بكين 24 يونيو 2014 / دعا مبعوث صيني للشرق الأوسط إلى "الابتكار" في تسوية قضايا المنطقة من أجل تحقيق السلام والاستقرار الدائمين، مؤكدا على ضرورة ارتقاء الفكر في معالجة القضايا إلى متطلبات القرن الواحد والعشرين.
وقال وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش الدورة الثالثة لمنتدى "سلام العالم" في جامعة تسينغهوا ببكين إن الحلول التقليدية أثبتت فشلها في معالجة قضايا المنطقة المستفحلة. "ولابد من البحث عن حلول مبتكرة تتناسب مع ظروف وتطورات القرن الواحد والعشرين."
وأوضح وو على هامش المنتدى الذي عقد يومي 21و22 يونيو الجاري تحت عنوان "السعي إلى الأمن المشترك: السلام والثقة المتبادلة والمسؤولية" وحضره زعماء ومسئولون كبار سابقون وسفراء لدى الصين من دول أوروبية وآسيوية وأمريكية, قائلا إن منطقة الشرق الأوسط تتسم بتعقيدات شديدة ويجب الابتكار في تسوية الخلافات بين مختلف الطوائف الدينية والمشاكل السياسية.
وأكد على التسامح في إجراء الحوار لتحقيق الانسجام، والعمل معا من أجل حل القضايا الساخنة وتحقيق الاستقرار, ما يعود بالنفع على التنمية وتحسين معيشة الشعب في المنطقة ومن ثم السلام والاستقرار في العالم.
وقال المبعوث الصيني إن التدخل الأجنبي في منطقة الشرق الأوسط جلب المزيد من الاضطرابات وجعل المنطقة مرتعا لتكاثر الإرهاب, مؤكدا أن "الحل السياسي" هو السبيل لحل الخلافات والنزاعات الإقليمية.
وبالنسبة للأزمة الراهنة التي يعاني منها العراق بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام )داعش) على مناطق واسعة من شمالي وغربي البلاد, أشار وو إلى أن هذا الوضع تسبب فيه التدخل العسكري الأمريكي الذي قامت به الولايات المتحدة قبل 11 سنوات, ما دمر توازنا داخليا قائما في هيئات السلطة والتشكيل الاجتماعي العراقي وأدى إلى استمرار الفوضى الاجتماعية .
وتابع قائلا "الحرب على العراق هي التي أدت إلى الأزمة الراهنة على الرغم من عدم رغبة واشنطن في الاعتراف به, إلا أن هذا يبرهن على أن التدخل الخارجي في شؤون دولة ما لا ينتج سوى ثمرة مريرة".
وأشار وو إلى قيام واشنطن أيضا بتدخلات في سوريا خلال السنوات الأخيرة لتجعل بذلك المنطقة "مرتعا لتكاثر الإرهاب. فما أن تشهد أي دولة اضطرابات, حتى تجذب إليها عناصر إرهابية مثل المغناطيس"، بحسب قوله.
وأكد أن الإرهاب هو العدو المشترك للبشرية بأسرها، محذرا من أضرار جسيمة في حال استمرت الأزمة الراهنة في العراق لن تلحق بمنطقة الشرق الأوسط فقط، وإنما العالم أيضا، مشددا على أهمية تضامن دول العالم لمكافحة عدو الإرهاب.
وحول الاضطرابات والتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من ثلاث سنوات، قال وو إن هذه التغيرات تفجرت في البداية لتحقيق مطالب وطنية طبيعية متمثلة في إجراء الإصلاح والتنمية والعدالة وما شابه ذلك. لكن مع تطور الأوضاع والتدخل الأجنبي تغيرت طبيعة المطالب بشكل أساسي واستمرت الاضطرابات على المدى الطويل.
وقال "لقد أثبت كل ذلك أن القوى الأجنبية إذا أرادت إصلاح وبناء دولة ما وفقا لمصالحها وقيمها الخاصة, سوف تكون المحصلة مزيدا من الاضطرابات والكوارث على الشعوب".
وتذكر وو انه تحدث مع مسؤول بارز معارض سوري عندما زار سوريا, ونقل عنه قوله إنه يمكنهم أن يحققوا الإصلاح الاجتماعي بأنفسهم وبدون تدخلات أجنبية, قد يستغرق ذلك عشر سنوات إلى عشرين سنة, لكن يمكن تجنب الانقسام الاجتماعي.
وأكد وو على أهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وإيجاد الوسائل السياسية لحل النزاعات.
ورأى أن "الفقر يعد من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى التخلف والإرهاب وأن التنمية هي من أهم الضمانات لتحقيق الاستقرار والحفاظ على استدامته".
وحول دور الصين في حل مشاكل المنطقة, قال وو إن الصين تولي اهتماما كبيرا لحل قضايا الشرق الأوسط وهي "مخلصة"في هذا الصدد.
وأكد أن الصين تدعو دوما إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام اختيارات الشعب في المنطقة. وتدعم تعزيز قدرات الشعوب على حل المشاكل، بدلا من فرض الرأي عنوة وتغيير الأنظمة باستخدام القوة، قائلا "إننا نرفض ونعارض مثل هذه الأساليب."
وبالإضافة إلى ذلك, شدد أيضا على أن قضية فلسطين هي مازالت القضية الأساسية في المنطقة وتؤثر على المنطقة بأسرها, داعيا إلى عدم تهميش هذه القضية في ضوء التطورات والتغيرات المتسارعة في المنطقة.
وقال وو إنه ينبغي تعزيز تسوية القضية وفقا لقرارات الأمم المتحدة والاتفاقات ذات الصلة لإنشاء دولة مستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق التعايش السلمي مع إسرائيل, ما سيعود على المنطقة بطاقة ايجابية وهذا ما تؤمن به الصين.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn