب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، إن مونديال غزة الرمزي مبادرة لاختراق الحصار الإسرائيلي الذي قيد أنشطة الرياضة المحلية ويحول دون تطورها والرقي بها.
وحرم أربعة لاعبين من قطاع غزة من السفر للمشاركة في بطولة "التحدي" الأسيوية للالتحاق بصفوف المنتخب الفلسطيني الأول الذي حقق الشهر الماضي إنجازا غير مسبوق بفوزه بلقب البطولة على ملاعب جزر المالديف.
وشكل هذا الفوز ل"الفدائي" كما يطلق الفلسطينيون على منتخبهم مبعث فرحة عارمة لديهم وعزز تطلعهم لإثبات أنفسهم رياضيا في المحافل الخارجية.
وبالنسبة إليهم فإن تنظيم مونديال خاص بهم في غزة ولو بصورة رمزية يعكس تحديا لما يفرضه عليهم الحصار من عزلة.
ويقول مشجع تواجد في المدرجات لمتابعة مونديال غزة ل(شينخوا)، "أجمل شيء أن نتابع كأس العالم بنسختها الفلسطينية في غزة.. فعلا يكفينا حصارا وقتلا لأننا نريد أن نفرح مثل باقي شعوب العالم".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn