أكد السفير المصري لدى بكين الدكتور مجدي عامر أن مصر شهدت منذ 30 يونيو الماضي تطورا سياسيا ضخما تمثل في إقرار الدستور الجديد ثم انتخاب رئيس جديد للبلاد وتحسنا في وضعها الاقتصادي والأمني ، لافتا إلى أن مصر بلد مؤثر وهام في المنطقة ولديها القدرة على استعادة دورها ومكانتها في محيطها العربي والأفريقي .
وقال عامر، خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل احتفالية أقامتها السفارة المصرية ببكين بمناسبة العيد الوطني المصري، إنه رغم كون الأوضاع الاقتصادية لا تزال صعبة، إلا أنها أفضل بكثير من العام الماضي حيث بات الاقتصاد المصري الآن أكثر "ثباتا" ويسجل "نسبة نمو معقولة" علاوة على ارتفاع التصنيف الائتماني للبلاد على المستوى الدولي أكثر من درجة، ما يعكس استعادة الاقتصاد لعافيته وقدرته على التحسن خلال الفترة المقبلة.
وأوضح إن "مسألة النمو تدريجية ولا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها، إذ أنها تتطلب تنسيق الوضع الداخلي وضخ أموال وفتح مشروعات كبرى وتنشيط السوق وجذب استثمارات خارجية من بينها استثمارات صينية على نحو يسهم في انعاش الاقتصاد والحد من البطالة، وهي إجراءات تتم بالتوازي مع حزمة المساعدات الخارجية المقدمة من دول الخليج والتي تسهم في وضع الاقتصاد المصري على الدرب الصحيح وتساعده في الوقوف على قدميه".
واستطرد السفير قائلا إن الوضع الأمني سواء الداخلي في المدن والقرى أو على مستوى مكافحة الإرهاب شهد تحسنا كبيرا مقارنة بثلاثة أشهر مضت، و"تحدوني الثقة بأنه سيمضى خلال الفترة القادمة في اتجاه أفضل مع تزايد قدرة الدولة والأجهزة الأمنية على إحكام الأمن وكشف أية عملية محتملة وإحباطها على الفور".
وحول الرؤية المصرية للنهوض بالبلاد وتحسين معيشة الشعب عقب إنجاز ثاني استحقاقات خارطة طريق المستقبل، ذكر عامر أن ثمة خطة تنفذ منذ فترة وسيضاف إليها خطة إضافية مدتها عامين من المتوقع أن تعلنها الحكومة بغية إنعاش الاقتصاد وتنفيذ عدد من المشروعات الكبرى ولا سيما في مجال الطاقة.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي للحكومة الحالية يكمن في تحقيق التنمية والإصلاح ، ومن ثم من المتوقع أن يشهد المستقبل القريب تجسيد العديد من الإنجازات على أرض الواقع ولا سيما على صعيد التحديين الرئيسيين الأمني والاقتصادي اللذين أكد الرئيس السيسي على ضرورة تحقيق تقدم ملحوظ فيهما على وجه الخصوص.
وشدد على أن مبادرة السيسي بالتنازل عن نصف راتبه وممتلكاته الشخصية لدعم البلاد ستشجع المصريين داخل البلاد وخارجها على المشاركة بأموالهم في تحسين الاقتصاد، لافتا إلى ضرورة عودة الاستثمارات المصرية الضخمة في الخارج إلى الوطن لتضخ حيوية في اقتصاد البلاد، إذ يشكل ذلك جزءا رئيسيا من خطة الإصلاح التي يطمح المصريون إليها.
وفيما يتعلق بتوجه السيسي للجزائر في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسا لمصر، قال السفير إنها تأتي في إطار العلاقات الإستراتيجية المشتركة القائمة بين مصر والجزائر وكذا وجود عدة قضايا تحتاج لعمل حثيث من البلدين، يأتى على رأسها الوضع الليبي الذي يُبذل بصدده حاليا جهد مشترك بين البلدين وكذا مسألة تزويد مصر بالغاز الذي تحظى الجزائر بإنتاج وافر منه.
وأكد أن هناك توافقا عربيا يقول "كفي للتدخل الخارجي في ليبيا" لأنه المتسبب فيما آل إليه الوضع هناك الآن ، مضيفا "نحن نعارض التدخل الخارجي أكثر من ذلك ونرجو من الغرب مساعدة الحكومة الليبية على تحقيق الاستقرار، فما حدث في ليبيا هو فشل تام للسياسات الغربية شأنه شأن الفشل الغربي في العراق".
كما ثمن السفير الدور الهام الذي اضطلعت به الجزائر في عودة مصر إلى ممارسة كافة أنشطتها في الاتحاد الإفريقي بعد تعليقها فى الخامس من يوليو الماضي.
وفي سياق مشاركة السيسي في الدورة العادية الـ23 لقمة رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي التى عقدت مؤخرا في غينيا الإستوائية ، ذكر السفير أن هذا القرار يعكس احترام إرادة الشعب المصري كما تجسدت في 30 يونيو، موضحا أن مصر لم تغب مطلقا عن قارتها الأفريقية ولم تبتعد قط عن هموم أشقائها الأفارقة خلال الفترة الماضية وتجدد عزمها على مواصلة دورها التاريخي والطبيعي داخل القارة.
وبشأن الأزمة في العراق، قال عامر إنها بدأت بالغزو الأمريكي الذي عارضه المجتمع الدولي، مشددا على أنها أزمة دولية ويتعين على أقطار العالم الاضطلاع بدور في معالجتها ولكن الدور الأكبر يقع على عاتق المتسبب في هذه المشكلة ألا وهي الولايات المتحدة.
وأضاف أنه إذا ما قسم العراق الآن ووجدت بؤرة للإرهاب هناك، فسيعاني العالم كله جراء ذلك، لذا لابد من تكاتف جهود العالم أجمع في حل هذه الأزمة.
وحول مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21" التي وضعها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته لوسط وجنوب شرق آسيا على التوالي في عام 2013، قال السفير إن مصر ترحب بها وترى أنها مبادرة ممتازة والجميع في انتظار الدراسة والتفاصيل المعمقة التي سيقدمها الجانب الصيني والمرتبطة بمجالات عابرة للحدود ليبدأ تفعيلها في الفترة القادمة.
وأضاف أن القاهرة ترحب بالمبادرة لأن جزءا من مشروعات طريق الحرير البحري الجديد ستتم داخل مصر حيث أن ربط الصين بأوروبا بحريا يتم في الواقع عبر قناة السويس، ولهذا تهتم الصين للغاية بمشروعات تنمية إقليم قناة السويس وستصبح مشاركا رئيسيا فيها.
وشدد السفير على أن ثمة فائدة عملية ستعود على كل من مصر والصين من هذه المبادرة لأنهما تشكلان طرفين رئيسيين فيها.
وعلى صعيد التبادلات الثقافية المصرية - الصينية، أوضح السفير أنها تزداد كثافة وحيوية وستشهد الشهور المقبلة زيارة عدد من الفرق المصرية للصين للمشاركة في عشرة أنشطة ثقافية، وأن تعزيز هذا الجانب من العلاقات يسير بالتوازي مع تطوير الأوجه الأخرى من الروابط الأساسية بين البلدين.
واختتم السفير مجدي عامر حديثه قائلا إن الأنشطة والتبادلات الثقافية بين مصر والصين تمثل تجسيدا قويا لحوار الحضارات وامتزاجها، ما يعمل على زيادة مساحة الفهم وتدعيمها عبر استثمار الرصيد الثقافي للشعبين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn